كورت بيك يدعو إلى التقارب مع الحزب الليبرالي وحزب الخضر
١ يونيو ٢٠٠٨بدأت امس في مدينة نورنبرج في جنوب ألمانيا أعمال مؤتمر خاص لالحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني تحت شعار "ملتقى المستقبل". وفي كلمته أمام نحو ثلاثة آلاف من مندوبي الحزب وأنصاره دعا كورت بيك، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزبه للتقارب مع الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر في ضوء الانتخابات الاتحادية المقبلة عام 2009 .
وذكّر بيك في هذا السياق بالائتلاف الحكومي لحزبه مع الحزب الديمقراطي الحر في السبعينيات من القرن الماضي ووصف فترة هذا الائتلاف بالجيدة. كما أشار بيك في الوقت نفسه إلى "اعتزاز" الاشتراكيين بفترة الائتلاف الحكومي مع حزب الخضر من عام 1998 وحتى عام 2005.
استمرار التحالف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي؟
وحول مستقبل التحالف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي أكد بيك أن حزبه لا يسعى إلى استمرار الائتلاف الحكومي الحالي بينه وبين الاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد انتخابات 2009. لكنه قال في الوقت نفسه إنه لا يستبعد مثل هذا الائتلاف بشكل تام إذا لم تسمح نتائج الانتخابات بحل آخر.
من ناحية أخرى رفض بيك تعاون حزبه مع حزب اليسار على المستوى الاتحادي عقب الانتخابات الاتحادية المقبلة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه سيسعى للحيلولة دون تشكيل حزب اليسار حكومة مع أحزاب أخرى. كما ناشد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي حزبه بالمزيد من النظام والتماسك ودعا أعضاء الحزب إلى تحمل المسئولية من خلال تنفيذ القرارات التي يتخذها الحزب.
شكوك حول قدرات بيك القيادية
وتسود الحزب الاشتراكي الديمقراطي شكوك حول قدرة بيك على حشد الحزب خلفه في منافسة الأحزاب الألمانية الأخرى، حيث يسعى الحزب إلى تحسين شعبيته التي أظهرت آخر استطلاعات الرأي في ألمانيا تراجعها بشكل مستمر بسبب الخلاف الداخلي حول توجهات الحزب المستقبلية.
وكان أحدث استطلاع للرأي أظهر تراجع شعبية رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ،كورت بيك، لأدنى مستوى لها حتى الآن مقابل تزايد شعبية زميله في الحزب، فرانك فالتر شتاينماير، الذي يشغل منصبي وزير الخارجية ونائب المستشارة ميركل.
وفي هذا السياق تسعى قيادات الحزب ووزراؤه الاتحاديون في أعمال هذا الملتقى الحزبي الذي تنتهي مداولاته يوم غد الأحد إلى التناقش مع مندوبي الحزب وأنصاره من خلال عشرين حلقة نقاش خاصة حول رؤى الحزب وآراء قاعدته الحزبية فيه. وتسود القاعدة الشعبية الحزبية في هذه الأثناء مخاوف من "التخبط" الذي تنتهجه قيادة الحزب وخاصة فيما يتعلق بالموقف من حزب اليسار والإصلاحات الضريبية ومستوى الأجور والتنافس على منصب الرئيس وكذلك الموقف من بعض القضايا الدولية، مثل كيفية التعاطي مع الزعيم الروحي للتبت، الدالاي لاما، في زيارته الأخيرة لبرلين. يذكر أن وزير الخارجية، فرانك فالتر شتاينماير، اعتذر عن لقاء الدالاي لاما، في حين التقته زميلته في الحزب وزيرة التنمية، هايدي ماريا فيتسوريك، الأمر الذي أثار غضب رئيس الحزب الاشتراكي.