Reportage - jüngste Entwicklungen in Tunesien und Rolle der Bürgerwehren
١٧ يناير ٢٠١١مع التحسن الملحوظ للوضع الأمني، اليوم الاثنين (17 يناير/ كانون الثاني)، خرج غالبية التونسيين إلى العمل في الإدارات والمؤسسات الخاصة والبنوك والمصانع والحقول. إلا أن البعض البقاء في المنازل خشية على أمنهم الشخصي في ظل تواتر أنباء حول تواصل المواجهات بين الجيش وبقايا ما يوصف بميليشيات من الأمن الرئاسي الموالي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. كما فتحت بعض المقاهي أبوابها في عدة مدن بالبلاد.
وبما أن حظر التجول يدخل حيز التطبيق منذ الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي فقد خيرت الحكومة أن يكون العمل في المرافق العمومية لحصة واحدة، وليس لحصتين مثل سائر الأيام، على أن يبدأ من التاسعة صباحا وينتهي الثالثة بعد الظهر.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد دعا منذ أمس الأحد في نداء وجّهه إلى "كافة الهياكل النقابية والعمال وعموم الشعب للعودة إلى العمل". كما دعا الاتحاد "كل التجار إلى فتح محلاتهم بداية من اليوم الاثنين حتى يضرب الشعب موعدا أخر مع التاريخ ويكون صفا واحدا في الدفاع عن مصالحه وعن مؤسساته ومواطن شغله ويكون بذلك وحدة صلبة في التصدي لكل محاولات الإرباك والإرهاب المنظمة ضده"، حسبما جاء في النداء.
الإعلام الرسمي يحاول إعادة الثقة إلى الناس
وفي خطوة لإعادة الثقة إلى الناس بث التلفزيون التونسي الرسمي طوال اليوم ريبورتاجات من مختلف مناطق البلاد أظهرت أن الحياة بدأت عود إلى نسقها العادي. أما وكالة الأنباء التونسية فقد نشرت برقية مطوّلة قالت في مقدمتهاّ بالحرف الواحد "لقد عادت بمختلف ولايات الجمهورية الحياة اليومية إلى سالف نشاطها صباح اليوم الاثنين واستأنفت المؤسسات العمومية عملها وفتحت جل المحلات والمتاجر أبوابها للمواطنين لتزويدهم بما يحتاجونه من مواد مختلفة".
ناس خائفة وناس لا تبالي
نبيل، عامل كهرباء، قال لدويتشه فيله: "رجعت اليوم إلى العمل، لا أستطيع أن أبقى أكثر من هذا في المنزل وإلا سيموت أبنائي جوعا". وأضاف نبيل بأنه ليس خائفا " رغم أنّي أعلم جيدا أن الوضع الأمني خطير جدا".
أما منية (38) عاما، موظفة بوزارة النقل، فقد ذكرت أنها لم تذهب إلى العمل منذ السبت الماضي بسبب تفجر الوضع الأمني. وأضافت لدويتشه فيله بالقول: "لم أخرج إلا اليوم لشراء بعض الأغذية...لست مستعدّة أن أجازف بحياتي في مثل هذه الظروف..سمعت أن الأمن الرئاسي لبن علي يطلق النار في عدة مناطق على مواطنين في الشوارع وفي مثل هذه الظروف البقاء في المنزل أأمن شيء".
تجار يستغلون الظرف ويرفعون الأسعار
السيدة ماميّة (47) عاما، عبّرت عن استيائها مما وصفتها بـ "استغلال بعض التجّار الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد للرفع من الأسعار إلى الضعف أحيانا". من جانبها أصدرت "منظمة الدفاع عن المستهلك"، وهي منظمة غير حكومية، بيانا أشارت فيه إلى أن "عمليات تزويد السوق بالمنتجات الغذائية والأساسية تشهد في هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد اضطرابا ملحوظا مما نجم عنه ممارسات غير طبيعية خاصة الترفيع في الأسعار". ودعت المنظمة "المزودين والمستهلكين على السواء لتجاوز مصالحهم الآنية والضيقة في انتظار عودة التزويد إلى سالف نسقه وحتى لا يتواصل الاختلال على مستوى السوق".
وشددت المنظمة على "ضرورة احترام المزودين والتجار شروط البيع وعدم التلاعب بالأسعار"؛ كما دعت المستهلكين إلى "ضبط النفس والاكتفاء بالحاجيات الأساسية في انتظار أن يعود الوضع تدريجيا إلى حالته الطبيعية". وعبرت المنظمة عن أملها في أن "يسهم الجيش الوطني في الإشراف على عملية تامين تزويد السوق بالحاجيات الأساسية للمواطن وبالخصوص منها مادتي الخبز والحليب".
حركة النقل البري تعود بشكل تدريجي
واستعادت الشوارع، التي كانت البارحة شبه مقفرة، حركة السيارات والشاحنات لكن ليس بالشكل المعتاد. وقد ساهم في هذه العودة استئناف محطات البنزين لنشاطها الذي توقف بشكل شبه كامل منذ يوم الجمعة الماضي وتحسن الوضع الأمني.
وأعلنت المصالح الحكومية للنقل أن شبكة النقل العام على متن القطارات والمترو استؤنفت اليوم الاثنين وقالت إن حافلات النقل العام "تؤمن النقل داخل الأحياء في صورة عدم وجود موانع". إلا أن السفرات التي تؤمنها هذه الحافلات ليست متواصلة كامل اليوم والليل إذ تنطلق آخر سفرة، من وسط العاصمة تونس ونحو ضواحيها، على الساحة الرابعة مساء باعتبار أن حظر التجول ينطلق على الساعة السادسة مساء ويحظر تنقل السيارات.
لجان الأحياء تعاضد جهود الجيش والأمن
ومنذ أن دعت الحكومة يوم السبت الماضي المواطنين إلى معاضدة مجهود الجيش والشرطة لإعادة الأمن إلى البلاد انتشرت في كامل أنحاء تونس "لجان الأحياء". وتتكون هذه اللجان من أبناء الحي الواحد وتمضي الليل مرابطة لمنع العصابات الإجرامية ،التي روّعت أهالي البلاد بعمليات السلب والنهب والسطو، من اقتحام الأحياء.
وتضم هذه اللجان شبانا مسلحين بالسكاكين والهراوات ومستنفرين في انتظار أي سيارة أو مجموعة مشبوهة من الأشخاص تحاول اقتحام الحيّ. وقد دعت أجهزة الجيش والأمن التونسي أفراد لجان الأحياء إلى ارتداء قمصان أو شارات بيضاء لتمييزهم عن العصابات الإجرامية.
فتحي السويسي من مدينة سليمان (30 كلم) جنوب العاصمة تونس قال لدويتشه إنّ أبناء الحي يتداولون منذ حلول الليل وحتى شروق الشمس على حراسته. وأوضح أن اللجان قامت بسدّ منافذ الحي بالصخور الكبيرة والحجارة وحاويات القمامة لمنع السيارات المشبوهة من اقتحامه. وذكر أن لجنة الحي المجاور ساعدت الشرطة والجيش ليلة السبت الماضي على إيقاف سيارة مسروقة محملة بالأسلحة كان على متنها عناصر من الحرس الشخصي للرئيس التونسي.
ولاحظ السويسي أن لجان الأحياء تعتبر أرقى "شكل من أشكال التضامن الاجتماعي بين سكان البلاد التي تمر بظروف أمنية استثنائية مشيرا إلى أن هذه اللجان عزّزت شعور المواطنين بالأمن والطمأنينة".
منير السويسي ـ تونس
مراجعة: أحمد حسو