في يومه العالمي- الحجاب رمز ديني أم حرية شخصية؟
١ فبراير ٢٠١٩آراء متباينة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مع اقتراب الأول من فبراير/شباط لإحياء اليوم العالمي للحجاب، والذي يتوقع المراقبون مشاركة الكثير من السيدات حول العالم في إحياءه في عامه السابع.
ودعت منظمة اليوم العالمي للحجاب عبر صفحتها على الفیسبوك، لفهم الديانات ودعم التفاهم بينها من خلال دعوة النساء غير المحجبات من المسلمات وغیر المسلمات لارتداء الحجاب. وتتمثل مهمة الیوم العالمي للحجاب في خلق عالم أکثر سلمية، یحترم فیه المواطنون بعضهم البعض، کما یؤکد هذا الیوم ضرورة مكافحة العنصرية والتمييز والانحياز ضد المرأة، بحسب ما أعلنته المنظمة على صفحتها.
وتحت هاشتاغ #FreeinHijab ، انطلقت الحملة التي لاقت اقبالا كبيرا بمشاركة عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين قابله هاشتاغ مضاد بعنوان #FreeFromHijab وآخر بعنوان #NoHijabDay ، اللذان يدعوان لخلع الحجاب والتحرر منه.
جدل كبير أثارته تلك الوسوم، فقد انقسم النشطاء فمنهم من أيد الحجاب باعتباره حرية دينية وتحرر للمرأة مانحا إياها القوة والاحترام.
كما أنه لا يمنع المرأة من ممارسة أي أنشطة مثل غير المحجبات مثلما أوضحت إحداهن قائلة أنها تستطيع اللعب وممارسة حياتها بشكل طبيعي دون أن يمثل حجابها أي عائق..
في حين نظرت أخريات للحجاب باعتباره تقييد لحرية المرأة على حد تعبيرهن ونشرت بعض الفتيات صورا لهن قبل ارتداء الحجاب وبعد خلعه.
من جهة أخرى، دعا بعض النشطاء في ألمانيا على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التظاهر ضد اليوم العالمي للحجاب أمام السفارة السعودية في برلين.
كل هذا الانقسام يدور على صفحات الفضاء الأزرق ما بين فيسبوك وتويتر، لكن ماذا عن رأي الخبراء والمحللين؟ تقول أهدي مينا، رئيسة مجلس المسلمين السابقين، في حوار خاص لـ DW عربية: "أنا ضد هذا اليوم، لأنه ليس له قيمة" فقد تقرر بعض النساء في الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية طواعية ارتداء الحجاب. ولكن:"أسأل هؤلاء النساء، ألم يكن من الأفضل أن نطلق يوماً ضد الحجاب؟"
وترى مينا أن هناك "الملايين من النساء في ما يسمى الدول الإسلامية مثل إيران و السودان وأفغانستان والمملكة العربية السعودية يجبرن على ارتداء الحجاب من قبل عائلاتهم أو حكوماتهم الإسلامية." لذلك، يتعين على المرء في البداية أن يدعو ليوم ضد الإكراه على الحجاب، على حد تعبيرها.
وعلى النقيض، أيدت الطبيبة التونسية كريمة الماكني، هذا اليوم مؤكدة أن الحجاب لم يكن عائقا أمام اندماجها السريع في المجتمع الألماني. وتقول الماكني أخصائية طب الباطني وطب الشيخوخة في دوسلدورف: "هذا اليوم هو اعتراف بالحجاب كلباس للمرأة ولحريتها وليس ضدها"، وأوضحت أنها ارتدت الحجاب دون أن تواجه مشكلات في محيط العائلة وإنما بدعم كبير من زوجها وأهلها، حسبما أوردت في حوارها لـDW عربية.
الحجاب ضد العمل؟
وعن العوائق التي واجهتها في العمل بالحجاب في ألمانيا، أكدت الماكني، التي تم تكريمها من طرف الجمعيات التونسية بألمانيا، أنها تعرضت لبعض المضايقات في بداية عملها في ألمانيا، مشيرة إلى أنه تم رفضها للعمل في أحد المستشفيات هناك رغم كفاءتها. وكان شرط قبولها للعمل هو خلع الحجاب داخل المستشفى، وهو ما رفضته على حد قولها.
ومن جانبها ترى مينا أن "الحجاب كرمز ديني يمثل رمزا للعنف ضد المرأة ورمزا لحركة سياسية" مضيفة: "أنا من إيران وعندما كنت طفلة رأيت بنفسي ماذا يعني الحجاب كظاهرة اجتماعية وثقافية. وبعد ذلك عرفت أنه أداة لحكومة إسلامية، وهكذا أخفت قطعة القماش هذه حقوق المرأة وجعلتها غير مرئية."
"الإيمان في القلب"
ترى عدد كبير من السيدات ممن يرتدين الحجاب أنه لا يمثل لهن أي مشكلة ولا يمنعهن من ممارسة حياتهن الطبيعية، وهو ما أكدته المكاني. "الحجاب لا يمثل لي أي عائق بالمرة.. فأنا استطيع ممارسة العديد من الأنشطة التي تمارسها غير المحجبات، مثل الرياضة والسباحة وغيرها. "الأمر في النهاية هو اقتناع المرأة بالحجاب وبأنه لا يعوقها عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي ولكن إذا شعرت أنها مجبرة على ارتداءه، في هذه اللحظة يكون عائقا بالنسبة لها. أهم شئ أن تقتنع المرأة بارتداء الحجاب، وإذا لم تكن مقتنعة فلا تتسرع في ارتداءه.. فالإيمان في القلب."
جدير بالذكر أنه تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للحجاب في عام 2013، بعد ان أطلقت الفكرة "ناظمة خان" المقيمة ولاية نيويورك الأمريكية، بعد تعرضها للعديد من المضايقات والمشكلات بسبب ارتداء الحجاب في أمريكا.
سارة إبراهيم