عالم ألماني يفوز بجائزة نوبل للفيزياء
٩ أكتوبر ٢٠٠٧أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم اليوم الثلاثاء 9 أكتوبر/تشرين الأول في ستوكهولم أن جائزة نوبل في الفيزياء هذا العام ستذهب إلى الألماني بيتر جرونبرج والفرنسي ألبير فير. وتبلغ قيمة جائزة نوبل للفيزياء هذا العام نحو 1.1 مليون يورو (عشرة ملايين كورونا سويدية). وهنأ كل من الرئيس الألماني هورست كولر والمستشارة أنجيلا ميركل العالم الألماني على هذا الإنجاز.
وأشارت الأكاديمية إلى أن السبب في منحهما هذه الجائزة، هو أن كل من فير وجونبرج اكتشف عام 1988 وبشكل منفصل "تأثيراً فيزيائياً جديداً كلياً، وهو ما يعرف بـ "جي ام آر" أو المقاومة المغناطيسية الضخمة، مما شكل ثورة في التقنيات التي تتيح قراءة البيانات المخزنة على قاعدة معدنية. وقال بير كارلسون رئيس اللجنة التي تمنح الجائزة: "الفضل في تقليص أحجام أجهزة الكمبيوتر بشكل كبير يرجع إلى هذا الاكتشاف وأضاف: "فقط تذكر الأجهزة العملاقة التي كانت موجودة عام 1964". أشار كارلسون أيضاً إلى الانخفاض الكبير في أسعار أجهزة الكمبيوتر الشخصية، الذي نتج عن تطبيق هذه التقنية.
تقنية نقلت الكمبيوتر إلى عصر حديث
سمحت هذه التقنية بابتكار رؤوس حديثة لقراءة المعلومات المخزنة على الأقراص الصلبة في أجهزة الحاسب الآلي، وسمحت بالتالي بزيادة مساحة التخزين بنسبة ضخمة ونقلت أجهزة الكمبيوتر إلى عصر الجيجابايت. ولم تحسن هذه التقنية من أداء أجهزة الكمبيوتر فقط، لكنها أيضاً كانت السبب في الثورة التخزينية التي أدت إلى تطوير أجهزة الفيديو وأجهزة الاستماع إلى الموسيقى عبر ملفات ام.بي.3، فأصبحت صغيرة الحجم وقادرة – في الوقت نفسه – على تخزين كمية أكبر من المعلومات. العالم الألماني جرونبرج، الذي يبلغ من العمر 68 عاماً، يعمل في معهد أبحاث الأجسام الصلبة التابع لمركز يوليش الألماني، بينما يعمل العالم الفرنسي فيرت كباحث في جامعة باري سود Paris Sud في جنوب باريس.
جرونبرج: تاريخ علمي طويل
ولد بيتر أندرياس جرونبرج في التشيك، في الثامن عشر من شهر مايو/آيار عام 1939. وانتقلت عائلته بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى لاوتيرباخ في ولاية هيسين، حيث التحق بالمدرسة هناك. وبعد أن أنهى تعليمه المدرسي، التحق بالجامعة في مدينة فرانكفورت ودرس هناك الفيزياء، وحصل بعدها على شهادة الدكتوراة عام 1969 في جامعة دارمشتات.
عمل العالم الفيزيائي كباحث في الجامعة الكندية في أوتاوا لمدة ثلاث سنوات، وعاد عام 1972 ليعمل كباحث في مركز الأبحاث بمدينة يوليش. هناك تخصص في بحث الأجسام الصلبة وكثف أبحاثه حول ما يطلق عليه "الساندويتش المايكروسكوبي"، وهو -حسب شرح مركز الأبحاث- عبارة عن نظام مكون من رقيقتين مغناطيسيتين من الحديد يفصل بينها طبقة رقيقة غير مغناطيسية من الكروم. وهناك توصل العالم إلى اكتشافه وأطلق عليه "المقاومة المغناطيسية العملاقة" وقام بتسجيله عام 1988. ووجد الابتكار تطبيقاً صناعياً مباشراً، حيث تم استخدامه في تصنيع الأقراص الصلبة لأجهزة الكمبيوتر منذ منتصف التسعينيات.
نوبل التتويج الأهم للعلماء
وتوج اكتشاف جرونبرج بالعديد من الجوائز، اقتسم بعضها أيضاً مع زميله فيرت، الذي توصل إلى نفس النتيجة خلال بحثه. لذلك لم يفاجأ العالم الذي كرس حياته لأبحاثه من حصوله على هذه الجائزة، بل كان ينتظرها قائلاً: "لقد توجت كثيراً ولكن متى يأتي التتويج الأكبر"، أما عن الجائزة المالية، فهو يعتبرها "فرصة لكي يبدأ في أبحاثه دون أن يضطر لتقديم تبرير لكل خطوة" على حد قوله.
أكمل الدكتور جرونبرج أبحاثه في المعهد كما عمل أيضاً كأستاذ بجامعة كولونيا وبالرغم من إحالته على المعاش من الناحية الرسمية عام 2004، إلا أنه مازال يقوم بأبحاثه العلمية في مركز يوليش حتى الآن.