عالم ألماني يجري تجارب على ضفادع مزودة بشرائح الكترونية
٢٠ أكتوبر ٢٠٠٩اختار العالم الألماني أولمار جرافي إحدى الغابات المطيرة المتواجدة في سلطنة بروناي الغنية بالنفط لإجراء أبحاثه العلمية المتعلقة بحياة الضفادع، هذه الغابة التي مازالت حتى الآن تحتفظ بمزاياها الأصلية نظراً لأن يد الإنسان لم تعبث بها بعد، فسلطنة بروناي الواقعة في شمال شرق ساحل جزيرة بورنيو مغطى أكثر من نصف مساحتها البالغة 5700 كيلو متر مربع بالغابات المطيرة، وثلث هذه المساحة يقع تحت الحماية.
عالم الضفادع "جرافي" بدأ مع زميل له عملية البحث عن بعض أنواع الضفادع الـ 66 المعروفة في المنطقة، و كانت البداية من محطة بحثية عند نهر "بيلالونج" وسط غابات "المانجروف". وفي الأحراش غير عابئين بالإمطار الغزيرة المنهمرة والمياه العميقة والحشرات اللاسعة والثعابين وغيرها من حشرات الغابة الزاحفة، يبحث العلماء عن ضفدع بعينه.
طريقة الكترونية للتواصل مع الضفادع
فقد كان جرافي قد زرع شرائح الكترونية في عدد من هذه المخلوقات الصغيرة بأمل أن تساعد البيانات التي تبثها هذه الرقائق في توسيع المعرفة عن مدي حركة تلك الكائنات وطريقة عيشها وتكاثرها. ونصب العلماء جهاز إرسال هوائي ضخم بين الأشجار الباسقة في هذه الجزيرة للتواصل مع هذه الضفادع.
وأظهرت أولى الإشارات المرسلة من هذه الرقائق أن ضفدعاً من ضفادع نهر بورنيو لابد وأن يكون قريباً من المكان المحدد. بيد أن الإشارة لا تعني بالضرورة أن الضفدع المعني لا يزال على قيد الحياة، فالشريحة الالكترونية تظل ترسل إشارات حتى وإن ابتلع ثعبان الضفدعة التي زرعت فيها.
وخبير الضفادع الألماني ليس قلقا من حقيقة أن غابات بورنيو موطنا لبعض أخطر الثعابين على الإطلاق، حيث يقول: " كل ما عليك هو أن تحافظ على مسافة ما بعيداً عنها" للحفاظ على السلامة. إلا أن الخطر الكبير الذي يهدد حياة الباحثين في هذه الغابة المطيرة هو التساقط المفاجئ و المستمر للأشجار الكبيرة .
نقيق الضفادع لجذب الإناث
و استنادا إلى المعلومات المرسلة من الشريحة الالكترونية المزروعة في إحدى الضفادع والتي تلقاها الباحثون عن طريق الهوائي، اقترب جرافي إلى المكان المحدد الكترونيا، و تم العثور على الضفدع مختفياً تحت الأوراق المتساقطة وتمكن الحيوان الصغير لحسن الحظ من الهرب قبل أن يكون وليمة للثعبان على العشاء.
ومن جانبه، استطاع جرافي تحديد الموقع عن طريق واحدة من وحدات التصوير عن طريق الأقمار الصناعية وستتولي المعلومات التي ستدخل إلى برنامجه الكمبيوتري من رسم حركات الضفدع.
وبدت الأصوات التي تصدرها الضفادع في بورنيو بلا نهاية، فقد تبين أن نوع صغير يجلس على غصن بجوار بركة هو ضفدع " فوت فلاجنج ". وقد طور الذكر منه طريقة خاصة لاجتذاب الإناث عن طريق ضوضاء المياه الجارية، فهو يحرك ساقيه التي تنسج شباكا أبيضاً لامعاً بطريقة تلفت الانتباه لدى الإناث من بني جنسه. واكتشف جرافي أيضا أنه في كثير من الأنواع أن الذكور وحدها هي التي تتعرض للهجوم من الحشرات مصاصة الدماء التي يجتذبها نقيق الضفادع.
(ي ب/ د ب ا)
مراجعة: سمر كرم