عارضات الأزياء.. بين حلم الأمومة وإكراهات العمل
١٤ مايو ٢٠١٣عارضة الأزياء الألمانية البرازيلية جيزيل بوندشن حامل للمرة الثالثة، على شاطئ ميامي تستلقي العارضة وهي تستعرض بطنها الدائرية الشكل والبرونزية اللون أمام عدسات المصورين. "جيزيل تتمتع بأواخر أيام الحمل" هكذا كتبت صحيفة "كاراس" البرازيلية في السنة الماضية. معلقة على الحمل الثاني لعارضة الأزياء جيزيل بوندشن زوجة نجم كرة القدم الأمريكي توم برادي.
حامل؟ ولما لا، فقد سبق لعارضة الأزياء الألمانية-البرازيلية الإنجاب من قبل وهي أم لطفلين. طفلتها الأخيرة فيفيان ولدت في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. تنتمي جيزيل بوندشن إلى جيل جديد من عارضات الأزياء، يسعى إلى المزواجة بين العمل وبين بناء أسرة، وعدم التنازل عن أي من الدورين لمصلحة الأخر.
في البرازيل لا يبدو ذلك مستحيلا على ما يبدو، تقول ديفا سانتوس مديرة وكالة "ميغا موديلوس" لعرض الأزياء:"لا يهم الزبون إن كانت العارضة أماً أم لا، المهم أن تقوم بعملها باحترافية." لكن هناك هُوة بين النظرية والتطبيق، حيث تتابع سانتوس قائلة:"نموذج العارضة غير المرتبطة، والتي ليس لها عائلة، يكون عاملا مساعدا، لأن وجود الأطفال قد يؤدي أحيانا إلى إنهاء أو إيقاف مسيرتها المهنية."
عارضات أزياء يكسرن القاعدة
في عالم الموضة والأضواء، يعتبر وجود الأطفال في حياة عارضة الأزياء أمرا نادرا. لكن هناك عارضات يشكلن الاستثناء الذي يكسر القاعدة: جيزيل بوندشن، وهايدي كلوم، وأدريانا ليما، وكلاوديا شيفر. لكن في عالم الموضة يبقى التوفيق بين دور الأم ودور عارضة الأزياء امتيازا.
هذا الامتياز استطاعت عارضة الأزياء الألمانية إليشيبا فيلدا أن تحصل عليه. على صفحتها الرسمية في الانترنيت تتحدث عارضة الأزياء الألمانية عن تجربتها أثناء الحمل وعن حياتها مع" رضيعها الجميل ليون تيغران إيمانويل فيلدا". وفي حديث لها مع دويتشه فيله تقول:" في الأشهر الثلاثة والأربعة الأولى وخاصة في فترة الرضاعة كان الأمر صعبا شيئا ما". ولكن وبالرغم من تلك السعادة التي غمرت إليشيبا فيلدا إلا أن الأمر لم يخلو من بعض السلبيات، حيث تقول:"لقد فقدت كذلك فرصا للعمل، ففي التظاهرات الكبرى التي تحتاج إلى من يُقدمها لا يمكن لي أخذ ابني معي."
حلم قابل للتحقق
في البرازيل تتمتع عارضات الأزياء بوضع اعتباري يُمكّنهن من الأمومة، فعارضات أزياء كثيرات استطعن التوفيق بين حياتهن المهنية وحياتهن الأسرية كجيزيل بوندشن، وزميلاتها أدريانا ليما، وأليساندرا أمبروزيو ، وشيرلي مالمان. وهو حلم يراود ملايين الفتيات اللواتي يرغبن أيضا في التوفيق ما بين عرض الأزياء وتربية الأطفال.
"أن تكوني عارضة أزياء غير معروفة وأن تصبحي أما هو بلا شك أمر صعب، لكنه ليس مستحيلا"، كما تعتقد مديرة لوكالة عرض أزياء في البرازيل مونيكا مونتيرو، وهي التي اكتشفت قبل عشرين سنة عارضة الأزياء المعروفة اليوم جيزيل بوندشن.
فمن سنة 1994 إلى سنة 2005 كانت مونيكا من خلال وكالتها" مونيكا مونتيرو" متخصصة في عارضات الأزياء البرازيليات الألمانيات. تقول مونيكا مونتيرو انطلاقا من تجربتها:" أحيانا يعطي الأطفال للأم قوة خاصة، فمثلا قد يدفعها وجود طفل إلى كسب المزيد من المال، خاصة إن كانت وحدها المسؤولة عن تربية طفل."
الأمومة أولا
واحدة من عارضات الأزياء اللواتي أعطاهن أطفالهن دفعة قوية، هي عارضة الأزياء البرازيلية لايس ريبيرو، فعندما ظهرت في عرض الأزياء الشهير"فيكتوريا سكريت" سنة 2010 كان لديها مسبقا طفل يبلغ من العمر سنة ونصف. تقول مونيكا مونتيرو:"عندما تحصل فتاة على فرصة عرض الأزياء فينبغي لها ترك طفلها لدى والديها."
تعتبر مهنة عرض الأزياء في البرازيل نوعا من الارتقاء الاجتماعي وتشرح مونتيرو:"إن حلم عرض الأزياء لدى الفتيات يقابله لدى الشبان حلم أن يصيروا نجوم كرة القدم." لكن الخوف من فقدان الجسم الرشيق عند الإنجاب ليس هو وحده ما يخيف عارضات الأزياء، وإنما الخوف من عدم إيجاد من يرعى الأطفال.
في البرازيل حلم الجسم الرشيق لا يراود فقط عارضات الأزياء وإنما كل الفتيات وتقول منتيرو:" أغلب البرازيليات، اللواتي ينجبن، يعملن المستحيل لاستعادة أجسامهن الجميلة." وتضيف:" سواء أكانت عارضة أزياء أو لا، كلهن يردن الجسم المثالي."
شركة الملابس السويدية (H&M) قامت باختيار جيزيل بوندشت لتكون الوجه الدعائي الجديد لماركة الملابس الشهيرة لموسم الخريف القادم. وقد سبق أن تم اختيارها في سنة 2011 كوجه دعائي لنفس الشركة. عارضة الأزياء فخورة بانجازاتها المهنية وبانجازاتها كأم أيضا.