قريباً .. الماريغوانا لعلاج الأكزيما والصدفية!
٨ يونيو ٢٠١٨في الوقت الذي تجرم فيه كثير من دول العالم تعاطي نبات القنب (الماريغوانا)، إلا أن الأطباء والمرضى يظهرون اهتماماً متزايداً بالمزايا الصحية لبعض المواد غير المخدرة في هذا النبات المثير للجدل، والذي يمكن أن يعطى أملاً في الشفاء لملايين المصابين بالأكزيما والصدفية. فقد وجد بحث أمريكي جديد صدر عن المنظمة الوطنية للأكزيما بأمريكا، أن الماريغوانا قد تساعد في علاج الأعراض المتعلقة بأمراض الجلد، بما فيها الأكزيما والصدفية.
وبحسب موقع صحيفة "ذا صن" البريطانية، فقد أوضح الباحثون أنه سيتم التركيز على أربعة مركبات موجودة في هذه النبتة وهي كانابيديول، كانابيكرومين، كانابيجيرول وكانابينول، والتي سيتم استخدامها موضعياً لعلاج التهابات الجلد الشديدة الناتجة عن الأكزيما والصدفية وغيرها. ويرى العلماء الذين يجرون أبحاثهم في جامعة كولورادو الأمريكية، أن تلك المكونات الموجودة في نبات القنب تحتوى على خصائص مضادة للالتهاب وللميكروبات أيضاً. والاكزيما هي حالة مرضية تسبب حكة شديدة في الجلد واحمرار وجفاف وحتى الآن لا يوجد علاج فعال لها، وإنما يصف الأطباء فقط مهدئات للحكة ومضادات للالتهاب، حسب ما ذكره الموقع.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور هنري جرانجر بيفارد، من المنظمة، لصحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى أن هذا النبات له تأثير كبير على التخفيف من التهابات الجلد وذلك لما يوجد به من مواد مهدئة معينة يتم البحث فيها ودراستها الآن من أجل تحقيق الاستفادة القصوى والآمنة للماريغوانا.
وقد يعتقد البعض أن تدخين الماريغوانا يفيد في مثل تلك الحالات، وهو ما نفاه الخبراء، مؤكدين أن تدخين الماريغوانا ليس له أي علاقة باستخدامها كعلاج موضعي للإكزيما أو الصدفية، طبقاً لما ذكره الموقع.
ووفقاً للباحثين، فإن الكانابيديول، وهو أحد المواد الموجودة في نبات القنب، مفيد بشكل خاص في علاج الأكزيما أو الأعراض المصاحبة لحالة الجلد، ويمكن استخدامه كبديل طبيعي للعقاقير التي تحتوي على مواد ربما تكون مضرة مثل الكورتيزون. وفي تصريح للصحيفة البريطانية، قال الدكتور روبرت ديلافال، أحد رواد البحث، إن "هناك أشخاص كثيرون لا يفضلون استخدام بعض العقاقير التي تحتوى على الكورتيزون حتى ولو كانت موضعية، وفي تلك الحالة يمكن أن يكون العلاج بالقنب علاجاً طبيعياً".
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية قد لفتت الى أن الكانابيديول لا يشكل أي خطر أو أذى، وذلك بعد أن سجل نتائج إيجابية في تجارب سريرية متعددة حول مشاكل الجلد. ومع ذلك، فإن الأحكام المسبقة المحيطة بالنبتة والقوانين الباقية تجعل من الصعب على الباحثين دراسة آثار المواد الفعالة في الماريغوانا بشكل كامل. وهذا ما أكده ديلافال قائلاً: "سنحتاج إلى أكثر من تجربة بحثية قبل أن نتمكن من تحديد ما إذا كان هذا الأمر ناجحاً أم لا. وقد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل أن ينتج هذا البحث أدوية يمكن استخدامها في حالات مثل الأكزيما والصدفية."
س.م/ ي.أ