كركوك توحد الصف الكردي لمواجهة "داعش"
٢٤ نوفمبر ٢٠١٤بالقرب من قرية صغيرة تدعى "مطرة" التي تبعد بنحو 35 كيلومترا عن مدينة كركوك الغنية بالنفط، انتشرت قوات "البيشمركة الكردية" إلى جانب مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" القادمة من تركيا لحماية المكان. كان الطرفان الكرديان يحاربان بعضهما البعض في تسعينيات القرن الماضي، لكنهما اليوم وحدا الصفوف لصد عدو مشترك يهدد "المنطقة الكردية" بالعراق المتمثل بتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على مناطق واسعة بالعراق وسوريا معلنا دولة "الخلافة".
كركوك التي كانت من أهم نقاط الخلاف بين الحكومة المركزية ببغداد وحكومة إقليم كردستان-العراق، يريد تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة عليها حتى تصبح نقطة انطلاق يزحف منها باتجاه العاصمة العراقية بغداد. القائد "هيفال عقيد" قائد إحدى المجموعات القتالية التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" أعرب عن حساسية الوضع القائم على الجبهة بقوله "عندما رأينا بأن مقاتلي "داعش" باتوا على أبواب كركوك، أدركنا أن علينا تقديم الدعم".
مقاتلون "أكثر" خبرة
وفي حوار مع DW يقول "عقيد" المقاتل في صفوف حزب العمل الكردستاني منذ أكثر من 18 عاما، في وحدة تضم حوالي 300 مقاتل ومقاتلة، إنه و"خلافا للعديد من أفراد قوات البيشمركة الحديثة العهد بالقتال، تتمتع قواتنا بخبرات سنين طويلة من خوض المعارك".وأغلب مقاتلي حزب العمل الكردستاني هم من تركيا كما هو حال المقاتلة "بيريتان" التي ولدت بمنطقة "أورفة" جنوب شرق تركيا، وهي ذات المنطقة التي ولد فيها عبد الله أوجلان زعيم "حزب العمال الكردستاني" المعتقل لدى حكومة أنقرة. انضمت "بيريتان" لحزب العمال عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، وتدربت في معسكراتها على جبل قنديل المطل على الحدود العراقية التركية، وقاتلت ضد الجيش التركي قبل أن تصدر الأوامر بوقف القتال من قبل أوجلان في ربيع عام 2013 من جانب واحد. وتؤكد "بيريتان" أن احتمالية نقل المعركة "وارد جدا"، فهي تقاتل الآن بالقرب من كركوك "بناء على الأوامر وقد تصدر أوامر أخرى في ما بعد بالانسحاب، ونقل المعركة داخل الحدود التركية". وتضيف قائلة: "تركيا لم تبذل مجهودا للوصول لحل سلمي للقضية الكردية، العديد من الأكراد لديهم القناعة أن تركيا تدعم سرا المتطرفين الإسلاميين".
تنسيق مشترك
يتبع المقاتلون "نظاما عسكريا صارما"، تقول "ميديا" من ديار بكر البالغة من العمر 22 عاما من حزب العمال الكردستاني "فهم يستيقظون يوميا في الخامسة، الإفطار في السادسة، وبقية اليوم يتم توزيع المقاتلين والأدوار"، وتضيف أن من لا يذهب إلى الجبهة، فإنه يمضي الوقت في التدريب العسكري أو تلقين السكان طريقة استخدام السلاح حتى يتمكن هؤلاء من الدفاع عن أنفسهم. قائد وحدة حرس الحدود العراقي الكردي من مدينة السليمانية "فرقدين" يؤكد على حديث زميلته ويقول إن "قوات حرس الحدود العراقية وحزب العمال الكردستاني يعملان سوية ويدا بيد، إلا أن هذا لا ينفي الحاجة إلى وجود دعم عسكري دولي لإمداد المقاتلين بالسلاح اللازم وللقيام بعمليات عسكرية جوية مساندة".