في عالم الإنترنت ـ الإنسان لا يموت
٣ مارس ٢٠١٢فوجئت سابينه س. بأن موقع الفيسبوك يقترح عليها التواصل مع ارندت ب. الذي توفي منذ عام. استغربت سابينه ذلك لأنه توفي في حادثة واليوم يظهر بروفايله على الفيسبوك. وبالرغم من إصابتها بالدهشة، إلا أنها زارت صفحته الشخصية على الموقع، لتجد كل شيء كما كان حتى يوم وفاته. ولم تصب سابينه بالدهشة وحدها، بل انتاب أصدقاء ارندت نفس الشعور. بالعودة إلى أسرة ارندت المتوفي، حاولوا مسح بروفايله على موقع التواصل الاجتماعي، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك. فمازال اسمه موجودا في الموقع، ويمكن إرسال طلبات إضافة ورسائل شخصية له.
النت لا تنسى
ومن يتصفح بكثافة شبكة الإنترنت، فهو يترك أثارا له بعد وفاته. ففي صفحات التقييم على سبيل، نعرف أي الكتب كانت يقرأها شخص ما، أو إلى أي بار كان يذهب ومع من كان يقيم علاقات وكثير من المعلومات الشخصية. إذاً هذه المعلومات التي كان يجمعها أو يقدمها مستخدم انترنت متوفى ليست بأقل درجة من الأهمية مقارنة بالمعلومات التي كانت تكتب على الورق. لا يتم إعدام كتب لمتوفين، سواء كانت جيدة أو سيئة، لماذا يتم محو مدونة أو تعليق جيد كتب شخص ما قبل وفاته؟ التواجد الإلكتروني لشخص ما بات من الصعب إزالته كليا، حتى بعد وفاته. فعلى سبيل المثال إذا ما أردنا إلغاء صفحة خاصة لمتوفى على الفيسبوك، فيجب إرسال نسخة من شهادة الوفاة إضافة إلى ملئ استمارات معقدة على موقع الفيسبوك، ليتم بعد ذلك إما إلغاء الحساب الشخصي كليا أو تجميده.
كتاب للتعزية إلكتروني
في بعض شبكات التواصل الاجتماعي، يسمح لأقارب المتوفى بتحويل صفحته الخاصة إلى نوع من صفحة لإحياء ذكرى الفقيد واسترجاع الذكريات معه، وموقع فيسبوك من أحد المواقع الاجتماعية التي تشجع على ذلك. الصعب في هذا الموضوع، هو عندما لا يعرف الأقارب، أي المواقع الاجتماعية والإلكترونية بشكل عام كان يتصفحها المتوفى، ناهيك عن اسم وكلمة الدخول.
الإرث الإلكتروني
هي ظاهرة حديثة: ما الذي يجب فعله في حالة وفاة شخص ما كان يستخدم الشبكات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. وتوجد حاليا مواقع يمكن تكليفها في حالة الوفاة بإلغاء الاشتراكات في المواقع الإلكترونية من خلال إرسال رسائل الكترونية لإبلاغ الأصدقاء بوفاة الشخص، بمقابل مادي. إلا أن هذه المواقع لم تلق رواجا بل إن بعضها اختفى ولم يعد يقدم هذه الخدمة.
سيلكه فينش/ هبة الله إسماعيل
مراجعة: عبده المخلافي