قصة اختراق هاتف مؤسس أمازون.. كيف نُسجت خيوطها؟
٢٥ يناير ٢٠٢٠لا تزال قضية اختراق الهاتف الشخصي لمؤسس شركة أمازون ومالك صحيفة "واشنطن بوست"، جيف بيزوس، تخلق الجدل لدى الرأي العام العالمي. ولا يزال اسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مرتبطاً بعملية القرصنة التي تعرض لها هاتف الملياردير الأمريكي. فكيف بدأت قصة الاختراق؟ وما السناريوهات المفترضة حتى الآن خلف هذه العملية؟
القصة بدأت عندما أعلن بيزوس، 55 عاماً، وهو واحد من أغنى رجال العالم، العام الماضي طلاقه من زوجته ماكنزي بعد 25 عاماً على زواجهما. وفي اليوم نفسه، ذهبت صحيفة " ناشيونل إنكوايرر" إلى نشر رسائل نصية شخصية تظهر أنه كان على علاقة غرامية مع مذيعة تلفزيون سابقة خارج إطار الزوجية. بعد بضعة أسابيع، نشر مؤسس موقع أمازون مدونة بعنوان "لا شكراً، السيد بيكر"، في إشارة إلى ديفيد بيكر، مالك صحيفة " ناشيونل إنكوايرر".
واتهم بيزوس مالك صحيفة "واشنطن بوست"، شركة أمريكان ميديا المالكة لصحيفة "ناشونال إنكوايرر" بمحاولة ابتزازه بالتهديد بنشر "صور حميمة"، قيل إنه أرسلها إلى صديقته، ما لم يصرح علانية بأن تقرير الصحيفة الأمريكية الخاص به ليست له دوافع سياسية. ووفقاً لبيزوس، كانت الشركة تطالب بإصدار بيان كاذب يقول فيه إنه "ليس لديه معرفة أو أساس يشير إلى أن تغطية أمريكان ميديا كانت لها دوافع سياسية". كما ألمح بيزوس في منشور على مدونته إلى استياء السعودية من تغطية صحيفة واشنطن بوست لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات للصحيفة التي يملكها. وأشار أيضا إلى تقارير إعلامية عن علاقات مزعومة بين شركة أمريكان ميديا والسعودية.
وساءت العلاقات بين الرئيس التنفيذي لشركة أمازون والحكومة السعودية منذ أوائل العام الماضي بعد أن لمح إلى استياء السعودية للطريقة التي تناولت بها صحيفة واشنطن بوست قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ما علاقة محمد بن سلمان وترامب؟
وكانت صحيفة غارديان أول من نشر تقريراً عن الضلوع المزعوم لولي العهد السعودي في الاختراق. وقالت الصحيفة إن الرسالة المشفرة التي أرسلت من الرقم الذي يستخدمه ولي العهد يعتقد أنها كانت تحوي ملفاً به فيروس اخترق هاتف بيزوس واستخرج الكثير من البيانات منه.
وتستعد الأمم المتحدة لتقديم تقرير يتهم السعودية باختراق هاتف رئيس شركة أمازون. وقال مصدر مطلع إن مسؤولين اثنين من الأمم المتحدة سيقدمان تقريراً يفيد بوجود أدلة كافية تشير إلى أن السعودية اخترقت جيف بيزوس وأنه يجب على بريطانيا والولايات المتحدة إجراء تحقيق.
من جهتها نفت سفارة السعودية بالولايات المتحدة صحة التقرير وقالت في رسالة نشرت على تويتر "التقارير الإعلامية الأخيرة التي تشير إلى أن المملكة وراء اختراق هاتف السيد جيف بيزوس سخيفة. نطالب بإجراء تحقيق في هذه الادعاءات حتى تتجلى الحقائق".
الرسالة المفترضة من محمد بن سلمان إلى جيف بيزوس والتي يعتقد أنها كانت تحمل ملفاً لسرقة البيانات حسب نيويورك تايمز، جاءت بعد انقطاع طويل بين الطرفين على إثر قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول. وبعد أسابيع من عشاء عمل جمع ولي العهد السعودي مع بيزوس في لوس أنجلس، حيث تبادل الطرفان أرقام الهواتف آنذاك وبعد ذلك الفيديو تحديداً تعرض هاتف بيزوس الذكي لسرقة بيانات هائلة حسب المحققين الخاصين.
وفي وقت سابق كان قد أشار بيزوس في منشور بمدونته الخاصة إلى إن امتلاكه لصحيفة الواشنطن بوست خلق له "أعداء أقوياء" من بينهم ترامب صديق ديفيد بيكر رئيس أمريكان ميديا. من جهته هاجم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في مرت عدة بيزوس في السابق، والسبب المحتمل بحسب تقارير يعود إلى النقد الموجه له في صحيفة "واشنطن بوست"، التي يمتلكها بيزوس.
انعكاس الاتهامات على العلاقات السعودية الأمريكية
من المتوقع أن يؤدي التقرير لمزيد من التدهور في العلاقات بين الملياردير الأمريكي، جيف بيزوس، والسعودية، والتي كانت قد ساءت منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات لصحيفة واشنطن بوست التي يمتلكها بيزوس. كما يمكن أن تتسبب قضية التجسس لدى القوى والمستثمرين الأجانب.
من جهة أخرى قال البيت الأبيض يوم أمس بأنه يأخذ على محمل الجد التقارير المتعلقة باختراق هاتف جيف بيزوس. من جانبه صرح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين يوم أمس بأنه على المدريين التنفيذين للشركات الأمريكية مواصلة العمل مع السعودية، وذلك بعد اتهام ضلوع الأخيرة في اختراق هاتف مؤسس أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست.
في المقابل قال متحدث باسم الأمم المتحدة يوم أمس إن المسؤولين بالمنظمة الدولية لا يستخدمون تطبيق التواصل الاجتماعي "واتساب" في اتصالاتهم وذلك لأنه "ليس مدعوماً كآلية آمنة" بعد أن اتهم خبيران دوليان السعودية باستخدام منصة التواصل على الإنترنت لاختراق هاتف جيف بيزوس.
ولا تزال قضة الاختراق تخلق الجدل بمفاجآتها وتطوراتها المتلاحقة، ولا يزال من غير الواضح مدى انعكاسها الفعلي على العلاقات بين واشنطن والرياض، وهو ما ستظهره الأيام المقبلة.