قضية خاشقجي ـ ترامب يتمسك بالسعودية ولا يبرئ بن سلمان
٢٠ نوفمبر ٢٠١٨قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء (20 تشرين الثاني/نوفمبر 2018) إنه يعتزم مقابلة ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان على هامش اجتماعات قمة مجموعة الدول العشرين الكبرى في الأرجنتين أواخر الشهر الحالي، إذا شارك الأخير في القمة. وأضاف ترامب أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الأمير محمد سيشارك في القمة باعتبار السعودية عضوا في المجموعة.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن ترامب قوله في بيان مكتوب اليوم الثلاثاء "نحن مع السعودية"، مضيفا أن تقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي.أيه" بشأن مقتل خاشقجي في مقر قنصلية السعودية بإسطنبول لم يقدم "شيئا محددا" بشأن موقف الأمير محمد بن سلمان من القضية. وهو الأمر الذي أكده للصحافيين في البيت الأبيض موضحا أن "سي أي إيه نظرت في الأمر ولم تتوصل إلى شيء حاسم".
وذكرت عدة وسائل إعلام أميركية، وضمنها صحيفة "واشنطن بوست"، التي كان الصحافي السعودي المنتقد للمملكة يكتب فيها مقالات رأي، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استنتجت أن ولي العهد السعودي هو الذي أمر بقتله. لكن ترامب اعتبر أن وكالات الاستخبارات تواصل "تحليل جميع المعلومات". وأضاف في بيان "هناك احتمال كبير أن يكون ولي العهد على علم بهذا الحادث المأساوي، ربما كان يعلم وربما لم يكن يعلم". وأضاف "ربما لن نعرف أبدا الحقائق المحيطة بجريمة قتل جمال خاشقجي".
"الشراكة الراسخة"
كما ركز ترامب من خلال البيان الصادر عن البيت الأبيض، أنه "في جميع الأحوال فإن علاقاتنا هي مع المملكة العربية السعودية .. والولايات المتحدة تعتزم أن تبقى شريكا راسخا للسعودية". وأكد أن السعودية تقدم مساعدة حاسمة للمساعي الأميركية لاحتواء الطموحات الإيرانية، فضلاً عن الالتزام بـ 450 مليار دولار من عقود الأسلحة الأميركية والاستثمارات الأخرى. كما أنها تساعد في بقاء أسعار النفط منخفضة، كما قال ترامب.
وفي بيانه الذي وزعه المكتب الصحافي للبيت الأبيض قال ترامب إن العلاقة الأميركية السعودية أكثر أهمية من مسألة احتمال تورط ولي العهد في الجريمة. وأشار إلى أن الملك سلمان وولي العهد "ينكران بشدة أي معرفة بالتخطيط أو تنفيذ جريمة قتل السيد خاشقجي". وأكد الرئيس الأميركي أن "الولايات المتحدة تعتزم أن تظل شريكا دائما للسعودية لضمان مصالح بلادنا وإسرائيل وشركاء آخرين في المنطقة".
رسالة للكونغرس
وأقر الرئيس الأميركي بوجود اتجاه قوي في الكونغرس لمعاقبة ولي العهد السعودي واتخاذ إجراءات أخرى ضد القيادة السعودية. وقال ترامب "سأنظر في كل الأفكار التي يتم تقديمها، لكن فقط إذا كانت متلائمة مع أمن وسلامة أميركا". وأضاف "أتفهم أن أعضاء في الكونغرس يريدون الذهاب في اتجاه آخر لأسباب سياسية أو لأسباب أخرى انهم أحرار في القيام بذلك".
ويمكن لمشرعي الولايات المتحدة البدء في إجراءات لفرض عقوبات أقسى، أو وقف مبيعات الأسلحة للرياض.
ولم يحاول السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من الرئيس، تلطيف حدة هجومه على الأمير السعودي على خلفية مقتل خاشقجي. وقال لشبكة "ان بي سي" الأحد "تكونت لدي قناعة من اليوم الأول أن 15 أو 18 شخصا، مهما كان العدد، لم يصعدوا على متن طائرتين ويتوجهوا إلى تركيا لتقطيع شخص في القنصلية ينتقد ولي العهد بدون معرفة ولي العهد بالأمر ومصادقته عليه".
أما الدبلوماسي السابق نيكولاس بيرنز، فقد اعتبر بيان ترامب "أكثر من مسبب للحرج. إنه مخزٍ"، وذلك في تغريدات على تويتر. كما كتب أيضا أن ترامب "يستشهد بالافتراءات التي قالها محمد بن سلمان. ويقول إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تكون على خلاف مع الرياض بسبب أسعار النفط وايران. إلا انه بقي صامتا حيال مصلحتنا الأكبر وهي العدل".
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز، د ب أ)