قطاع تكنولوجيا المعلومات في ألمانيا يبحث عن المرأة
٢١ يوليو ٢٠١٢أندريا رايشلت امرأة غير عادية أو بالأحرى يمكن القول إنها امرأة في موقع غير معتاد، فهي تدير إحدى شركات تقنية المعلومات متوسطة الحجم وبالتالي فهي واحدة من مجموعة قليلة من النساء، اللواتي وصلن لهذا المنصب. فهناك 15 بالمائة من النساء يعملن في شركات تقنيات المعلومات الألمانية منهن 3 بالمائة فقط تقلدن مناصب قيادية في هذه الشركات.
وتعاملت رايشلت مع وسط أغلبه من الرجال خلال فترة دراستها للعلوم الهندسية، فنسبة 5 بالمائة فقط من الدارسين معها كن من النساء، لكنها بالرغم من ذلك لم تشعر بمشكلة في الأمر. وتضيف قائلة: "نظرت إلى المسألة كميزة فوجودي كامرأة كان ملفتاً للنظر وبالتالي كنت أحظى بالمزيد من الاهتمام".
النساء يقتحمن تخصصات دراسية تقنية
لكن فرانسيسكا برايس لا تعرف هذا الشعور حتى الآن على الأقل، فهي تدرس بالفصل الدراسي الثاني في كلية الاقتصاد والتقنية في برلين. وتبلغ نسبة الدارسات في هذا التخصص 100 بالمائة. وكان بوسع برايس اختيار تخصص دراسي معتاد، إلا أن الدراسة التقنية جذبت انتباهها.
لكن قرار التحاق فتاة بدراسة علمية تقنية مسألة ليست سهلة خاصة وأن الفكرة السائدة هو أن الرجال أكثر قدرة على التعامل مع هذه الدراسة. عن ذلك تعلق برايس قائلة: "كنت أعتقد أن الشباب لديهم معرفة أكثر بهذا المجال، لاسيما وأنهم يقضون فترات أطول على الكمبيوتر. أما أنا فلم أفعل ذلك مطلقاً ولذلك فإن التواجد مع دارسات شابات يقلل من حدة الضغط".
دراسة لا تناسب النساء؟
وترى يوليانا زيغرز، أستاذة برايس، أن المشكلة تتركز في اعتقاد الكثير من الفتيات بأنهن غير قادرات على منافسة الرجال في هذا النوع من الدراسة. لكن الأستاذة الجامعية توضح أن جميع الطلبة يبدأون هذه الدراسة من الصفر، مما يعني أن فرصة التفوق مرهونة بالاجتهاد وحب المادة وليس بأي عوامل أخرى.
وترجع زيغرز عدم إقبال الفتيات على الدراسة التقنية المتخصصة إلى الصورة السائدة عن هذه الدراسة لأشخاص لا يبارحون مكانهم أمام الكمبيوتر ويكتفون بتناول البيتزا أثناء العمل.
ويبدو أن هذه المشكلة ألمانية بشكل أكبر، إذ أن الإحصائيات تشير إلى وجود أعداد كبيرة من الطالبات اللاتي يدرسن العلوم المتخصصة مثل الرياضيات والعلوم الهندسية والتقنية والفيزياء، على مستوى الإتحاد الأوروبي.
أما أندريا رايشلت فتنصح الشابات بدراسة تكنولوجيا المعلومات وتعتقد المديرة الألمانية أن الشركات ستزيد الاعتماد على العناصر النسائية في المرحلة المقبلة. وبوصفها مديرة في هذا المجال تقول رايشلت إنه من المهم الاستفادة من الطاقات الكامنة في الجنسين ومنحهما الفرصة المتعادلة للمشاركة في صياغة صورة الشركة.
وتشير رايشلت إلى خصوصية الشركات العاملة في مجال تقنيات المعلومات مقارنة بالشركات الأخرى وتقول: "قطاع تكنولوجيا المعلومات هو بالتأكيد قطاع المستقبل، فأهميته والحاجة إليه في زيادة مستمرة". وعن ميزة هذا القطاع تقول رايشلت: "تحقيق الذات للموظف أسهل بكثير عندما يعمل في قطاع متنامي".
غريتا هامان/ ابتسام فوزي
مراجعة: عماد غانم