"قرار مجلس الأمن بشأن اليمن دعم خجول للسعودية"
١٥ أبريل ٢٠١٥
تبنى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء (14 نيسان/ أبريل 2015) مشروع قرار مقدم من دول مجلس التعاون الخليجي بشأن اليمن، والذي يطالب الحوثيين بوقف استخدام العنف وسحب قواتهم من صنعاء وبقية المناطق، ويفرض حظراً على تزويد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بالسلاح. وتبنى المجلس القرار بموافقة 14 دولة وامتناع روسيا عن التصويت.
ويطلب القرار الذي أعدته دول الخليج وقدمه الأردن "من جميع أطراف النزاع" التفاوض في أسرع وقت ممكن للتوصل إلى "وقف سريع" لإطلاق النار. فأي قيمة يحملها هذا القرار.
DW عربية التقت بالمحلل السياسي الدكتور مروان شحادة في عمّان وحاورته حول حيثيات القرار:
DW عربية: هل يعتبر هذا تبني القرار نصراً دبلوماسياً للسعودية من القوى الكبرى في عملية "عاصفة الحزم"؟
الدكتور مروان شحادة: اعتقد أن القرار لن يقدم ولن يؤخر كثيراً، فهو دعم على استحياء من قبل مجلس الأمن، خاصة ونحن نعلم أن المجلس مسيطر عليه من قبل دول كبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة. وكذلك هناك تغير واضح في سياسة واشنطن تجاه الإقليم، مع اتهام دول الخليج بأنها المولدة للإرهاب. أرى أن الإجراء العربي في "عاصفة الحزم" جاء للتعبير عن عدم الرضا على الولايات المتحدة وتجاه اقترابها مع إيران في اتفاقية إطارية.
إذا، فالقرار لن يغير شيئاً ولن يدفع إلى تدخل عسكري في اليمن؟
هو قرار إدانة طرف لحساب طرف آخر. وطالما لم يطلب التدخل العسكري في أزمة اليمن فستبقى الأمور عما هي إليه والنتائج ستفرضها القوة العسكرية على الأرض، وليست ضربات الطيران من ناحية. ومن ناحية أخرى باتت الولايات المتحدة غير مستعدة لخوض حروب، خاصة بعد نتائج حربيها في العراق وأفغانستان.
امتنعت روسيا عن التصويت. كيف تفسر هذا الامتناع؟
من المعروف أن روسيا معروفة بمعارضتها للسياسة الغربية في الإقليم، وروسيا من الحلف الإيراني الرئيسي. روسيا تعتبر أن صعود قوة الحوثيين بدأت سلمية ووصلت تصاعدياً لنزاع مسلح سيطر على مناطق عدة في اليمن. وهو نفس السيناريو الإيراني. الامتناع يعبر عن سياسة تحالفها مع المثلث العراقي الإيراني السوري. ولأن مصالحها ترتكز على مخالفة السياسة الأمريكية في الإقليم.
وكيف ستفهم إيران هذا القرار. هل هو إشارة لمنعها من التدخل في اليمن؟
أنا على قناعة تامة من أن الاتفاق على الملف النووي الإيراني لا ينطوي فقط على الملف النووي فقط، وإنما على دور إيران في اليمن وسوريا والعراق وفي لبنان وعلى علاقة إيران بالقضية الفلسطينية ودعمها للحركات الإسلامية هناك. أعتقد أن إيران ربما تكون قد أُعطيت الضوء الأخضر لمثل هذه الاتفاقيات، فطهران أصبحت لاعباً أساسياً في الإقليم ولابد من وضع تفاهمات مع الجميع.