علماء ألمان يكتشفون المادة التي تتحكم في مزاج الإنسان
٣ نوفمبر ٢٠٠٨اكتشف علماء ألمان في دراسة نشرت نتائجها أمس الاحد (2 نوفمبر/تشرين ثاني) المادة الكيمائية الموجودة في المخ والتي تقف وراء تحديد مزاج الإنسان وحالته النفسية.
وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في مستشفى "شاريتيه" ببرلين أن تركيز مادة دوبامين المسئولة عن نقل الإشارات العصبية في المخ يؤثر على نشاط منطقة "أميجدالا" في مخ الإنسان وأن الأشخاص الذين يزيد لديهم نشاط مادة دوبامين في هذه المنطقة تكون ردود أفعالهم أكثر خوفا من أولئك الذين تنخفض عندهم هذه المادة.
تركيز الدوبامين يؤثر على المزاج
واستنتج العلماء تحت إشراف البروفيسور أندرياس هاينس أن من المحتمل أن تكون كمية الدوبامين في المخ هي التي تحدد ما إذا كان الإنسان هادئا أو خائفا مضطربا. ونشر الباحثون نتائج دراستهم اليوم في الموقع الالكتروني لمجلة "نيتشر نيوروساينس".
وعرض الباحثون على الأشخاص المشاركين في الدراسة صورا تستثير النفس بشكل إيجابي وأخرى تستثيرها بشكل سلبي مثل صور لحادث سيارة أو صور لجريمة سطو على سبيل المثال ثم قام الباحثون بشكل متواز مع عرض هذه الصور بقياس نشاط منطقة "أميجدالا" بالمخ المعروفة بأنها مسئولة بشكل رئيسي عن نشأة الشعور بالخوف.
"هرمون السعادة"
وفي معرض تعقليقه على هذه التجربة ، قال تورستن كيناست المشارك في الدراسة من مستشفى شاريتيه الجامعي للطب النفسي: "وجدنا أنه كلما زاد تركيز مادة دوبامين في منطقة أميجدالا ، كان رد فعل الأشخاص أقوى على الاستثارات السلبية كحادث السيارة على سبيل المثال". وأشار كيناست إلى أنه كلما كان رد فعل منطقة "أميجدالا" قويا ، كان رد فعل الأشخاص المعنيين مضطربا وخائفا.
وأوضح كيناست أن العلماء لم يعرفوا بعد ما إذا كانت كمية الدوبامين تتغير مع الزمن مضيفا أنه من المحتمل أن تنخفض كمية هذه المادة في المخ في الكبر "مما يمكن أن يوضح السبب وراء هدوء كبار السن وحكمتهم". غير أن الباحث الألماني أكد أن هذه النقطة مازالت تحتاج لدراسات لكشفها علميا.
يذكر أن مادة دوبامين من المواد التي تنقل الرسائل العصبية والإشارت في الجهاز العصبي الذي يثير الخلايا العصبية أو يثبطها. كما تعرف مادة دوبامين بأنها "هرمون السعادة" لأنها تشارك في تكون مشاعر السعادة. كما تلعب هذه المادة دورا جوهريا في الإصابة بمرض الشلل الرعاش. فإذا قل الموجود منها في مناطق معينة بالمخ ، اضطرب انتقال الإشارات بين الخلايا العصبية مما يتسبب في فقدان المصابين السيطرة على عضلاتهم.