طبيب من عفرين يكشف لـ DW معاناة المدنيين
٢ مارس ٢٠١٨قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة مساعدات تحمل إمدادات إنسانية لنحو 50 ألف نازح وصلت إلى منطقة عفرين في شمال غربي سوريا التي تتعرض لهجوم من تركيا وحلفائها من المجموعات المسلحة في المعارضة السورية. وقالت اللجنة في بيان إن الموقف مثير للقلق في عفرين ومناطق أخرى على الحدود السورية التركية حيث يعيش معظم السكان في ظروف "عصيبة".
وأوضحت أن القافلة التي تضم 29 شاحنة تنقل 430 طنا من المواد الغذائية وضرورات الحياة اليومية ومواد لتطهير المياه وإمدادات طبية. ووصفت تقارير تحدثت عن تعرض القافلة للهجوم خلال رحلتها بأنها غير صحيحة.
وحول الوضع الصحي في عفرين قال بيان الصليب الأحمر الدولي إن "أربعة مستشفيات فقط تعمل بالمنطقة. العمل يفوق طاقة الأطقم الطبية الذين يكافحون للتكيف مع العدد الكبير من الضحايا" المدنيين الذين قدر عددهم الطبيب محمد عبدو من عفرين بـ "أكثر من 200 قتيل وألف جريح".
وفي تصريحاته لـ DW عربية قال الطبيب عبدو إنه شارك في معالجة مدنيين "اصيبوا بغاز الكلور الذي يعتقد أن تركيا قد استخدمته في أحد هجماتها قرب قرية أرندة على بعد نحو 2 كيلومتر حيث أصيب 6 مدنيين" وبسؤاله كيف عرفوا أن تلك الإصابة ناتجة عن استخدام الكلور، قال إنه وأطباء آخرين استدلوا على ذلك من خلال "الأعراض التي ظهرت على المصابين من غثيان وأعراض اختناق وحكة جلدية، بالإضافة إلى الرائحة التي وصفها المصابون".
في حين نفى الجيش التركي اتهامات جماعات كردية له باستخدامه غاز الكلور في هجومه على عفرين.
ومن جهته كان المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفن دي مستورا قد علق على التقارير الواردة من عفرين بشأن استخدام غاز الكلور، قائلا إنه لم يتم تأكيدها من مصادر مستقلة.
وأكد بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أن هناك تقارير تفيد بأن بعض الناس الذين يحتاجون إلى رعاية طبية ما زالوا محاصرين في عفرين. وقالت يولاندا جاكمت المتحدثة باسم اللجنة إن هذه هي المرة الأولى هذا العام التي تحصل فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري على موافقة جميع أطراف الصراع في المنطقة على دخول قافلة مساعدات.
وقالت إن اللجنة تشعر بالقلق من اقتراب الاشتباكات بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب الكردية من سد (ميدانكي) ومنشأة لمعالجة المياه لهما أهمية قصوى في توفير المياه للناس في المنطقة. وتعليقا على قرب المعارك من السد ومنشأة معالجة المياه قالت جاكمت "إذا لحقت بهما أضرار فسيحرم ذلك ما لا يقل عن 200 ألف شخص من المياه".
نزوح عشرات الآلاف
ومنذ هجوم الجيش التركي وحلفائه من فصائل المعارضة السورية في العشرين كانون الثاني/ يناير الماضي على عفرين، نزح سكان عشرات القرى هربا من الغارات الجوية والقصف العشوائي العنيف. وفي هذا السياق أكد لـ DW عربية الطبيب محمد عبدو أن "سكان حوالي 50 قرية ومراكز 4 نواحي (أقضية) والبالغ عددهم نحو 100 ألف نسمة قد نزحوا إلى مدينة عفرين التي باتت تعاني من اكتظاظ سكاني شديد وضغط كبير على البينة التحتية الضعيفة أصلا" وفي إشارة إلى سوء وضع هؤلاء النازحين قال إن كثيرين منهم يقيمون "في محلات وأقبية غير صالحة للسكن أو في منازل لم ينته بناؤها بعد بلا أبواب وبلا نوافذ في ظل هذا البرد الشديد".
ومن جانبها قالت جاكمت إن من المعتقد أن 30 في المئة من سكان منطقة عفرين نزحوا عن ديارهم لكنها أكدت أنها لا تملك أرقاما أخرى. وأضافت "الأغلبية تعيش في أوضاع مزرية حيث تستضيفهم تجمعات سكنية ومراكز جماعية. الاشتباكات المتواصلة أرغمت آلافا غيرهم على الفرار. وما نفعله الآن هو تلبية أمسَّ الاحتياجات لأشد الناس عرضة للخطر".