فرنسا ـ إصابات واعتقالات بالمئات والحكومة تدرس حالة الطوارئ
٢ ديسمبر ٢٠١٨قال بنجامين غريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية اليوم الأحد (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2018)، إن البلاد ستدرس فرض حالة الطوارئ للحيلولة دون تكرار مشاهد بعض أسوأ الاضطرابات المدنية منذ أكثر من عشر سنوات ودعا المحتجين السلميين إلى التفاوض. وقال جريفو لراديو أوروبا 1 "علينا التفكير في الإجراءات التي يمكن اتخاذها حتى لا تتكرر هذه الوقائع".
وردا على سؤال عن إمكانية فرض حالة الطوارئ، ذكر جريفو أن الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الداخلية سيناقشون كل الخيارات المتاحة لهم خلال اجتماع اليوم الأحد.
وتفاجأت السلطات بتصاعد العنف بعد أسبوعين من الاحتجاجات التي عمت البلاد تعبيرا عن رفض رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة ونظمتها حركة تعرف باسم (السترات الصفراء) وتستقي اسمها من السترات الصفراء الفسفورية التي يتعين على كل السائقين في فرنسا تزويد سياراتهم بها.
عنف وغضب
ومساء السبت الذي شهد ذروة الاحتجاجات إلى غاية اللحظة، ألقت الشرطة القبض على قرابة 300 شخص فيما أصيب 110أشخاص بينهم 20 من أفراد قوات الأمن. وأطلقت الشرطة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على المحتجين في أول شارع الشانزليزيه عند حديقة التويلري قرب متحف اللوفر وغيره من المعالم.
وخلت بعض المناطق من أي وجود للشرطة بالفعل فيما جابت مجموعات من الملثمين معالم العاصمة الفرنسية الشهيرة ومناطق التسوق الفاخرة فيها وحطمت نوافذ المتاجر كشانيل وديور.
وفي رد فعل لها، قالت جان دوتسير رئيسة بلدية الدائرة الثامنة في باريس قرب قوس النصر "نعيش حالة من التمرد ولم أر في حياتي شيئا كهذا".
وتفجر التمرد الشعبي فجأة في 17 نوفمبر تشرين الثاني وانتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذ أغلق المحتجون طرقا في أنحاء مختلفة من البلاد وأعاقوا الدخول إلى مراكز تجارية ومصانع وبعض
مستودعات الوقود.
ماكرون: لن أقبل العنف
ومن المنتظر أن يعود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد إلى باريس، قادما من الأرجنتين حيث شارك في قمة مجموعة العشرين، ليبدأ مباشرة مشاورات مع وزراءه لبحث الأزمة.
واعتبر ماكرون في حديثه من العاصمة بوينس أيرس أنه لا يوجد ما يبرر نهب المتاجر ومهاجمة قوات الأمن أو حرق الممتلكات، مضيفا أن التعبير السلمي عن الشكاوى المشروعة لا علاقة له بالعنف. وقال "سأحترم الاختلافات دوما. وأنا أستمع للمعارضة دوما لكنني لن أقبل أبدا بالعنف".
واندلعت الاحتجاجات ردا على قرار ماكرون رفع أسعار الوقود لكنها استغلت مشاعر الاستياء الشديد من الإصلاحات الاقتصادية التي يقدم عليها الرئيس الشاب البالغ من العمر 40 عاما إذ يشعر الكثير من الناخبين بأنه يميل إلى الأثرياء والشركات الكبيرة.
و.ب/ح.ز (رويترز، أ ف ب)