عودة حمى منافسات الـبوندسليغا بعد إعادة ترتيب الأوراق
١٥ يناير ٢٠١٠بعد عطلة دامت قرابة شهر، تنطلق اليوم الجمعة (15 كانون الثاني/يناير 2010) منافسات دور الإياب للموسم الحالي للدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). وسعت جميع فِرق الدوري إلى إعادة ترتيب أوراقها مؤكدة عزمها على تأجيج روح المنافسة في هذا الموسم المليء بالإثارة. بايرن ليفركوزن بطل دور الذهاب، بدا وكأنه لم يعد مكتفيا بمركز الوصيف، بل إنه مصمم على أن درع الدوري وحده هو الكفيل بأن يروي ظمأه. وفي هذا الإطار صرح المدير الرياضي لنادي بايرن ليفركوزن رودي فولر "أن فريقه على أتم الاستعداد وفي حالة استنفار كامل". في المقابل أعرب المدير الفني لذات الفريق عن ثقة بالغة في أن ليفركوزن قادر على الفوز باللقب لأنه "يمتلك الثقة نفسها التي كان يتوفر عليها في موسم الذهاب". وقد لا تكون الثقة المحرك الوحيد للاعبي ليفركوزن، لأن عدد كبيرا من نجومه كتوني كروس وبتريك هيلمس يطمحون إلى نيل بطاقة الدعوة من قبل مدرب المنتخب الألماني للمشاركة في نهائيات كأس العالم المرتقبة الصيف القادم في جنوب إفريقيا.
في المقابل، ظهر فريق شالكه عكس ليفركوزن تماما وكأنه يشكك في فرصه في نيل بطولة الدوري، باعتبار أن التصريح الذي أدلى به المدير العام ومدرب النادي فيليكس ماغات "بأن فريقا آخر سيرفع درع الدوري ولن يكون شالكه"، وصف بأكثر من متحفظ. إلا أنه في الوقت نفسه قام ماغات أكثر من غيره من مدربي البوندسليغا بتعزيز صفوفه عبر ضم ستة لاعبين جدد، على رأسهم اللاعب الدولي المقدوني بيزارت إبراهيم الذي أحراز 13 هدفا في 26 مباراة خاضها مع فريق رينوفا المقدوني الموسم الماضي. أول مواجهة لشالكه في المرحلة الثامنة عشر ستكون ضد فريق نورنبيرغ بقيادة المدرب الجديد ميشائيل أونينغ الذي سيقوم بكل ما في وسعه لمنع المرشح للفوز من الحصول على نقاط المباراة الثلاث. وكل خسارة له ستزيد من أوجاعه وتقوي خطر السقوط كونه يقبع حاليا في المركز قبل الأخير على القائمة.
فان غال: "قادرون على نشر الخوف"
ونجح فريق بايرن ميونخ في اجتياز الامتحان الوحيد الذي كان مقررا في فترة الاستراحة الشتوية. وخاض مباراة ودية فاز فيها على فريق بازل بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم. وبدا المدرب الهولندي لويس فان غال راض بقدر كبير عن نتائج التدريبات التي أقيمت في معسكر الفريق في دبي. وكهدف أولي وضعه فان غال لفريقه انتزاع صدارة القائمة بسرعة بعد غياب دام عاما كاملا. وتحقيق ذلك حسب المدرب الهولندي في الأسابيع الأولى من دور الإياب يكتسي أهمية معنوية بالغة لأنه "سيمكن البافاريين من نشر الخوف بين الفرق الكبرى المتنافسة على اللقب". ويكون البافاريون قد صحوا من غفوتهم وعادوا بكل ثقة لخلط أوراق البوندسليغا، فذلك أصبح أمرا بديهيا بعد أن أحرزوا في أسابيع قليلة 15 هدفا. وهناك نقطتان فقط تفصل الفريق عن متصدر الدوري ليفركوزن ونقطة واحدة عن صاحب المركز الثاني شالكه.
