كوب 28.. خلافات بين قادة العالم حول التخلص من استخدام النفط
١ ديسمبر ٢٠٢٣لا تزال الانقسامات بشأن مستقبل النفط عميقة، فيما يجتمع أكثر من 140 من قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) لكسر الجمود في ملف أزمة المناخ، في حين أن "نقطة التحول" التي دعا إليها ملك بريطانيا تشارلز الثالث تبقى بعيدة المنال.
القادة يقرون بعمق أزمة المناخ
على منبر المؤتمر، أقرّ ملوك ورؤساء دول وحكومات واحدًا تلو الآخر، بالظروف المناخية الحادة التي يشهدها كوكب الأرض وبحالة اللامبالاة الجماعية حيال الاحترار. إلا أن معظمهم اكتفوا بتكرار التزاماتهم القائمة والمعروفة في مجال المناخ، من دون أن يعلن معارضو التخلي عن الوقود الأحفوري عن أي تغيير.
وحتى 12 كانون الأول/ديسمبر، يُتوقع مشاركة أكثر من 170 من قادة العالم، حسب قول رئيس كوب28 الإماراتي سلطان الجابر.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته، دول مجموعة السبع إلى "التعهّد بإنهاء (استخدام) الفحم" قبل عام 2030. من جانبه، ذكّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأن الهند تمثّل "17% من شعوب العالم" و"4% من الانبعاثات العالمية" مشيرًا إلى جهود بلاده في التوازن بين "البيئة والاقتصاد" الذي يجعلها وفق تعبيره "مثالًا يُحتذى".
ودعا الملك تشارلز الذي دعته الدولة المنظمة الإمارات كضيف شرف، قادة العالم إلى جعل مؤتمر كوب28 نقطة تحوّل ترقى إلى مستوى اتفاق باريس لتسريع التحرك المناخي. وقال ملك بريطانيا إنه "غالبًا ما يتمّ تحطيم الأرقام القياسية لدرجة أننا بتنا لا نتأثر بما تخبرنا به". وختم الملك المعروف بدفاعه عن القضايا البيئية، بالقول "الأرض ليست ملكنا، نحن الذين ننتمي إلى الأرض".
من جانبه، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي ستستضيف بلاده مؤتمر كوب30 بعد عامين، أن "الأرض سئمت اتفاقات المناخ التي لا يتم الالتزام بها". وفي ما بدا تحذيرًا للمفاوضين، قال الرئيس البولندي أندريه دودا إن "التخلي عن الطاقات الأحفورية بسرعة كبيرة يخلق عبئًا ثقيلًا للغاية على المجتمع".
"مستقبل بلا وقود أحفوري"
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زعماء العالم خلال المؤتمر على التخطيط لمستقبل بلا وقود أحفوري، قائلا إنه ما من سبيل آخر للحد من الاحتباس الحراري.
وقال غوتيريش: "لا يمكننا إنقاذ كوكب يحترق بخرطوم حريق من الوقود الأحفوري"، وذلك خلال حديثه بعد يوم من اقتراح رئيس كوب28 سلطان الجابر تبني مواصلة استخدام الوقود الأحفوري.
وأضاف: "حد الدرجة ونصف الدرجة المئوية ممكن فحسب إذا توقفنا في نهاية المطاف عن حرق الوقود الأحفوري بشكل كلي، لا خفضه، ولا تخفيفه"، في إشارة إلى التقنيات الوليدة لالتقاط وتخزين انبعاثات الكربون.
ويلخّص التعارض في أكثر القضايا إثارة للانقسام طبيعة التحديات التي تواجه زعماء العالم في قمة مناخ هذا العام في الإمارات.
التزامات طوعية كبيرة
وتزامنًا مع خطابات القادة، تعهّدت أكثر من 130 دولة بإعطاء الأولوية في خططها المناخية الوطنية للأغذية والزراعة، المسؤولة عن ما يقرب من ثلث غازات الدفيئة التي يتسبب فيها الإنسان لكنّ لا يجري الحديث عنها عادةً خلال مؤتمرات المناخ.
وهذا أول الالتزامات الطوعية الكبيرة من جانب الدول، خارج الآلية الأممية، والتي تريد الإمارات تحفيزها منذ بداية المؤتمر، لإعطاء زخم إيجابي للمفاوضات الفعلية.
وأعلن المؤتمر تفعيل صندوق "الخسائر والأضرار" للدول الأكثر عرضةً لتداعيات تغيّر المناخ. وبلغت قيمة الوعود الأولى المرتبطة بالتمويل حوالى 500 مليون دولار، مع إعلان إيطاليا عن مساهمتها بمبلغ 109 مليون دولار. ولكن ذلك ليس إلا انطلاقة متواضعة لبدء عمليات الصندوق أوائل عام 2024، في حين أن المبلغ المطلوب يصل إلى مئات المليارات.
وإلى جانب هذا المؤشر الإيجابي الضروري لتخفيف حدة التوترات بين دول الشمال والجنوب، لا يزال يتعين خوض مفاوضات شاقة حتى نهاية المؤتمر في 12 كانون الأول/ديسمبر.
ونصّت نسخة أولية نُشرت الجمعة لمشروع اتفاق سيناقشه مفاوضو نحو مئتَي دولة خلال المؤتمر على أنه ينبغي "خفض/التخلي عن الوقود الأحفوري". واقترح مودي أن تستضيف بلاده كوب33 عام 2028، وكذلك عرض إردوغان أن يُعقد كوب31 في تركيا عام 2026.
ألمانيا تدشن ناديا دوليا لمساعدة الدول النامية
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس تدشين ناد دولي لمساعدة الدول النامية على الاستثمار في إزالة الكربون عن الصناعات التي يصعب خفض الانبعاثات منها مثل الصلب والأسمنت والألومنيوم.
وقال شولتس أمام المؤتمر إن ما يسمى بنادي المناخ يضم 36 عضوا حتى الآن ويهدف إلى تسريع العمل الفني لحساب موحد لكثافة ثاني أكسيد الكربون في منتجات بعينها.
وذكر شولتس أن النادي سينشئ أيضا منصة لمواءمة احتياجات الأعضاء بالأدوات الفنية والتمويلية من القطاعين الخاص والعام، مؤكدا تقرير رويترز التي أصدرته الأسبوع الماضي. وأضاف "لن يرسل ذك إشارات استثمارية تشتد الحاجة إليها إلى صناعاتنا المحلية فحسب، بل سيوفر أيضا توجيها للدول الأخرى".
ع.ح./ف.ي. (أ ف ب ، رويترز)