في مبادرة لا تخلو من صعوبات ـ ماكرون يجمع بين السراج وحفتر
٢٤ يوليو ٢٠١٧يلتقي رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج وخصمه اللواء المتقاعد خليفة حفتر يوم غد الثلاثاء (25 تموز/ يوليو 2017) قرب باريس، برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، سعيا للتوصل إلى تسوية سياسية وإخراج البلد من الفوضى. ومن المقرر أن يلتقي الرجلان بعد ظهر الثلاثاء في قصر سيل-سان-كلو العائد إلى وزارة الخارجية الفرنسية في منطقة باريس.
وسيلتقيهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على التوالي قبل اجتماع ثلاثي يحضره موفد الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا غسان سلامة، الذي يتسلم منصبه هذا الأسبوع. وهذا اللقاء هو الثالث بين السراج وحفتر بعد اجتماعين في أيار/ مايو 2017 في أبوظبي وفي كانون الثاني/ يناير 2016 بعيد تعيين السراج.
ولا تخلو مبادرة ماكرون من صعوبات بالنظر إلى الوضع الليبي المعقد والفوضى التي تسود البلاد منذ اسقاط نظام معمر القذافي نهاية 2011 وسط تنازع السلطة وتهديد "الجهاديين" وتهريب الأسلحة والبشر. ويضاف كل ذلك إلى ضلوع قوى إقليمية في النزاع. وعلق دبلوماسي فرنسي قائلا إنه "مشهد متفجر جدا على الصعيد السياسي والعسكري".
بيد أن قصر الإليزيه اعتبر أن هذا اللقاء هو "إشارة قوية" ويثبت "الالتزام الشخصي" للرئيس الفرنسي. وأضافت الرئاسة الفرنسية "ليس المطلوب أن نتوصل غدا إلى حل للأزمة الليبية، لكننا نأمل بأن يتوافق الطرفان المتنازعان على بيان مشترك"، مكررة أن لا حل عسكريا في ليبيا، مضيفة أن المشاورات حول هذا البيان بدأت فعلا وليست سهلة.
وجعل الرئيس الفرنسي من الملف الليبي إحدى أولوياته وتبنى بدوره النهج "البراغماتي" لوزير خارجيته جان ايف لودريان، وزير الدفاع السابق الذي "يأخذ في الاعتبار الواقع على الأرض" ويعتبر أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر هو "السد الرئيسي امام الخطر الجهادي".
في غضون ذلك دعا المفوض الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية، في تونس اليوم الاثنين، إلى الإسراع بتسوية الأزمة الليبية، كخطوة أساسية لاحتواء التدفق المستمر للمهاجرين وطالبي اللجوء عبر المتوسط نحو السواحل الأوروبية. وحث أثناء لقائه الرئيس التونسي على ضرورة الإسراع بتسوية الأزمة الليبية للحد من تداعياتها على تدفق اللاجئين نحو أوروبا.
وتمثل سواحل ليبيا المضطربة منصة انطلاق رئيسية لقوارب الهجرة السرية نحو السواحل الأوروبية. كما يعمق الانقسام السياسي وتناحر المليشيات المسلحة حالة الفوضى في هذا البلد ما يجعله مرتعا لعصابات تهريب البشر.
وفي سياق متصل أعلن أيوب قاسم، وهو متحدث باسم البحرية الليبية لفرانس برس أن 278 مهاجرا على الأقل تم انقاذهم الاثنين قبالة السواحل الغربية لليبيا وأعيدوا إلى البر، فيما كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا بحرا. وتم انقاذ المهاجرين في عمليتين جرت إحداهما قبالة صبراتة على بعد سبعين كلم غرب العاصمة طرابلس، والأخرى قام بها خفر السواحل في الزاوية (45 كلم غرب طرابلس) على بعد 14 ميلا بحريا من مدينة المايه"، وفق المتحدث نفسه.
أ.ح/ص.ش (د ب أ، أ ف ب)