كلاوديا أوت - مد الجسور بين العرب والغرب عبر الترجمة
١٩ فبراير ٢٠١٤حضرت الكاتبة والمترجمة الألمانية كلاوديا أوت ضمن فعاليات الدورة العشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالمغرب بدعوة من المعهد الثقافي الألماني "غوته"، من أجل تقديم كتابها المترجم مؤخرا "مائة ليلة وليلة". DW عربية التقت كلاوديا أوت وكان معها الحوار التالي:
DWعربية: كيف وجدت المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء؟
كلاوديا أوت: هي طبعا زيارتي الأولى للمعرض الدولي للكتاب في المغرب. وهو مهم ومثير للإهتمام، وقد زرت مختلف الأروقة واقتنيت عددا من الكتب أكثر مما كنت أريد أن أشتري، وسأعود إلى ألمانيا ومعي حقيبة ثقيلة خلافا لما كنت أخطط له من قبل. أنا جئت إلى هنا بكتب ثقيلة، وكنت أعتقد أنني سأرجع بحقيبة خفيفة، لكن العكس هو ما سيحدث، لأن المعرض فعلا غني جدا بالكتب المثيرة للاهتمام والمنشورات الحديثة. كما القتيت عددا من الأصدقاء والزملاء من الكتاب والأدباء والناشرين. وهذا مهم جدا بالنسبة لي، وأنا أشكرا كثيرا المعهد الثقافي الألماني "غوته" على دعوته لي في هذا الملتقى، لأنني أعتقد أن هناك فعلا جوانب جديدة في الجسر الثقافي بين ألمانيا والمغرب ممكن أنها قد افتتحت بمثل هذا اللقاء..
هل هذه زيارتك الأولى إلى المغرب؟
سبق لي أن حضرت إلى المغرب في مناسبتين: الأولى قبل 15 عاما في إطار إنجاز بحث رسالة الدكتوراه، حيث قمت بدارسة "عمل حكواتي مغربي" من مدينة مراكش، اسمه "السي ميلود ابن عبد النبي"، وهو رجل كان يحكي قصصه في كُتّاب، والجمهور يجلس حوله وينصت إليه بكل اهتمام رغم أن الكثير منهم أميون. أما زيارتي الثانية فقد كانت ثلاث سنوات لحضور مؤتمر في مدينة فاس. وهذه أول زيارة لي إلى الدار البيضاء ومعرض الكتاب.
كيف تفاعل معك زوار المعرض في لقاء اليوم بالرواق الألماني؟
لقد شعرت أن الجمهور مهتم جدا بما كنت أقول، وقد تجمع أثناء الحديث عدد كبير من الزوار، الذين هم ربما لم يكونوا يتوقعون الأمر الذي قمنا بعرضه، أي أن هناك مخطوطة قديمة جدا هي نموذج من الثقافة العربية الغربية والمغربية أيضا.
لقد ترجمت قصص ألف ليلة وليلة إلى اللغة الألمانية انطلاقا من مخطوطات قديمة. كما ترجمت كتابا آخر يحمل عنوان "مائة ليلة وليلة"، انطلاقا من مخطوط قديم أيضا. فماهي الإضافة الجديدة من خلال ترجمة "مائة ليلة وليلة"، وماهو وجه الاختلاف في الترجمتين؟
أهم خصوصية في كتاب "مائة ليلة وليلة" أنه كان منتشرا ومعروفا في المغرب والأندلس. كما أنه كتاب صغير ومختصر، ويمكن قرائته في وقت معقول، وهذا من مميزاته أيضا. كما أن لكل حكاية مقياس مناسب. وغالبية القصص هي مستقلة بذاتها، وشخصية شهرزاد حاضرة في العملين معا. وللحكاية في "مائة ليلة وليلة" نهاية إيجابية وسعيدة، وهذا شيء أحببته أكثر..
هل أن لغة الحب الشرقية في الكتب العربية القديمة، مثل "ألف ليلة وليلة" و"مائة ليلة وليلة"، مفهومة من خلال ترجماتك بشكل جيد لدى القارئ الألماني؟
أعتقد أن الجمهور الألماني مازال في بداية استقباله للأدب العربي الحقيقي، لأن ما قد قرأه واطلع عليه من ترجمات ل"ألف ليلة وليلة" كانت عن طريق ترجمات من اللغة الفرنسية. و"ألف ليلة وليلة" هو أكثر كتاب قرأه الأوروبيون في القرن 19، وهذا كان له تأثير في الأدب الألماني. والآن نحاول أن نقدم لهذا الجمهور ترجمة معقولة مباشرة انطلاقا من النصوص العربية.