قلعة أربيل تزور العاصمة الألمانية برلين
٨ مايو ٢٠١٤تطل قلعة أربيل على مركز المدينة الحديث في عاصمة إقليم كردستان العراق. وتعتبر من أقدم المستوطنات في العالم. ورغم مختلف التغييرات التي طرأت على القلعة إلا أنها لا تزال تحافظ على عناصرها الأساسية كواجهات الدور الخارجية والهندسة الداخلية للمبنى. ومن أجل حماية القلعة من الانهيار والتلاشي، أسست حكومة كردستان "الهيئة العليا لإحياء قلعة أربيل"، لوضع خطة للحفاظ على القلعة والتعريف بها في مختلف دول العالم. وفي ذلك الإطار نظمت الهيئة معرضاً متجولاً للصور، يزور مختلف العواصم الأوروبية، ومحطته هذه في برلين. وتنظم على هامشه ندوات وعروض للتعريف بالمشروع، والتواصل مع المهتمين به.
قلعة أربيل إرث إنساني عالمي
في حديث مع DWعربية، يقول دارا يعقوبي، رئيس الهيئة العليا لحماية قلعة أربيل: " تعتبر القلعة من المواقع التاريخية المعروفة والمسكونة منذ ستة آلاف سنة، شهدت تراكمات زمنية مختلفة وهي إرث وطني وعالمي، ولهذا السبب قررت حكومة اقليم كردستان إطلاق مشروع لإحياء القلعة". ويضيف دارا يعقوبي، إن المسألة "لا تقتصر فقط على الترميم بل تحويل القلعة إلى مركز ثقافي وسياحي عالمي". وانطلق مشروع الترميم منذ عام 2007، حيث تم التركيز في البداية على انجاز الدراسات والتوثيق. ويحظى المشروع بدعم من المنظمة العالمية للتربية والثقافة (يونيسكو)، إضافة إلى اتفاقيات تعاون مع دول أخرى في مجال ترميم وصيانة الآثار.
ويركز المشرفون على المشروع، كما جاء على لسان دارا يعقوبي، على تقوية ومعالجة المباني المعرضة لخطر الانهيار والقيام بأعمال الصيانة العاجلة لمنع الأضرار والتدهور للأبنية التراثية"، إضافة إلى "تعزيز القدرات المحلية في مجال تقنيات الحفاظ على الآثار والترميم وصيانة المباني الأثرية".
هدف المعرض التعريف بالقلعة في ألمانيا
من جانبها تعتبر جيهان سندي، مستشارة في مجلس وزراء حكومة كردستان، أقامة المعرض في برلين بأنه" خطوة أولى هدفها التعريف بقلعة أربيل وإظهار تاريخ المنطقة للعالم، خصوصاً في الدول الأوروبية". ومن بين الألمان الذين جاؤوا لزيارة المعرض، باحثون في علوم الاستشراق، كالطالبة كرستينا ماركس، التي تقول: "أنا أدرس علوم الاستشراق وأهتم كثيراً بالثقافات الشرقية بشكل عام وبالهندسة المعمارية بشكل خاص، كما أنني أود أن أتعرف على أصحاب المشروع، والتواصل معهم، فلم أستطع من قبل السفر إلى هناك، لأن المنطقة غير مستقرة أمنيا".
"كردستان العراق تضمن الأمن للسياح"
ولا يقتصر الخوف من السفر إلى كردستان العراق على كرستينا ماركس وحدها، بل يعتبر شيئاً يتقاسمه معها عدد كبير من الألمان. ولطمئنتهم تقول جيهان سندي: "الحكومة في إقليم كردستان العراق تسهر على أمن المواطنين والسائحين على السواء. ويعتبر الإقليم آمنا مقارنة مع باقي مناطق البلاد، فخلال السبع سنوات الماضية لم تقع إلا عملية إرهابية واحدة".
ومن بين الزائرين الذين توافدوا على المعرض، مجموعات من الشباب الأكراد الذين ولدوا وترعرعوا في ألمانيا. يقول أحدهم يدعى أرمن: "نحن ولدنا هنا ولا نعرف بلدنا الأصلي جيداً، وجئنا لنتعرف على أبناء وطننا ومساعدتهم قدر المستطاع في الحفاظ على الموروث المعماري والثقافي لكردستان العراق عامة ولقلعة أربيل خاصة".
محطات خالدة من تاريخ أربيل
أصبحت أربيل منذ عام 2005 عاصمة إقليم كردستان العراق، وفي بداية التسعينات من القرن الماضي كانت القلعة ملاذاً لمجموعة من العائلات العراقية التي فرت من نظام صدام حسين. وكانت أربيل قبل ألف عام إحدى أهم المدن الرئيسية للإمبراطورية الآشورية، واشتهرت بمعبد عشتار. وحسب الصحفي الكردي أرمن علي نيرون، فإن "آثار القلعة هي نتيجة التراكمات التي خلفتها الحضارات المتعاقبة على القلعة لأكثر من 6000 عام".