كبار السن في ألمانيا يتجنبون ممارسة الرياضة أمام الأصغر سناً
٢٥ ديسمبر ٢٠٠٨فرانز سيمون، المقيم في فرانكفورت والبالغ من العمر 80 عاماً، يستمتع باستخدام الملعب المحلي المقام في منطقته. وعندما يعتزم سيمون ممارسة رياضة المشي، فإنه يفضل استخدام جهاز لإنعاش الدورة الدموية للقدمين مرتكزا على خشبتين نصف دائريتين منصوبتين داخل ملعب مقام بإحدى الغابات القريبة من منزله ومخصص للأطفال والمسنين. وقد أحب سيمون هذا الجهاز الخاص بالتدريب الرياضي، لأنه يعد مناسباً لمختلف الأجيال، ويناسب الكبار والصغار.
كبار السن يخشون التعرض للسخرية
لكن وجهة نظر سيمون تختلف مع معظم من هم في نفس عمره، وفقا لنتائج دراسة جديدة أجرتها كلية الهندسة بمدينة فيسبادن غربي ألمانيا، حيث أشارت الدراسة إلى أن الكثير من كبار السن يشعرون بالحرج من ممارسة التمرينات الرياضية في وجود من هم أصغر منهم سنا، لأنهم يخشون من التعرض للسخرية.
وتتناقض نتائج تلك الدراسة مع الاتجاه الحالي في ألمانيا لإنشاء ملاعب يمكن أن تجمع بين المسنين والصغار. وأشارت الدراسة إلى أن الأجهزة الرياضية التي صممت بهدف الجمع بين الكبار والصغار فشلت في تحقيق مهمتها، لأن الأطفال يحبون اختبار مهارات التوازن لديهم باستخدام جهاز تدليك القدمين المتأرجح بينما يشعر كبار السن بالخوف من أي حركة فجائية أو متمايلة عند استخدامه.
ومن جانبه، يؤكد سيمون أنه ما لم يكن الشخص سليما وشجاعا ومفعما بالنشاط والحيوية، فيتعين عليه ألا يستخدم هذا الجهاز الرياضي المتأرجح، وهو ما يوضح لماذا يتجنب معظم كبار السن مثل هذا الجهاز. غير أن الباحثين اكتشفوا أيضا خلال الدراسة التي أجروها أن الكبار لا يخشون ممارسة التمرينات الرياضية في ظل ظروف مناسبة. وأشار ثلث عدد كبار السن الذين شملتهم الدراسة في فرانكفورت إلى أنهم يحبون التدريبات الرياضية، بينما أشار 50 في المائة منهم إلى أنه يمكنهم استخدام الملاعب ولكن في الأوقات التي لا يتواجد فيها الأطفال. كما اكتشف الباحثون أنه في الأماكن التي يشعر فيها المسنون باحترام خصوصيتهم، فإنهم يستخدمون أجهزة التمرينات الرياضية بانتظام.
كبار السن يفضلون الألعاب التقليدية
وتقول السيدة مانيولا روتمان المسئولة عن ملاعب المسنين في فرانكفورت إن فكرة الجمع بين ملاعب الكبار والصغار تبدو طيبة للوهلة الأولى، لكن مع الممارسة ثبت أنها غير واقعية. أما البروفيسور جريت هوتنتراجر، التي أشرفت على إعداد الدراسة، فقد دعت السلطات المحلية إلى أن تضع في اعتبارها عدة عوامل قبل أن تقرر إقامة ملاعب للكبار فوق سن الستين. وكانت الشركات المنتجة لأجهزة التمرينات الرياضية تروج لإقامة ملاعب للشرائح العمرية فوق الستين في ألمانيا مع تزايد الاتجاه في الدول الغربية لتزايد معدلات المعمرين بين السكان، وذلك من أجل استهداف شرائح جديدة من المستهلكين وزيادة مبيعاتها.
وبرغم ذلك فإن الدراسة التي أوصت بتصميم أجهزة رياضية تناسب احتياجات كبار السن أشارت من جهة أخرى إلى أن معظم المسنين لا يريدون أحدث الصيحات في أدوات ووسائل المحافظة على الصحة العامة والنشاط، ولكنهم يفضلون الوسائل القديمة مثل الميني جولف والنوم على فراش من الحصى وتدليك القدمين والعلاج بالماء، الذي تم تطويره في ألمانيا. وتشير هواتنتراجر إلى أن الميني جولف يعطي الفرصة للتفاعل بين الأجيال. وتضيف أن المسنين يفضلون أيضا الأساليب الآمنة في تحقيق الحيوية والصحة مثل التنزه في الحدائق الجميلة واستخدام فراش الزهور. ولم يمض سوى عام على احتفال مانويلا روتمان بافتتاح الملعب الذي يجمع بين المسنين والشباب والأطفال في فرانكفورت، لكنها قد غيرت وجهة نظرها تجاه هذا الملعب، مؤكدة أنها اقتنعت أن مستقبل الأماكن الرياضية لمن هم فوق الستين سوف يكون لملاعب الجولف الصغير والاستشفاء على طريقة كنايب وهي طريقة ألمانية تعتمد على الاستشفاء بالاعتماد على الطبيعة.