أما صاحب المركز الرابع، فريق هامبورغ فكان من المفترض أن تمثل الاستراحة الشتوية للاعبيه فترة نقاهة. لكنها جاءت عكس ذلك تماما. فقد أصيب خمسة من لاعبيه وهم أليكس سيلفا وبنيامين شتيبانيك وغيريرو وإليا راينهارد وزي روبرتو. بالإضافة إلى بيترويبا وديميل اللذين يلعبان في صفوف منتخبيهما في بطولة الأمم الإفريقية بأنغولا. مع العلم أن صحيفة دالي مايل نشرت أن ديميل لن يعود إلى صفوف هامبورغ وأنه تعاقد مع فريق ساندرلاند الانجليزي.
أيمن عبد النور يتعاقد مع بريمن
فراكفورت ليس أحسن حالا من هامبورغ، فهو الآخر لا زال يعاني من غياب مهاجميه اليوناني إيونايس أمناتيدس والسويسري مارتين فينان بسبب الإصابة. في حين أن أجواء النادي مضطربة على ضوء الانتقادات الشديدة التي تعرض لها المدرب ميشائيل سكيبه بسبب التعاقد مع البرازيلي لينكون وتيوفانيس كيكاس اللذان كلفا الفريق ميزانيات طائلة اعتبرت بأنها لا تعادل قدراتهما الفنية. فريق فيردير بريمن سيكون أول منافسي فرانكفورت في المرحلة الثامنة عشر. وعكس هذا الأخير، لايحتاج بريمن إلى تعزيز خط الهجوم باعتبار أن مارين وبيزارو ومسعود أوزيل وهانت كفيلين بالقيام بهذه المهمة على أحسن وجه. في حين ضم إلى خط دفاعه اللاعب التونسي أيمن عبد النور بعد استعارته من فريق النجم الساحلي بموجب عقد إلى غاية نهاية يونيو/حزيران القادم. ويبلغ هذا اللاعب من العمر عشرين عاما، وهو كابتن المنتخب التونسي للشباب تحت سن 23 عاما.
في المقابل، يأمل نادي فولفسبورغ المدافع عن اللقب في تحقيق نتائج أفضل في دور الإياب بعدما أنهى الفصل الأول في المركز الثامن. وكل الأنظار تتجه إلى ديتار هونيس شقيق رئيس النادي البافاري أوليه هونيس وما سيقدمه لفريقه الجديد هذا الموسم. ورغم أن المدرب أرمين فيه يتحمل المسؤولية الكروية كاملة، إلا أن ديتار هونيس سيحذو حذو أخيه وسيجلس إلى جانب مدرب "الأسود" على مقعد الاحتياط في كل اللقاءات التي يخوضها الفريق والتي ستنطلق بملاقاة شتوتغارت الذي يصارع شبح السقوط. وسيجبر المدرب كريستيان غروس في الأسابيع الأولى على الاستغناء عن كابتن الفريق ماتيو ديلبيار. في حين أعلن أنه سيضم الوجه الجديد كريستيان مولينارو القادم من جوفينتوس الإيطالي على سبيل الإعارة ضمن التشكيلة الأساسية.
هيرتا برلين بحاجة إلى معجزة
وضع فريق برلين لا يحسد عليه. ست نقاط فقط كان أقصى ما حصل عليه هذا الفريق طيلة فصل الذهاب. وقد وعد رئيس النادي ميشائيل بريتس بأن يحصل فريق العاصمة على 25 نقطة في النصف الثاني من الموسم للبقاء في دوري فرق الدرجة الأولى. مهمة ليست بالهينة، إذا يتحتم على هرتا الفوز في ثماني مباريات من مجموع ستة عشر. ولم تنقطع "شعرة النحس" عن هرتا منذ انطلاق الموسم، بل وحتى عندما قرر الفريق السفر إلى معسكره التدريبي في اسبانيا، أضربت الطائرة عن الإقلاع. وبعد تأخر دام ساعات وصل الفريق إلى جزيرة مايوركا التي شهدت تساقطا كثيفا للأمطار ما دفعه إلى إلغاء الوحدات التدريبية. بوخوم أيضا بحاجة إلى قفزة حقيقية لتعزيز رصيده البالغ 16 نقطة. آماله معلقة على هايكو هيرليش علّه يحقق كمدرب نجاحات بحجم تلك التي حققها كلاعب لحساب بوخوم. فقد أحرز في موسم 1993/1994 رفقة مارتين دالين عشرين هدفا وفي الموسم اللاحق 31 هدفا.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: عبده جميل المخلافي