فصول جديدة في سلسلة "فضائح" الرئيس الألماني
٧ يناير ٢٠١٢تجمهر مئات الأشخاص أمام قصر الرئيس الألماني كريستيان فولف في برلين، اليوم السبت (7 كانون الثاني/ يناير 2012)، معبرين عن غضبهم الشديد منه ومطالبين برحيله. وأدان منظمو التظاهرة، التي حملت عنوان "حذاء من أجلك، سيادة لرئيس"، تصرف فولف مع الصحافة بشأن فضيحة القرض البنكي التي تلاحقه. وقد استلهم المحتجون الفكرة من العالم العربي، فرفعوا أحذيتهم أمام القصر الرئاسي ليعبروا عن انزعاجهم الشديد. وقدا نظمت حملة عن طريق الفيسبوك أنضم لها نحو 800 شخص اليوم. وجرت المظاهرة دون أي حوادث، بحسب متحدث من الشرطة. وقد قدرت الشرطة عدد المتظاهرين بنحو 450 شخص.
وما تزال الانتقادات للرئيس الألماني كريستيان فولف تتوالى والصحافة الألمانية تواصل "النبش" في سجلاته وتكشف عن فصول جديدة ما بات يعرف "بـفضائح فولف"، بعد الاتهامات له بالحصول على قرض بشروط ميَّسرة، واتهامات له بتهديد صحيفتين للحيلولة دون نشر معلومات عنه.
عقيلة فولف حصلت على ملابس فاخرة مجانا
وكشفت مجلة فوكس عن فصل جديد من الخفايا. فقد ذكرت المجلة الشهيرة على موقعها على الانترنت أن بتينا فولف، عقيلة الرئيس الألماني، "حصلت على ملابس فاخرة من أفضل الماركات الألمانية، وقد تم شراء بعضها، أو استعارتها مقابل رسوم معينة. ولكن عقيلة الرئيس حصلت على بعضها مجانا"، وفق ما أكده غيرنوت لير، محامي الرئيس الألماني لمجلة فوكس، لكنه أكد أنه تم مراعاة ذلك في عند تقديم الإقرار الضريبي.
وأكدت المجلة الألمانية بأنها حصلت على معلومات تشير إلى أن بتينا فولف حصلت على مئات آلاف اليوروهات من شركات الملابس الفاخرة مقابل ارتداء منتجاتها. وفي هذا السياق أشارت المجلة إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كانت دائما ترفض عروض شركات الملابس بارتداء منتجاتها مقابل مبالغ مالية تدفع للمستشارة كنوع من الدعاية.
من جهة أخرى كشفت صحيفة فرانكفورتر روندشاو، في عددها الصادر اليوم السبت (7 كانون الثاني/ يناير 2012)، أن الرئيس الألماني قام بإخفاء الجهات التي مولته لشراء بيته، وقد استخدم، بحسب خبراء، وسائل غير مألوفة في مجال العقارات. فقد ذكرت الصحيفة أن فولف قدم شيكا بقيمة نصف مليون يورو خالٍ من اسم الجهة التي أصدرته، فيما يبدو أنه رغبة في إخفائها. ونقلت الصحيفة عن خبير تمويل العقارات ماكس هيربست، بأن تقديم الشيكات من دون اسم الجهة المصدرة يعد أمرا غير متعارف عليه في عالم العقارات إلا في حالات استثنائية.
وقد نفى محامي الرئيس الألماني وجود تناقض بين بيانات موكله وبيانات بنك "بادن فيرتمبيرغ"، فيما يتعلق بتوقيت توقيع اتفاق القرض. وقال المحامي غيرنوت لير، أمس الجمعة في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن رئيس الدولة لم ينكر تحرير الاتفاق الذي تم في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في وقت لاحق، إلا أنه تحدث فقط عن أنه والبنك توافقا في الخامس والعشرين من ذلك الشهر على إتمام القرض، الأمر الذي أقره البنك أيضا. وأوضح لير أن تأمين القرض لدى بنك "بي في" تم عن طريق تسليم الدين بضمان قطعة الأرض التي بني عليها المنزل في مدينة بورجفيدل، بالإضافة إلى الدخل الشخصي للرئيس، بما فيه امتلاكه لقطعة أرض عقارية أخرى ليس عليها مآخذ مالية.
اتهامات بـ"الصمت والتكاسل"
وفي قضية أخرى، طالب مستثمرون الرئيس الألماني بدفع 1.8 مليار يورو، بناء على مزاعم بأنه أخفق في حماية مصالحهم عندما كان عضوا في مجلس الرقابة في شركة فولكس فاغن لصناعة السيارات. وبوصفه رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى التي تمتلك 20 بالمائة من فولكس فاغن، احتفظ فولف بعضوية مجلس الإدارة حتى عام 2010. ويواجه فولف وأربعة مديرين آخرين اتهامات بـالتزام"الصمت والتكاسل" حتى حققت شركة أخرى وهي بورش أرباحا مفاجئة هائلة، خلال محاولة استيلاء غير ناجحة على فولكس فاغن عام 2008.
ويواجه فولف ضغوطا من وسائل إعلام ألمانية ومن أحزاب المعارضة لدفعه للتنحي، وذلك بعد أن نشرت صحيفة بيلد في منتصف ديسمبر/ كانون الأول تقريرا حول علاقته، عندما كان رئيسا لوزراء ولاية ساكسونيا السفلى، برجل أعمال ثري وحصوله من زوجة هذا الرجل قرضا بمبلغ 500 ألف يورو بدون ضمانات وبفائدة متدنية. واعتذر فولف فيما بعد عن إخفاء هذه المعلومات.
(ف ي/ د ب ا، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي