قبطان سوري يكشف تفاصيل مغامرة "بلو سكاي ام" الغامضة
٤ يناير ٢٠١٥يروي القبطان السوري لسفينة الشحن "بلو سكاي ام" الذي نقل الأسبوع الماضي نحو 800 مهاجر سوري غير شرعي إلى الشواطئ الايطالية، تفاصيل رحلته هذه كما نقلتها صحيفة لاريبوبليكا الايطالية الأحد (4 كانون الثاني/ يناير 2014). ويقول القبطان السوري راني شركس (36 عاماً) حسب ما جاء في إفادته أمام الشرطة الايطالية التي اعتقلته في الحادي والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي في غاليبولي بجنوب شرق ايطاليا "وعدوا بإعطائي 15 ألف دولار وإمكانية اصطحاب كل أفراد عائلتي معي".
وتابع القبطان البالغ السادسة والثلاثين من العمر بالقول: "وصلت إلى تركيا بالطائرة قادماً من لبنان حيث كنت لاجئاً. هناك اتصل بي أحد معارفي الذي يعرف بأنني كنت اعمل قبطان سفينة". ويوضح شركس أنهما التقيا في اسطنبول وبعد أيام أبحر مع ثلاثة أشخاص آخرين على متن السفينة "بلو سكاي ام" التي ترفع العلم المولدافي متجهين إلى مرفأ مرسين التركي الواقع على مقربة من الشواطئ السورية. وبقيت السفينة راسية هناك قبالة الشاطئ مدة يومين بانتظار وصول الركاب السريين.
وتتابع الجريدة الايطالية نقل الرواية قائلة إن القبطان مع الأشخاص الثلاثة الآخرين ذهبوا إلى حد وضع إعلان على فيسبوك يعرض الإبحار على متن السفينة إلى أوروبا لمن يرغب مقابل 5500 دولار للشخص أو 4500 دولار في حال كان الشخص في عداد مجموعة تضم 25 شخصاً على الأقل.
وفي اليوم الثالث وصلت إلى السفينة أول مجموعة تضم ثلاثين شخصاً، وطوال الأربعة أيام التالية توالى وصول الزوارق إلى سفينة "بلو سكاي ام" الراسية قبالة مرسين. وفي الخامس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر كانوا قد أصبحوا نحو 800 شخص من الرجال والنساء والأطفال. وأكد القبطان شركس أن السلطات التركية لم تقم بأي عملية تحقق أو تفتيش للسفينة.
وتابع شركس قائلاً: "رسمت شخصياً مسار الرحلة باتجاه ايطاليا". وبسبب الأحوال الجوية اقترب من الشواطئ اليونانية واتصل بالسلطات البحرية هناك طالباً السماح له بالاحتماء في أحد الخلجان بانتظار تحسن الأحوال الجوية. وحصل على هذه الموافقة ولم تقم السلطات البحرية اليونانية أيضاً بأي عملية تفتيش للسفينة أو الاستفسار عن حمولتها.
وأكملت السفينة إبحارها وبعيد الوصول إلى مقربة من الشواطئ الايطالية تخلى القبطان عن القيادة ولجأ إلى داخل السفينة وانضم إلى الركاب بعد أن شغل الإبحار الآلي. وهكذا واصلت السفينة تقدمها بسرعة ست عقد (11 كلم في الساعة) باتجاه الشواطئ الايطالية حيث كان يمكن أن تتحطم لولا تدخل البحرية الايطالية.
وعثر خفر السواحل الايطالي على السفينة. ولما لم يأت أي رد على الاتصالات معها صعد عناصر منهم إلى متنها وكانت قد أصبحت على مسافة تسعة كيلومترات فقط من الشاطئ، فتمكنوا من التحكم بمسارها والحؤول دون تحطمها على الشاطئ.
وفي الساعة الثالثة والنصف من فجر الأربعاء في الحادي والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر وصلت سفينة الشحن إلى مرفأ غاليبولي وعلى متنها 768 راكباً سورياً. وبعد يومين فقط اعترضت البحرية الايطالية أيضاً سفينة شحن أخرى بعد أن تخلى طاقمها عنها وعلى متنها 360 مهاجراً سورياً.
ع.غ/ م.س (آ ف ب)