1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عودة القاعدة إلى بغداد، وعودة العنف إلى الواجهة

مراجعة: حسن حسين ٤ نوفمبر ٢٠١٠

الإرهاب يضرب بغداد بقوة، كيف استطاع تنظيم القاعدة أن يستعيد قوته في بغداد بعد أن طرد منها على مدى 18 شهرا؟ ومن المسؤول عن عشرين تفجيرا عمت أنحاء بغداد وخلّفت مئات الضحايا بين قتيل وجريح؟

https://p.dw.com/p/PydF
صورة من: AP

هذا الأسبوع بدأ بهجوم إرهابي على كنيسة سيدة النجاة في الكرادة، وبعد يومين أي يوم الثلاثاء اجتاحت العاصمة بغداد التفجيرات، 20 تفجير أسفرت عن أكثر من سبعين قيلا ومئات الجرحى. الهجوم الإرهابي قام به تنظيم القاعدة في العراق حيث احتجز المصلين في الكنيسة من نساء وأطفال وقساوسة مطالبا بإطلاق سراح عناصر إرهابية في العراق وبعض السيدات المصريات في مصر. قوات الأمن العراقية هاجمت الخاطفين واقتحمت الكنيسة وأحبطت عملية الاختطاف دون مساومة مع الخاطفين..وهذا صار أيضا من أسباب الجدل بسبب ارتفاع عدد الضحايا، فهل كان يجب على قوات الأمن أن تعطي المزيد من الوقت للخاطفين؟ هذا السؤال وأسئلة أخرى شكلت محور منبر أول الكلام اليوم.

مسيحيون يؤدون مراسم العبادة في احدى الكنائس
مسيحيون يؤدون مراسم العبادة في احدى الكنائسصورة من: AP

سألنا الناشط في الدفاع عن حقوق الأقليات كامل زومايا عن تصوره عن الهجوم على كنيسة سيدة النجاة وعن عملية تحرير الرهائن فقال:

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: كامل زومايا: عملية الاقتحام التي نفذتها قوى الأمن جاءت متسرعة)

حسن شعبان رئيس منظمة حقوق الإنسان والديمقراطية شارك في الحوار من بغداد وذهب إلى أن رد الفعل الأمني والعسكري كان يجب ان يتم بشكل سريع، لاسيما وان الخاطفين قد بدأوا فعلا بقتل الرهائن، لكن أجهزة الأمن العراقية ما زالت فتية وتفقر إلى التجربة ، وربما لو كان لها المزيد من الخبرة والتدريب لقل عدد الضحايا

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: حسن شعبان: توقيت الاقتحام كان صحيحا لكن الخبرة كانت غائبة)

القاعدة تستهدف دور العبادة في العراق
القاعدة تستهدف دور العبادة في العراقصورة من: picture-alliance/ dpa

الباحث في شؤون مكافحة الإرهاب جاسم محمد أعتبر أن أجهزة الاستخبارات العراقية قد فشلت تماما في التعاطي مع الاعتداء، مؤكدا أن الجميع يتحدثون عن اختراق في أجهزة الأمن، لكن الحقيقة أن المؤسسة الأمنية في العراق قد تحولت الى وسيلة إعلامية تتحدث عن انتصارات وهمية ، والمشكلة الأهم هي غياب الأمن وفشل أجهزته، مبينا أن احتمال الاختراق قد يقبل لمرة واحدة ، لكن ما يحدث في العراق هو انهيار امني شامل يحدث بشكل شبه يومي

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: جاسم محمد :لا يوجد جدار أمني يحمي المواطن العراقي لذا لا يقبل الحديث عن وجود اختراق)

حسن شعبان اعتبر أن تنظيم القاعدة هو من يقف وراء الهجمات التي وقعت يوم الثلاثاء لا سيما وان عددا كبيرا من دول الجوار تدعم هذا التنظيم، مبديا اعتراضه على ما ذهب إليه المتحدث جاسم محمد وطالبه أن يتصف بالموضوعية لأن إلقاء اللوم على أجهزة الأمن وحدها يخلو من الإنصاف، فلو لم تكن هذه الأجهزة موجودة فكيف سيكون العراق؟ ومضى الى القول إن هناك اختراقات وقلة خبرة ، لكن لا يجوز التقليل من دور هذه الأجهزة وعلينا في المقابل أن لا ننسى أن من قام بالجريمة هم إرهابيون لا يهتمون بأرواح الناس، ويجب أن توجه السهام لهم.

من هنا مر تنظيم القاعدة
من هنا مر تنظيم القاعدةصورة من: AP

الكاتب والإعلامي قاسم المرشدي مدير صحيفة العراق نت الالكترونية شارك في الحوار مشيرا إلى أن النائب يونادم كنه والمرجع السيد علي السيستاني قد أشارا إلى أن هناك مخططا لتفريغ العراق من المسيحيين، لكن علينا أن لا ننسى أن الإرهاب يضرب في الفلوجة وديالى وكل مكان وهو لا يختص بالمناطق الشيعية، إلا أن من حق الإنسان أن يتساءل أين أجهزة الأمن؟ وأين الحديث عن الاستعدادات الكبيرة لحماية الأمن؟ على المرء أن ينظر إلى وضع كل المواطنين في إقليم كردستان، لماذا لا يستهدف احد المسيحيين هناك؟ وجواب ذلك أن كفاءة أجهزة الأمن هناك لا تمكّن أي احد من الخروج على القانون.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: قاسم المرشدي :المواطن العراقي والعراق الجديد والعملية السياسية هي المستهدفة)

جاسم محمد رد على ما ذهب إليه حسن شعبان ، معتبرا إياه غير محايد في أحكامه ومنحازا للدفاع عن أداء الحكومة، ومبينا أن ضعف الحكومة هو سبب لضعف أجهزة الأمن التي تحولت إلى جانب متلقي في الوصف العملياتي، حيث أنها لا تقوم بأي عمل تعرضي، ربما باستثناء عملية قتل أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي العام الماضي.

