"فندق الأدب".....فسيفساء ثقافية في منطقة زاورلاند الألمانية
١٨ سبتمبر ٢٠٠٩في منطقة زاورلاند الألمانية وعلى حافة احدى الغابات، شهدت المنطقة تشييد فندق له خصوصية تميزه عن غيره من الفنادق. وتعود قصة هذا الفندق إلى الألمانية أندريا رايشارت، صاحبة مكتبة في مدينة إسن، إذ استوحت من أقوال زبائنها المحبين للكتب فكرة تجارية جديدة: "أريد أن أحبس في غرفة مضاءة ولو بمصباح جيب، لأتمكن ولو ليلة واحدة من التمتع بالقراءة في هدوء".
وكان لهذه الأقوال الأثر الكبير على صاحبة هذه المكتبة، فقد صممت على تنفيذ هذه الفكرة، بمساعدة شريكة ثرية. وقبل نحو عام تمكنت من افتتاح ما سمته "فندق الأدب" في مدينة إيزارلون الواقعة في منطقة زاورلاند، محولة موقع أطلال خربة بالقرب من احدى الغابات هناك بين الطرق المؤدية إلى الغابة وطرق التنزه إلى فندق أنيق يتميز بأنه مسجل لدى اتحاد دور النشر الألمانية ويحصل على نسخ مجانية من الكتب.
فندق غير تقليدي
وهكذا تكتظ دهاليز الفندق وغرفه بالروايات، لدرجة أن أي نزيل جديد لا يصل إلى مكتب الاستقبال إلا وقد أمسك ببعض الكتب، ففي ردهة الفندق الرئيسية توجد رفوف الكتب التي تصل إلى سقف الردهة. كما أن المقاعد المريحة فيها تزيد من الإقبال على هذه الكتب في هذا الفندق المؤثث بشكل بسيط وحديث. بيد أن البحث عن الكتب القديمة يظل بلا جدوى، فالفندق كما تقول مديرته "ليس فندقا بالمعنى التقليدي".
وفي متناول نزلاء الفندق نحو ألفين وسبعمائة كتاب وأربعين ألف كتاب مسموع. وقبل وصولهم تقوم مديرة الفندق بسؤال كل منهم عن نوع الكتب التي يرغب في قراءتها، وتحضرها له في غرفته. ومن لم يحدد منهم رغبته، فإنه يحصل على بعض الروايات البوليسية، كما تقول مديرة الفندق، مضيفة أن ذلك أيضا يلقى قبولا لدى النزلاء.
فندق القراءات الأدبية
وينظم الفندق في نهاية كل أسبوع تقريبا ورشات وقراءات أدبية، فعلى سبيل المثال تدعو مديرة الفندق كريستوف فون مارشال، مؤلف سيرة حياة الرئيس الأمريكي أوباما، أو المشرف على تأليف الروايات البوليسية هورست إيكيرت. وفي هذا الشأن تقول رايشارت :"إنه لجميل أن نتمكن عبر القراءات الأدبية من اجتذاب الناس في منطقة زاورلاند وفي منطقة الرور".
ومع أن معظم نزلاء الفندق حاليا من رجال الأعمال الذين تسعدهم الغرف الأنيقة والخدمة الجيدة التي يقدمها الفندق أكثر مما تعنيهم الكتب، فإن مديرة الفندق تحلم بأن يصبح الفندق ملتقى للأدباء، مضيفة أنه "سيكون من الأفضل أن يتم في مصعد الفندق تبادل النصائح بشأن الكتب، وأن يلتقي الأدباء هنا للكتابة".
(م.ح /د. ب. أ)
مراجعة: هشام العدم