فنانون تشكيليون فلسطينيون وألمان يكسرون حاجز اللغة بريشتهم
١٨ أبريل ٢٠١٣حركة غير عادية قلما يشهدها "متحف النساء" التاريخي في بون. شباب يحملون في أيديهم لوحات فنية وينهمكون في تثبيتها على جدران قاعات المعرض. يتعاونون فيما بينهم للقيام بآخر الترتيبات قبل موعد الافتتاح الرسمي للمعرض الذي اختير له شعار "الفن في بؤر التوتر".
يتعلق الأمر في هذا المعرض بمشروع مشترك بين جامعتي القدس الفلسطينية والمعهد العالي للفنون "ألنوس" في ألمانيا. ورغم الاختلاف اللغوي بين الطلبة العرب والألمان، إلا أنهم يتكلمون لغة مشتركة يتواصلون من خلالها؛ وهي لغة الألوان التي يستثمرونها لكسر الحواجز الثقافية والجغرافية وللتعبير عن مشاعرهم وأحلامهم وتطلعاتهم للمستقبل. عن هذه التجربة يقول طالب الفنون التشكيلية الفلسطيني بشار خلف في حديث لـ DWعربية "أنا سعيد بحضوري إلى ألمانيا للمشاركة في هذا المعرض الجماعي للتعريف بتجاربنا وللتعرف على تجارب الطلبة الألمان والاستفادة من بعضنا البعض". أما زميلته ريم مصري التي تحضر مشروع التحرج هذا العام فتقول "طموح كل فنان مبتدئ هو عرض أعماله على الجمهور المحلي والعالمي. فالتفاعل مع المتلقين يدفعنا إلى تطوير مهاراتنا والاستمرار في مجال الفنون التشكيلية".
المعرض ثمرة أسبوعين من العمل المشترك
بدأ التحضير للمعرض منذ الأول من أبريل/ نيسان الجاري مباشرة بعد وصول الطلبة الفلسطينيين إلى ألمانيا في إطار برنامج للتبادل العلمي. في "متحف النساء" يلتقون يوميا ويتحدثون فيما بينهم حول المواضيع التي يرغبون في الاشتغال عليها في انتظار عرضها بعد مرور أسبوعين من التحضير. وتعود فكرة مثل هذه المشاريع إلى عام 2008 تاريخ تأسيس "معهد الفن في بؤر التوتر الاجتماعي" على حد تعبير أولغيكا إليه روتار أستاذه الفنون التشكيلية بالمعهد العالي للفنون "ألانوس" والتي تشرف على تأطير الطلبة الفلسطينيين في ألمانيا وفي فلسطين. وتضيف إليه روتار في حديث لها مع DWعربية "نسعى إلى دعم الفنانين الشباب في مناطق تعتبر بؤر توثر اجتماعي، من خلال تنشيط ورشات فنية في بلدانهم أو في ألمانيا عندما يزوروننا". ولا تخفي أولغيكا إليه روتار تقديرها وإعجابها الكبيرين بمواهب وكفاءات الطلبة الفلسطينبن رغم حداثة سنهم.
الفن يعكس واقع الإنسان الفلسطيني
على الرغم من الصعوبات التي يواجهها طلبة الفنون التشكيلية في فلسطين بسبب غياب الدعم المالي وبسبب الظروف السياسية التي تعرفها المنطقة، إلا أنهم مصممون على صقل مواهبهم الفنية التي تشهد لواحتهم المعروضة في بون على تميزها سواء من حيث اختيار الألوان أو المواضيع المُعالَجة أو الضوء والظل. وتنقسم أغلب الأعمال المعروضة إلى صنف البورترية لشخصيات فلسطينية معروفة كفنان الكاريكاتير ناجي علي أو للإنسان الفلسطيني بشكل عام باللباس التقليدي كدلالة على التشبث بالهوية وبالأرض، ولوحات لأزقة المدن القديمة وأخرى للباعة المتجولين والصيادين والطيور وغيرها من العناصر التي ترتبط بالواقع الفلسطيني.
ورغم اختلاف أصناف اللوحات المعروضة للطلبة الفلسطينيين، إلا أنها في الغالب تعكس معاناة الانسان الفلسطيني وجروحه وأمله في مستقبل زاهر. ويفتح المعرض أبوابه أمام الزوار إلى غاية 12 مايو/أيار القادم كما ستُعقد لقاءات مع الفنانين والجمهور الزائر على امتداد أيام المعرض.