1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
منوعاتألمانيا

عقارات بأبخس الأثمان: مبادرات أوروبية لإحياء الريف المهجور

٥ يوليو ٢٠٢٤

هل تتخيل أن تمتلك قطعة أرض أو منزلاً في قلب أوروبا مقابل سعر زهيد؟ هذا ما تحققه مبادرات أوروبية جريئة تهدف إلى إعادة الحياة إلى الريف المهجور، نستعرض أبرز هذه المبادرات المثيرة والمبتكرة.

https://p.dw.com/p/4hsNr
بلدة غوتينه السويد
اتخذت السلطات المحلية في غوتينه خطوة جريئة ببيع الأراضي بأسعار رمزية تصل إلى كرونة سويدية واحدة (حوالي عشرة سنتات) للمتر المربعصورة من: Stephan Gabriel/imageBROKER/picture alliance

في مبادرة فريدة تشهد العديد من الدول الأوروبية محاولات جريئة للحد من النزوح الريفي نحو المدن من خلال تقديم عروض عقارية بأسعار رمزية. تهدف هذه المبادرات إلى جذب السكان إلى المناطق الريفية، لإحياء تلك المناطق وتعزيز البنية التحتية المحلية. 

السويد تقود التجربة

اتخذت سلطات بلدة غوتينه (Götene) والتي تقع في جنوب غرب السويد خطوة جريئة ببيع الأراضي بأسعار رمزية تصل إلى كرونة سويدية واحدة (حوالي عشرة سنتات) للمتر المربع. والشرط الأساسي للاستفادة من هذا العرض هو بناء منزل خلال عامين. وقد أثار هذا العرض ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، مما جذب اهتماماً واسعاً من مختلف أنحاء العالم.

تعتبر غوتينه بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 5000 نسمة. تقع البلدة في منطقة غنية بالمناظر الطبيعية الجميلة، بما في ذلك البحيرات والغابات، مما يجعلها وجهة جذابة لمحبي الطبيعة والهدوء.

إيطاليا: منازل تاريخية بيورو واحد

في إيطاليا، تقدم العديد من البلدات والقرى والتجمعات السكنية الأصغر حجماً منازل بأسعار تبدأ من يورو واحد في مبادرة تهدف إلى إعادة الحياة إلى القرى المهجورة. تتطلب هذه المنازل في الغالب عمليات ترميم شاملة، وتشترط البلديات على المشترين تجديدها والعيش فيها بصفة دائمة. تنتشر هذه العروض في مناطق ساحرة مثل توسكانا، صقلية، وأبوليا، حيث يأمل السكان المحليون في جذب سكان جدد يعيدون الحيوية والنشاط إلى هذه القرى.

صقلية إيطاليا
تنتظر الحكومة في صقلية من أصحاب البيوت الرخيصة اعادة احياء هذه المناطقصورة من: Andiz275/Panthermedia/IMAGO

ألمانيا: العودة إلى الجذور الريفية

في ألمانيا، وبعد إعادة توحيد البلاد في عام 1990، شهدت بعض المناطق الريفية في "ألمانيا الشرقية" نزوحًا كبيرًا نحو المدن. لكن في السنوات الأخيرة، وبتأثير من جائحة كورونا وزيادة فرص العمل عن بُعد، بدأت العائلات تعود إلى الريف. ووفق لدراسة من مؤسسة برلين للسكان والتنمية، هناك زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و49 عاماً الذين يختارون العيش في الريف. تُعرض الآن منازل في هذه المناطق بأسعار تنافسية للغاية، مما يجعلها خياراً جذاباً للأسر الباحثة عن حياة أكثر هدوءًا.

تحديات كبيرة

ورغم أن هذه المبادرات توفر فرصاً حقيقية للسكن بأسعار معقولة، إلا أنها تأتي مع تحديات كبيرة. فالعقارات المطروحة تكون في أغلب الحالات في حالة سيئة وتتطلب استثمارات كبيرة في الترميم. كما أن بعض العروض تتطلب من المشترين الالتزام بالعيش الدائم في هذه المنازل، وليس فقط استخدامها كمنزل للعطلات.

لكن بالرغم من هذه التحديات، تقدم هذه المبادرات حلاً مبتكراً لمشكلة النزوح الريفي وتعزز من توازن النمو السكاني بين المدن والريف. ومع تزايد الاهتمام العالمي بهذه العروض، يبدو أن الكثيرين مستعدون لمواجهة هذه التحديات للاستمتاع بحياة ريفية هادئة بأسعار لا تُصدق.

أعده للعربية: علاء جمعة

شتيفاني هوبنر كاتبة ومحررة في قضايا السياسة والمجتمع