"كاترين شميت تفوز بجائزة "الكتاب الألماني"
١٣ أكتوبر ٢٠٠٩بعد المفاجأة التي فجرتها اللجنة السويدية بإعلانها فوز هرتا مولر بجائزة نوبل للآداب، أرادت لجنة التحكيم في "جائزة الكتاب الألماني" أن تفجر مفاجأة أخرى. هرتا مولر كانت مرشحة أيضاً لنيل جائزة الكتاب الألماني المرموقة التي تبلغ قيمتها 25 ألف يورو، وكانت روايتها تقف على رأس "القائمة القصيرة" التي ضمت إلى جانبها راينر ميركل ونوربرت شوير وشتيفان توما وكاترين شميت وكليمنس زيتس.
كانت التوقعات ترجح كفة هرتا مولر بروايتها "أرجوحة الأنفاس"، غير أن فوز مولر بجائزة نوبل للآداب هذا العام قلب الموازين، ووضع لجنة الجائزة أمام مأزق. هل يمنحون مولر جائزة أخرى؟ صحيح أن جائزة الكتاب الألماني من الجوائز القيمة، غير أنها تبقى جائزة محلية، فماذا ستضيف إلى الحائزة على نوبل؟ أم يتوجهون إلى كاتب أو كاتبة أخرى ويسلطون الضوء على عمل شبه مجهول؟
فضّلت لجنة التحكيم على ما يبدو الطريق الثاني، واختارت أن تسلط الضوء عشية معرض فرانكفورت للكتاب على رواية لم تُعرَف على نطاق واسع بعد. ويمكن القول – مثلما كتب الناقد توماس شتاينفلد اليوم في صحيفة "زود دويتشه" – إن جائزة الكتاب الألماني مُنحت هذا العام "لثاني أفضل كتاب باللغة الألمانية".
عدم الوقوع في براثن الاكتئاب
لكن ذلك لا ينتقص من قدر شميت. النقاد الألمان يجمعون على أن رواية "لن تموتي" رواية كبيرة تستحق التكريم. بهذه الرواية المطبوعة بملامح كثيرة من سيرة الكاتبة الذاتية تحكي شميت حكاية امرأة تفقد وعيها إثر نزيف في المخ، وعندما تستيقظ تجد نفسها في المستشفى. غير أنها تكتشف أن جسدها لم يعد يصغي إليها بعد إصابتها بالشلل النصفي، كما أنها فقدت لغتها وذاكرتها. شيئاً فشيئاً تستعيد وعيها وقدرتها على التفكير والشعور، غير أنها تظل عاجزة عن التعبير عن نفسها. الطريق الطويل الذي قطعته حتى تستعيد حياتها هو موضوع هذه الرواية المؤثرة.
"نقطة قوتها" – تقول الكاتبة عن الشخصية الرئيسية في الرواية – " هي أنها لا تقع في براثن الاكتئاب، وهذا شيء شبيه تماماً لما حدث لي." غير أن الرواية ليست سيرة ذاتية لكاترين شميت، بل تناول إبداعي لتلك الفترة العصيبة. وتتناول "لن تموتي" الشهور التي عاشتها البطلة بين الاستيقاظ من الغيبوبة في غرفة الرعاية المركزة بعد إجراء عملية في المخ لها، وبين انتهاء الفترة التي قضتها في مركز إعادة التأهيل.
ولدت كاترين شميت عام 1958 في مدينة غوتا الواقعة في ألمانيا الشرقية سابقاً. درست علم النفس الاجتماعي وعملت لفترة كمعالجة نفسية للأطفال. وفي الفترة من 1983 حتى 1990 عملت في معهد برلين الشرقي للبحث الاجتماعي المقارن، غير أنها استقالت من وظيفتها ونشطت سياسياً خلال حقبة التحولات السياسية التي انتهت بسقوط سور برلين وتوحيد شطري ألمانيا عام 1989. تفرغت شميت للكتابة منذ عام 1994، وإلى جانب الرواية كتبت القصة القصيرة والشعر. و"لن تموتي" هي عملها الروائي الرابع. وقد سبق لها أن حازت عدة جوائز أدبية.
الكاتب: سمير جريس
مراجعة : عبده جميل المخلافي