وسألنا الكاتب غالب الشابندر إن كان المقصود من عملية اقتحام الكنيسة ترويع المسيحيين وإجبارهم على ترك وطنهم فأجاب:

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة:غالب الشابندر: القصد من عملية القاعدة هو قصد إعلامي واستبعد فرضية إجبار المسيحيين على ترك العراق)

قاسم المرشدي علق على التسريبات التي تشير إلى نجاح تنظيم القاعدة في اجتذاب بعض عناصر الصحوات بالقول إن هذا التنظيم قد تحجّم بالفعل في أعوام 2008 و2009 وسبب هذا النجاح أن العرب السنة من سكان مناطق غرب العراق وديالى صاروا يعتبرون أنفسهم جزءا من العملية السياسية وحرموا القاعدة من حاضنتها بعلميات دفعوا فيها دماء خيرة رجالهم ومنهم الشيخ المرحوم أبو ريشة ، لكن التعامل غير المهني مع ملف الصحوات أدى إلى تسرب بعض أفراد وقيادات الصحوات إلى خلايا تنظيم القاعدة مرة أخرى وهذا قد يفسر اتساع دائرة العنف مجددا في بغداد.

الكاتب والإعلامي قاسم المرشدي مدير صحيفة العراق نت الالكترونية
الكاتب والإعلامي قاسم المرشدي مدير صحيفة العراق نت الالكترونيةصورة من: Kassem Al Murshedi

حسن شعبان شارك كامل زومايا الرأي باستبعاد وجود علاقة بين قرار إعدام طارق عزيز وبين تصاعد العمليات الإرهابية وأعمال العنف معتبرا أن جملة عوامل تسبب في عودة العنف اليوم وقد يكون لقرار الإعدام علاقة غير مباشرة بهذه العوامل.

جاسم محمد لفت الأنظار إلى أن تنظيم القاعدة نجح في مد جذوره في مناطق عدة من العراق وقد تزاوج مع عشائر هذه المناطق ، ونجد في منطقة ديالى عشرات الأرامل مممن تزوجوا من عناصر القاعدة وأنجبوا منهم أطفالا يواجهون اليوم مشكلة قانونية في عدم إمكانية تسجيلهم في دوائر الأحوال المدنية، أي أنهم أطفال دون هوية قانونية.

وبين محمد ان تنظيم القاعدة كفكر وعقيدة قد نجح في اجتذاب عناصر من الصحوات، لكن علينا أن نعرف أن ليس كل من يقاتل مع القاعدة هو من عناصر هذا التنظيم.

حسن شعبان كشف أن منفذي الهجوم على كنيسة النجاة نفذه عرب من غير العراقيين وهم الذراع الأقوى لتنظيم القاعدة، والعراقيون عموما يعزفون عن الانتساب لهذا التنظيم بسبب طبيعة المجتمع العراقي المكون من نسيج متنوع. ويصح القول أن الصحوات لم يكافأوا بإنصاف على أدائهم ودورهم الكبير، لكن هذا لا يعني أنهم انضموا إلى تنظيم القاعدة الإرهابي.

قاسم المرشدي أشار إلى أن ما يسمى بدولة العراق الإسلامية هو تنظيم مرتبط بالقاعدة ويعتمد على العرب من غير العراقيين لأنه يعتقد أن العراقيين لا يمكن الوثوق بهم كما هو حال الأفغان في أفغانستان، حيث تعتمد القاعدة على العرب وبالذات المغاربة في اختيار عناصرها لتنفيذ عملياتهم. وأشار المرشدي إلى أن غاية الهجوم هي غاية إعلامية في الأساس، خاصة وان أقباط مصر هم من غير الكاثوليك، وكنيسة سيدة النجاة كنيسة كاثوليكية، فكيف يمكن احتجاز هؤلاء للمطالبة بإطلاق نساء قبطيات.

جاسم محمد، اختلف بالرأي مع المرشدي وشعبان والشابندر بشأن القصد من العملية ، مشيرا إلى أن أهم مطالب الخاطفين كانت إطلاق سراح امرأة يمنية تدعى" حسناء" التي كانت زوجة لأبو أيوب المصري وهي معتقلة لدى السلطات العراقية وقد حكم عليها بالإعدام، مبينا أن تظاهرات حاشدة في صنعاء عاصمة اليمن خرجت قبل أسبوع مطالبة السلطات العراقية بإطلاق سراح" حسناء".

قاسم المرشدي أجاب سؤالنا عن أسباب نجاح تنظيم القاعدة الإرهابي في تجنيد هذا العدد الكبير من المقاتلين ومن يمول كل هذه العمليات بالقول إن القاعدة تنظيم عالمي يستهوي شريحة معينة من الشباب بأفكار وبرامج ومن يموّله هم تجار وصفقات تجارية مشبوهة ، وثبت في العراق أن هذا التنظيم يقف خلف كثير من عمليات السرقة والسطو على البنوك ومحلات الصياغة ومنها يمول عملياته.

الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .