في صور ـ عرض أزياء المرأة البدوية في سيناء برعاية ألمانية
٢٨ سبتمبر ٢٠١٠وقفت السيدة "داجمار بوك" زوجة السفير الألماني بالقاهرة ترحب بالضيوف الحاضرين في حديقة السفارة وهي ترتدي فستانا ضمن مجموعة الأزياء التي ابتكرها ثمانية من مصممي الأزياء المصريين تحت إشراف مصممة الأزياء الألمانية سوزانا كومبر والتي تمتزج فيها تقاليد الأزياء البدوية في جنوب سيناء مع لمسات عصرية خاصة.
السيدة "داجمار" عبرت في حوار مع دويتشه فيله عن سعادتها بهذا المزج بين تراث المرأة البدوية في جنوب سيناء والأسلوب العصري لإنتاج أزياء جميلة براقة، مؤكدة أنها شعرت بالانبهار عندما شاهدت تصميمات الأزياء أثناء عقد الاجتماعات التحضيرية بمقر السفارة.
وأضافت قرينة السفير الألماني أن الأزياء تعد أجمل وأرق وسيلة لمد الجسور بين الثقافات المختلفة، لأن عرض هذه الأزياء في 29 أكتوبر/تشرين الأول القادم في مدينة بوخوم الألمانية سيثير النقاش ويخلق المعرفة حول الثقافة البدوية في سيناء وتاريخها كجزء مجهول من تاريخ مصر.
من جهته أكد السفير الألماني بالقاهرة "ميشائيل بوك " لـ دويتشه فيله أن هذا العرض يعد بمثابة المشاركة المصرية الوحيدة بمهرجان الموضة الدولي في إطار فعاليات الاحتفال بمنطقة الرور الألمانية عاصمة للثقافة الأوروبية عام 2010. وأعتبر أن هذه الفعالية تمثل جزءا من التعاون الثقافي بين مصر وألمانيا، قائلا "أننا سنقدم للألمان عندما ستعرض هذه الملابس في بوخوم جانبا جديدا ملونا من التراث المصري، وفي نفس الوقت سنقدم للجمهور هنا في مصر فكرة عن منطقة الرور الألمانية الشهيرة بمناجم الفحم التي تحولت حاليا إلى مراكز ثقافية".
وأشار السفير الألماني إلى أن الثقافة البدوية تعد جزءا هاما من الثقافة المصرية التي أهملت عبر السنين، ولذلك قررت خبيرة الأزياء الألمانية كومبر مع المصممين المصريين إعادة اكتشاف هذه المنطقة وتقديمها للعالم في عمل إبداعي بتمويل من السفارة الألمانية وعدد من الرعاة في مصر وألمانيا.
بينما أكدت سوزانا كومبر في حوار مع دويتشه فيله أنها زارت سيناء عدة مرات ورأت أن أزياء المرأة البدوية السيناوية التقليدية رائعة وبديعة الألوان سواء في الجلاليب أو الأحذية أو أغطية الرأس والوجه فيما يعرف ب"البرقع"، وأنها في طريقها للانقراض ولذلك قامت بعمل مشروع لتصوير هذه الملابس وتوثيقها.
ومن هنا جاءتها فكرة تجميع مصممين مصريين شباب في ورشة عمل استغرقت عام ونصف ليبتكروا لمسات عصرية من تراثهم الخاص، ولتكون هذه مشاركتهم في مهرجان دولي للموضة في ألمانيا.وعبرت عن اعتقادها أن الفن هو أسهل وسيلة للحوار بين الثقافات وخاصة الأزياء التي يمكن أن تكون أفضل سفير لجوانب مختلفة لا يعرفها الكثيرون عن مصر.
من ناحيتها أعربت مصممة الأزياء المصرية "فاطمة أبو دومه" لـ دويتشه فيله عن سعادتها بالمشاركة في ورشة عمل "سيناء جميلة" التي ابتكرتها سوزانا كومبر لأنها اكتشفت جانبا مجهولا وبديعا في التراث المصري، مشيرة إلى أنه برغم الفقر الذي تعيشه النساء في جنوب سيناء إلا أنهن مبدعات في حياكة ملابسهن وصناعة المجوهرات بطريقة يدوية.
وقالت أن المشتركين في ورشة العمل كانوا يرسمون بعض التصميمات ويرسلونها إلى النساء البدويات في سيناء لحياكتها يدويا، مؤكدة أنه إذا اهتمت الدولة بهذه المشغولات اليدوية وصدرتها للخارج، فإنه من الممكن أن تحدث قفزة في الاقتصاد المصري.
وقد حازت الأزياء البالغ عددها حوالي 40 قطعة والحلي المختلفة على إعجاب الحضور بمجرد خروج العارضات بمصاحبة فقرات من الغناء الشرقي والموسيقى الغربية والرقص الحديث. وقد وزعت السفارة على الحضور في نهاية الحفل كتيب باللغات العربية والألمانية والإنكليزية بعنوان "كنوز سيناء" يحتوى على معلومات عن حياة البدو في صحراء سيناء وصور عن عاداتهم وتقاليدهم وأزياء ومجوهرات النساء هناك.
نيللي عزت ـ القاهرة
مراجعة: عبده جميل المخلافي