فرصة جيدة أمام تسويق المنتج الغذائي العربي في معرض انوغا
تستضيف مدينة كولونيا الألمانية معرض انوغا Anuga العالمي للأغذية 2005 الذي يقام كل سنتين. ويضم المعرض عشرة أقسام تخصصية تبدأ بمنتجات الألبان والمعجنات وغذاء الأطفال وتنتهي بالمشروبات والأغذية المجمدة. ويشارك فيه 6294 شركة من 108 دول، تعرض منتجاتها الغذائية المختلفة على مدى خمسة أيام. ويستمر المعرض حتى يوم غد الأربعاء 12 تشرين الأول/ أكتوبر بمشاركة أجنبية بلغت نسبتها 83 بالمئة.
ويركز المعرض على الأغذية التي تقل فيها نسبة الدهون والنشويات على ضوء التوجه المتزايد للناس تحسين مستوى لياقتهم البدنية. وتشير جهات مصنعة إلى إن حجم الاستثمارات في مجال الأغذية التي لا تسبب السمنة يبلغ اليوم قرابة 60 مليار دولار.
فرصة لإنعاش الاقتصاد
دعا وزير الاقتصاد الألماني فولفغانغ كليمنت، الذي افتتح المعرض نيابةً عن المستشار الألماني غيرهارد شرودر، الشركات الى خلق مقاعد أكثر للمتدربين. معللاً ذلك في انه يمكن تحقيق الهدف المتمثل في منح جميع الشباب فرص تدرب في هذا العام. كما أكد الوزير في معرض كلامه إلى أن آمال إنعاش الاقتصاد تبدو جيدة ألان، وأضاف قائلاً: "توجد من جديد علامات ازدهار اقتصادي داخلي." وتأتي تصريحات كليمنت هذه في وقت لعبت فيه البرامج الاقتصادية المطروحة لإنعاش الاقتصاد الألماني، الذي يعاني من معدلات بطالة متزايدة، دوراً كبيراً في الانتخابات الألمانية الأخيرة.
مشاركة عربية لافتة
يمكن الحديث عن مشاركة عربية لافتة في هذا المعرض. ولكن هذه المشاركة تفاوتت من دولة إلى أخرى، ففي الوقت الذي كان عدد المشاركين من المملكة المغربية 42 شركة، اقتصرت مشاركة السودان والكويت مثلاً على شركة واحدة فقط.وعن المشاركة ذكر السيد عطوف صالح من المركز المغربي لإنعاش الصادرات: "إن المغرب اشترك في جميع دورات المعرض منذ عام 1982" وجواباً على سؤال موقعنا عن جدوى المشاركة، أضاف قائلاً: "ان المشاركة في هذا المعرض، والتي تتطلب استثمار مالي كبير، غالباً ما تتوج بعقد صفقات مع شركات أوربية، وهي فرصة مهمة للتعريف بالمنتج المغربي ولقاء الشركاء." وعن فرص نجاح المشاركة والمنافسة مع الشركات الأوربية قال صالح: "إن المنافسة تتحدد حسب المواد المعروضة، فالمغرب تعد من اكبر مزودي الولايات المتحدة بـ"الأنشوجة"، وهي مادة تُستخدم في صناعة البيتزا. كما إننا نقوم بتزويد عدد كبير من الدول بالسمك المعلب. ولكننا نجد منافسة مع شركات تركية وأسبانيا ويونانية في توريد الزيتون."
كما زار موقعنا الجناح المصري ذو الديكور الفرعوني والتقى هناك بالسيدة إيناس عبد السلام عويس من اللجنة المسؤولة عن المشاركة المصرية التي تمثلت بخمسين شركة. وعن نوع المعروضات قالت عويس: "شاركت مصر بعرض منتجات غذائية مصنعة وبذور وأعشاب طبية إضافة الى المشروبات والأغذية المجمدة."
