كلوب يفتح مجددا ملف إصابة اللاعبين من كثرة المباريات
٢٢ أكتوبر ٢٠١٥منذ قدومه لتدريب ليفربول وأعين الجماهير والإعلام الإنجليزي مسلطة بشدة على المدرب الألماني يورغن كلوب (48 عاما). فبالرغم من أن كلوب يعطي الانطباع دائما بأنه شخص حسن المزاج ومتحمس للغاية، إلا أنه معروف أيضا بعباراته الصريحة الواضحة غير المجاملة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة فريقه مع روبين كازان الروسي على ملعب آنسفيلد (مساء الخميس) في بطولة الدوري الأوروبي، انتقد كلوب سياسة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بسبب تعرض نجم خط وسط ليفربول الصاعد جوردان روسيتر (18 عاما) للإصابة في مباراة ضد إيطاليا، حيث شارك روسيتر في بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول مع منتخب إنجلترا تحت 19 عاما في ثلاث مباريات في غضون خمسة أيام.
وقال كلوب "لم أسمع من قبل أن هناك لاعبا عمره 18 عاما يخوض ثلاث مباريات في خمسة أيام. اللاعبون الشبان هم مستقبلنا وعندما نعاملهم كالخيول، سيصبحون خيولا أيضا. لا أعرف مع من يجب علي التحدث في تلك المسألة، لكني سأجد سبيلا، لأن هذا ليس صوابا." وربما يقصد كلوب أن معاملة اللاعب في شبابه كفرس يجري هنا وهناك بلا تعب تعجل من القضاء على هذا اللاعب ليصبح غير قادر على فعل شيء مع تقدم سنه، كما يحدث مع الخيول.
المشكلة قائمة أيضا في ألمانيا
وسبق ليورغن كلوب وبيب غوارديولا، مدرب بايرن ميونيخ، أن قالا العام الماضي إن مباريات الدوري الألماني وأبطال أوروبا وكأس العالم تمثل عبئا على لاعبي المنتخب الألماني. فلاعبون مثل لاعبي بايرن ميونيخ ودورتموند متواجدون في كافة المسابقات المحلية والقارية والدولية.
وكان غوارديولا قد صرح "نحن نطالب اللاعبين بأشياء أكثر من اللازم. نحن نقتلهم. الأندية الكبيرة (في ألمانيا) تفقد نقاطا، فلاعبوها مجهدون وبحاجة لوقت (للراحة). أما كلوب الذي كان مدربا آنذاك لدورتموند ويعاني من إصابات العديد من لاعبيه فقال: "إن كأس العالم (بالبرازيل) كلفت كافة اللاعبين الكثير من طاقتهم"، مضيفا أن وقت الاستراحة قصير جدا.
أما المعالج الطبيعي السابق لمنتخب ألمانيا أوليفر شميتلاين فصرح لموقع "كيكر" أن هناك حدودا للاعبين وأن هناك لاعبين يؤدون في الموسم الواحد 70 مباراة، لكن الفيصل هو "كيف يجري تدريبهم وكيف يتم التعامل معهم لاستعادة عافيتهم من الضغوط." وأوضح شميتيلاين أنه يجب مراعاة هل أدى اللاعب فعلا مباريات أكثر من طاقته أم أنه جرى التعامل معه بشكل غير سليم في مقارنة مع إمكانياته.
وشكا شميتلاين من أن هناك أدوات لقياس قدرات اللاعبين لا يتم استخدامها أحيانا لرؤية "كيف يتقبل جسم اللاعب الأعباء أثناء التدريب، لأن المباريات ليست هي فقط من تسبب الضغوط على اللاعبين وإنما أيضا التدريب خصوصا." وحسب موقع "شبيغل أونلاين" يرى المعالج الطبيعي السابق لمنتخب ألمانيا أن الأندية تتحمل المسؤولية الأكبر في التعامل مع لاعبيها بهذا الشأن "فكل لاعب بحاجة إلى التحفيز بشكل مختلف ولذلك لابد من جمع معلومات خاصة بالقدرات البدنية للاعب."
اللاعب أيضا مطالب بالحرص على نفسه
بيد أن إصابة اللاعب نتيجة المبالغة في تنفيذ مهام شاقة لا يكون سببها الأجهزة الإدارية والفنية فقط بإشراكهم بكثرة في المباريات أو التدريبات وإنما يسببها أيضا لاعبون بأنفسهم. فهناك من اللاعبين من يبالغ في تنفيذ مهام أثناء المباريات أو حتى خارجها تؤدي إلى إصابته، وهنا يجب أن يتدخل المدرب بل وإدارة النادي التابع له اللاعب.
فمثلا في عام 2013 جرت الإشاعات في ألمانيا بأن النجم الجابوني الفرنسي بير إمريك أوباميانغ، الوافد الجديد إلى بوروسيا دورتموند يقطع مسافة 30 مترا عدوا في 3.7 ثوان، أي أنه يتفوق على العداء الأسطوري يوسين بولت. وعندما وصلت تلك الأخبار إلى سمع العداء الألماني يوليان رويس صاحب الرقم القياسي الألماني في سباق 100 متر جري، أعلن تحديه لأوباميانغ، لكن بوروسيا دورتموند تدخل ومنع لاعبه من التباري مع عداء محترف خشية تعرضه للإصابة.
وقالت إدارة النادي يومها "لدينا ما يكفي من (اللاعبين) المصابين" بحسب موقع "WAZ" الألماني. والأخطر من ذلك أنه قبل حوالي عام من الآن حاول اللاعب الهندي بيتر بياكسانغزوالا (23 عاما) لاعب فريق "بيتلهم" الاحتفال بعد تسجيله هدف على طريقة "سالتو" التي يشتهر بها الألماني كلوزه، الهداف التاريخي لكأس العالم، فأصيب في عاموده الفقري وتوفي بعدها بخمسة أيام.