في زمن كورونا..هل يشتد تهديد البشر على القرود؟
٦ مايو ٢٠٢٠على مدار أسبوع، اجتمع المتخصصون بعلم الحيوان والأطباء البيطريون بجلسات افتراضية عبر شبكة الإنترنت لبحث خطورة فيروس كورونا المستجد على القرود، وسبل التعاون مع الحكومات والسكان المحليين لمنع وصول هذا الفيروس إليهم.
ووفقا لموقع مجلة ساينس العلمية، تشبه الأنزيمات التي يستخدمها فيروس كورونا المستجد لاختراق الخلايا لدى فصيلة القردة تلك الموجودة في جسم الإنسان، ما يرفع من احتمالية إصابة القرود بكوفيد-19.
وبوصول الفيروس للقرود سيكون الحد من انتشاره مستحيلا، إذ لا يمكن للغوريلا على سبيل المثال تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي مثل الإنسان، على حد تعبير الباحثة بصندوق ديان فوسي المتخصص في العناية بحيوان الغوريلا.
ومنذ سبعة أعوام، تسببت نزلات برد تعتبر غير خطيرة على جسم الإنسان، في حدوث أعراض ”مأسوية“ لفصيلة الشامبانزي بمتنزه كيباله الوطني، حسبما أعلن توني غولدبيرغ المتخصص في علم الأمراض بجامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية. كما أن فيروسات تهاجم الجهاز التنفسي ومنقولة من جسم الانسان لعبت دورا أساسياً لوفاة قرود الشامبانزي بمتنزه كومبه الوطني في تنزانيا، كما جاء بدراسة أجراها غولدبيرغ.
أما بمتنزه تاي الوطني في ساحل العاج، راقب العلماء منذ عام ١٩٩٩ موجات انتشار فيروسات بين قرود الشامبانزي، ومن ضمنهاأحد أنواع فيروسات كورونا، أصابت القرود من الإنسان.
ويقول رومان فيتيغ، الباحث بمعهد ماكس بلانك لأنثروبولوجيا التطور، أنه في كل مرة ضرب فيروس جديد قرود الشامبانزي، مات ما يصل إلى ربعهم.
وعلى العموم يعتقد العلماء أن الصيد الجائر إضافة إلى فيروسات الجهاز التنفسي ومصدرها الإنسان كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى انكماش أعداد هذا الحيوان في ساحل العاج من ثلاثة آلاف إلى نحو ثلاثمائة.
وأغلقت الدول الأفريقية مؤخرا كافة المتنزهات الطبيعية أمام السيّاح، كما تمّ توجيه العاملين في ساحل العاج وأوغندا باتخاذ الاحتياطات وارتداء الأقنعة والحفاظ على مسافة بينهم وبين الحيوانات، بل اتخذت تدابير لحراسة القردة المصابة في حال كانت عاجزة على تسلق الأشجار، وذلك لحمايتها من الحيوانات المفترسة.
د.ب/و.ب