عام 2011 ـ حين اهتز عرش الفيفا بفضائح الفساد
٣٠ ديسمبر ٢٠١١لم يكن عام 2011 عام الاضطرابات السياسية فقط، وإنما أيضا عام فضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). فقد ظهرت عدة فضائح في هذا العام الذي قارب على الرحيل جعلت الكثيرين يعيدون النظر في الفيفا، أغنى منظمة رياضية في العالم. بل إن الأمر وصل إلى اعتراف السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نفسه بأن الاتحاد يحتاج إلى إصلاحات.
البداية مع اختيار روسيا وقطر
بدأت فضائح الفيفا 2011 قبيل بداية العام مباشرة بعد الاختيار المثير للجدل في الثاني من كانون أول/ ديسمبر 2010 لكل من روسيا وقطر لتنظيم بطولتي كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب. وأثار اختيار قطر بالذات على حساب الولايات المتحدة، حالة من التشكيك في نزاهة إجراءات الاختيار. حتى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتبر اختيار قطر بدلا من بلاده "قرارا سيئا". أما صحيفة «صنداي تايمز» الانكليزية فزعمت في شهر مايو/ آيار 2011 أن القطريين عرضوا على الأعضاء الذين سيصوتون لهم مبالغ نقدية مقابل أصواتهم.
كما شنت صحيفة بيلد الألمانية أيضا حملة على اختيار قطر لتنظيم البطولة. بل إن الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم تيو تسفانتسيغر قال في مطلع يونيو/ حزيران إن قرار منح قطر حق تنظيم المونديال "يجب طرحه للفحص مرة ثانية". لكن جوزيف بلاتر كان قد سبق ذلك بالقول بأن "الفيفا لن يقوم بإجراء أي تحقيق بشأن الملف القطري" لعدم وجود أدلة على مزاعم الرشوة التي أوردتها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية.
ابن همام: أراد رئاسة الفيفا فحرم نهائيا من كرة القدم
كما كانت الانتخابات على رئاسة الفيفا في مايو/ أيار الماضي فصلا جديدا في كتاب الفضائح التي تحيط بالفيفا. فقد واجه القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الانتخابات جوزيف بلاتر، وانتهت مغامرة ابن همام إلى قرار أصدرته لجنة القيم بالفيفا في يوليو/ تموز بوقفه مدى الحياة عن العمل في أي أنشطة تتعلق بكرة القدم بعدما اتهمته بشراء أصوات خلال السباق على رئاسة الفيفا. وفي الوقت ذاته برأت اللجنة نفسها ساحة بلاتر في تحقيق بشأن تقديم رشى وأعفته من أي تحقيق.
كما أوقف الفيفا جاك وارنر نائب بلاتر اثر تورطه في قضية فساد اتهم فيها بتنظيم اجتماع يزعم بأن ابن همام قدم فيها مبالغ مالية نقدية إلى مسئولي الاتحاد الكاريبي لمساندته ضد بلاتر في رئاسة الفيفا. لكن وارنر استبق صدور الحكم النهائي في هذه القضية بالاستقالة من منصبه. وقال مؤخرا إنه وابن همام لعبا دورا رئيسيا في الماضي في فوز بلاتر برئاسة الفيفا في عام 1998. أما بلاتر فتعهد في يونيو/ حزيران الماضي بعد انتخابه لولاية رئاسية رابعة (تعهد) بإجراء العديد من الإصلاحات في الفيفا لإعادة المصداقية والشفافية إلى هذه المنظمة العملاقة.
حقوق بث كأس العالم بدولار واحد فقط
وفي مطلع ديسمبر/ كانون أول الحالي تقدم البرازيلي جواو هافيلانج (95 عاما) الرئيس السابق للفيفا باستقالته من اللجنة الأولمبية الدولية وذلك قبل أيام قليلة من مثوله المقرر أمام لجنة القيم باللجنة الأولمبية للتحقيق معه بشأن ادعاءات بتورطه في فضيحة الحصول على رشى من مؤسسة "آي.إس.إل" التي كانت راعية للفيفا ومالكة لحقوق البث التلفزيوني لبطولاته قبل أن تعلن إفلاسها منذ سنوات. لكن هافيلانج برر استقالته بأسباب صحية. ومن المعلوم أن هافيلانج نجح طيلة 24 عاما قضاها في رئاسة الفيفا في تحويل الفيفا إلى أغنى منظمة رياضية في العالم.
وقبل أن ينصرف عام 2011 مباشرة عاد جاك وارنر للظهور مجددا كاشفا فضيحة جديدة. فقد أصدر وارنر نائب بلاتر السابق بيانا مساء الخميس (29 ديسمبر/ كانون الأول 2011) ذكر فيه حصوله على حقوق البث التلفزيوني لمباريات كأس العالم في ترينيددا وتوباغو مقابل دولار واحد فقط نظير مساندته لجوزيف بلاتر في الانتخابات على رئاسة الفيفا.
(ص ش/ د ب أ / س ي د / أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو