كأس العرب.. خطوة قطر الأولى لمونديال بمعجزات تقنية
٦ ديسمبر ٢٠٢١بافتخار قدم الألماني يوهانس هولسمولير، أحد المسؤولين من قسم "تكنولوجيا كرة القدم والابتكار"، داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، آخر الصيحات التقنية التي تمّ استخدامها لأول مرة في بطولة كأس العرب، المقامة حاليا في قطر. من بينها أنه تمّ نصب 10 إلى 12 كاميرات عالية الجودة، و"اصبح بمقدورنا بفضل الذكاء الاصطناعي، في كل 50 ثانية مراقبة إلى 29 موضع من جسم كل لاعب، لرصد موقع الكرة".
هذه المراقبة الدقيقة التي تذكرنا بأجهزة التفتيش الأمنية داخل المطارات، هدفها هو تقديم حلٍّ شبه نهائي لمشكلة التسلل، المشكلة الأبدية في عالم كرة القدم. فبالبيانات التي تحتسبها هذه الآلات في أجزاء من الثانية تذهب مباشرة إلى مساعد حكم الفيديو الذي سيقدم إجابة سريعة وواضحة في المواقف الإشكالية.
استخدام هذه الأجهزة المتطورة في كأس العرب، هو اختبار تجريبي لمونديال 2022. ما يعني أن هذه النهائيات تعرف تطورا غير مسبوق لم تشهده بطولة من هذا النوع في السابق. مسألة لا تثير الاستغراب نظرا للميزانية الهائلة التي رصدتها الإمارة الخليجية الغنية لهذه التظاهرة الدولية.
شبكة ميترو تربط بين الملاعب
وبالنسبة للمشجعين تبدأ الرحلة الاستكشافية الكبيرة من مطار الدوحة، "مطار حمد الدولي" الذي يبعد بنحو 10 كيلومترات عن العاصمة. وقد افتتح في عام 2014 وكلّف على الأقل 11 مليار دولار.
من المطار، لا تكفي إلا دقائق معدودات للوصول إلى قلب العاصمة القطرية، عبر المترو الذي افتتح في عام 2019. ومن يريد استخدام السيارة بإمكانه استخدام طريق سريع بأحدث التجهيزات.
شبكة الميترو مجهز للربط بين الملاعب الرياضية التي أنشأت للعرس الكروي العالمي وعددها ثمانية. والملفت أن راكب الميترو بحاجة إلى نحو أربعين دقيقة على الأكثر للوصول من ملعب إلى آخر، مهما كان موقعه. بمعنى أنه أقصر طريق شهده كأس العالم بين الملاعب على الإطلاق، ما يسمح للمشجعين بمشاهدة كثر من مباراة في يوم واحد.
معجزة رقمية
الانترنت والأجهزة الرقمية والمحمول، العمود الفقري للمنظومة التنظيمية. فلا يمكن الحصول على التأشيرة إلا عبر التسجيل في تطبيق „Etheraz"
الذي أطلقته وزارة الصحة القطرية، وعبره يتم تسجيل جواز التلقيح ضد كوفيد- 19. بعدها يحصل المرء على تصريح الدخول لتطبيق التأشيرة. ثم الحصول على رقم المشجع أو Fan-ID الذي يقدم جميع المعلومات عن الملاعب وجدول المباريات وغيرها. كل هذا رقيا، وتقريبا لا وجود للأوراق المطبوعة إطلاقا، عدا الجواز والبطاقات الشخصية.
البيانات الشخصية
في المقابل، على المشجعين أن يدركوا أنه سواء في كأس العرب أو في مونديال 2022، فإن بياناتهم الشخصية ليست محمّية بالقدر المطلوب. فمكان كل مشجع يمكن رصده ومتابعة تنقلاته عبر التطبيقات المستخدمة.
ومن يقرر مع ذلك السفر إلى قطر فإنه سيشاهد ثمانية ملاعب، ينظر إليها على أنها معجزة معمارية حقيقية. فملعب البيت في الخور مثلا، حيث أقيم افتتاح كأس العرب، كما سيشهد افتتاحيات المونديال، يستع لـ 60 ألف متفرج، ومجهز بتدهيزات خيالية، ويكفي أنه وبعد التظاهرة الدولية سيتم تحويله إلى فندق من خمسة نجوم.
هذا الملعب كلّف نحو 770 مليون يورو. ويحتوي على سقف متحرك، يسمح بإغلاق الملعب. وبني على شاكلة خيمة البدو التقليدية. وعلى محيطه سيتم بناء مركب سياحي ضخم، يحتوي على مركز تسويقي. وكل وفق معايير عالية للحفاظ على البيئة، وفقاً لشهادة المنطومة العالمية لقييم الاستدامة التي تمنحها المنظمة الخليجية للبناء والتطوير ((GORD.
ملعب 974
من وجهة نظر تقنية يشكل ملعب "راس أبو عبود" ذروة المستوى الهائل الذي سوف تقدمه قطر في هذه التظاهرة. فهو أول ملعب مؤقت في تاريخ المونديال. وفيه أقيمت قبل أيام مباراة منتخب الإمارات ضد منتخب سوريا في الجولة الأولى من المجموعة الثانية ببطولة كأس العرب.
الملفت أن اسمه تغير من "راس أبو عبود" إلى ملعب (974)، في خطوة أثارت الاستغراب لأنه عادة ما تحمل أسماء الملاعب الكروية أسماء للاعبين أو غير ذلك.
حسب التفسيرات الذي قدمتها لجنة الإرث والمشاريع القطرية عبر موقع Qatar2022، فإن تغيير الاسم يشير إلى كيفية بناء هذا الملعب. فهو يحتوي على 974، حاوية الشحن البحري استخدمت لبنائه، بينما هذا العدد هو نفسه، رمز أو كود الاتصال الخاص بدولة قطر في الهواتف. تقول هيئة المشاريع والإرث في وصفها لملعب 974 «هذا المشروع رائد في مجال بناء الاستادات ومواقع استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، فلا يقتصر الابتكار الذي يزخر به الاستاد على ذلك، بل يُعتبر الاستاد الأول القابل للتفكيك بالكامل في تاريخ بطولات كأس العالم FIFA».
أولاف يانزن/ و.ب/ ع.أ.ج