عباس يطالب أوروبا بلعب دور فعال في عملية السلام
١٧ مارس ٢٠١٠وصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم الأربعاء (17 آذار/ مارس 2010) المطالب الدولية بوقف البناء في مستوطنات القدس الشرقية بأنها "غير منطقية"، وذلك في مؤتمر صحافي مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي كاثرين اشتون. وأضاف ليبرمان بأن "المطالبة بمنع اليهود من البناء في القدس الشرقية غير منطقية بالكامل". وتابع قائلا: "أعتقد أن هذا المطلب يشكل، بطرق مختلفة، فرصة للمجتمع الدولي للانقضاض على إسرائيل ولكي يمارس الضغوط عليها ويطالب بأشياء غير منطقية".
ووصلت اشتون، التي تقوم بجولة شرق أوسطية، إلى القدس قادمة من رام الله حيث أجرت محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت اشتون إن جولتها تهدف إلى دعم الجهود الأمريكية لتحريك المفاوضات المجمدة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتأتي هذه الجولة قبيل اجتماع مرتقب للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط الخميس في موسكو؛ إذ من المقرر أن تناقش اللجنة الدعم الدولي لعملية السلام بعدما طغت على قرار استئنافها أخيرا الأزمة المحيطة بمشاريع بناء وحدات سكنية في مستوطنات القدس الشرقية.
عباس يطالب أوروبا بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد سلم رسالة خطية إلى اشتون طالبها فيها بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان بشكل تام في الأراضي الفلسطينية وفي القدس الشرقية بالذات. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، لوكالة فرانس برس، إن الرئيس عباس التقى اشتون في مكتبه برام الله وسلمها الرسالة المرفقة بوثائق وخرائط حول الأعمال الاستيطانية منذ سبتمبر عام 2009 وحتى آذار 2010 موضحا أنها "تحتوي على خرائط توضيحية للاستيطان وخاصة في القدس".
وأضاف عريقات أن عباس طالبها ببذل كل جهد ممكن "للوقف التام للاستيطان وإلغاء قرار بناء 1600 مسكن استيطاني في القدس وضمان عدم تكرارها مرة أخرى". ونقل عريقات عن اشتون أنها "أكدت التزامها بالسلام العادل والدائم في المنطقة وبحل الصراع على أساس مبدأ حل الدولتين". وشدد عريقات أن المسؤولة الأوروبية أكدت للرئيس عباس أن "الاتحاد الأوروبي سيقدم كل دعم ممكن للوصول إلى هذا الحل". وأضاف أنّ اشتون "أبلغت عباس أنها ستسعى من خلال موقعها الجديد لتعزيز دور الرباعية الدولية لتحقيق حل الدولتين".
بدوره قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه، لوكالة فرانس برس، أن الرئيس عباس شرح لاشتون الموقف الفلسطيني من استئناف عملية السلام وضرورة تطبيق كافة الالتزامات الواردة على الطرفين في خطة خارطة الطريق. وأضاف أن الرئيس الفلسطيني أكد على "ضرورة أن تلعب أوروبا دورا سياسيا فعالا في عملية السلام، إلى جانب دورها الاقتصادي الهام في دعم الشعب الفلسطيني، والذي يساهم بشكل كبير في بناء المؤسسات الفلسطينية".
الأردن يدعو إلى "موقف حازم" من الاستيطان
وكانت اشتون قد وصلت، في وقت سابق، إلى رام الله قادمة من الأردن، حيث أجرت صباح اليوم في عمان محادثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وعدد من كبار المسؤولين. وتناولت هذه المباحثات سبل الإسراع في استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جانبه دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لدى استقباله المسؤولة الأوروبية، المجتمع الدولي إلى "موقف حازم والقيام بتحرك سريع ومباشر لوقف الإجراءات الأحادية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية"، خصوصا في القدس التي اعتبرها "خطا أحمر".
ومن المقرر أن تقوم اشتون، في وقت لاحق، بزيارة إلى غزة للاطلاع على الأوضاع الإنسانية هناك ومتابعة سبل صرف المساعدات الأوروبية إلى سكان القطاع. وقد أكدت مصادر إعلامية أوروبية أن اشتون لن تلتقي أي مسؤول من حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ ثلاث سنوات.
( ي ب / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: أحمد حسو