وعن جدوى المشاركة قال ثامر صفوت من منظمي المشاركة المصرية: "إن المشاركة في هذا المعرض الذي يعد الأكبر في العالم تعد الخطوة الأولى لدخول السوق العالمية، حيث تتاح لنا فرصة عرض منتجاتنا أمام ممثلي الشركات الكبرى في مجال تجارة المواد الغذائية. الأمر الذي تنتج عنه إمكانية عقد صفقات. وهو ما تحقق مع بعض الشركات، فمثلاً تمكنت إحدى الشركات المصرية التي تعمل في تجارة الزيتون من عقد عدة صفقات في اليوم الأول للمعرض." وأضاف: "إن مصر حققت خطوات كبيرة على طريق الدخول في السوق الأوربية والعالمية، فبعد أن كان منح شهادة (يورب غاب)، وهي شهادة بالمواصفات التي ينبغي توفرها في المنتج الذي ينبغي تصديره إلى أوربا، مقتصرا على الشركات الاوربية، أصبح اليوم من الممكن الحصول علي هذه الشهادة من مصر." وأكد صفوت على إن مقدار الدعم الحكومي للمشاركة بلغ 85 بالمئة الأمر الذي مكن الكثير من الشركات من الاشتراك بالمعرض.
أما عن مشاركة الأردن، التي أتى جناحها على شكل بقالة أردني تقليدي أثار إعجاب الزائرين الألمان، فقد حدثنا السيد سلامة عياش من المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية: "حاولنا إن نوصل صورة المزارع والمنتج الأردني للمستهلك الأوربي ولم نرغب بتقليده، بحثتنا هنا عن عامل الأصالة." وعن المواد المعروضة قال عياش: "حاولنا التركيز على المواد الغذائية المطلوبة في السوق الأوربية والمرتبطة جغرافياً بمكان إنتاج محدد، والتي لا يمكن زراعتها في أوربا." وحول مردود هذه المشاركة، قال عياش: "بدأ حجم الصادرات بالازدياد منذ عام 2003، فالأردن يصدر اليوم ما يزيد على 5 طن من الخضر إلى بريطانيا و 15 طن إلى ألمانيا أسبوعيا. نحن نأخذ بالحسبان إن مردود هذه المشاركات سيتحقق على الأمد الطويل." وعن زيادة حجم المصدرين قال عياش: "إن عدد حاملي شهادة الـ(يورب غاب) التي لا يمكن للمصدر من دونها الدخول للسوق الأوربية في ازدياد ملحوظ.، ولكن للأسف لا توجد حتى اليوم شركة أردنية مؤهلة لمنح مثل هذه الشهادة التي يعود نفع الحصول عليها على الطرفين، يتلخص الأول في ضمان حصول المستهلك على منتج سليم ومضمون، أما الثاني فهو يعمل على ترتيب الوضع الداخلي للمنتجين والمزارعين الأردنيين."
مشاركة بجهود ذاتية
وإضافة للحضور الذي مولته ودعمته مراكز وغرف متخصصة كان هناك حضور عربي بمبادرات ذاتية بسبب عدم توفر الدعم الرسمي وضعف تمثيله. وعن ضعف المشاركة السورية قال السيد أسامة خوجا صاحب شركة "الأوراق الخضراء" الذي اشترك في المعرض من دون الحصول على أي دعم حكومي إنها اتت ضعيفة لان الغرفة الصناعية لم تقم بعملية الإعداد والتنسيق المطلوبين لهذه المشاركة، "الأمر الذي جعل مشاركتي شخصية" في المعرض. والعامل الثاني الذي سبب ضعف المشاركة السورية هو، في رأيه، تزامن إقامة المعرض مع حلول شهر رمضان الذي يعد فرصة لازدهار تجارة الأغذية والحلويات في سوريا والبلدان العربية.وعن دوافع مشاركته قال "كان نطاق نشاطي التجاري يقتصر على تصدير المواد الغذائية لشركات تركية" تعمل هي بدورها على تسويق المواد في أوربا، وقد "رأيت اليوم ان الكثير من هذه الشركات قد عرضت هذه المنتجات باسمها". واضاف "اعتقد إنني بمشاركتي هذه سأصل إلى عدد اكبر من الزبائن وسأتعامل مع المستهلك الأوربي مباشرةً."
اتفق اغلب ممثلي الشركات العربية الذين حاورهم موقعنا على أن المنتجات الغذائية العربية يمكن ان تشكل عنصر جذب للمستهلك الأوربي الذي بدأ في السنوات الأخيرة التوجه إلى استهلاك الأغذية الطبيعية الصحية الخالية من المواد الكيميائية سواء في عملية تصنيعها أو إنتاجها. الجدير ذكره أن الكثير من المنتجات الزراعية العربية تخلو من استخدام المواد الكيميائية التي تساعد في زيادة الإنتاج. كما أن اغلب المحاصيل الزراعية التي تصدرها البلدان العربية غير معدلة وراثياً.
عماد م. غانم