صواريخ حماس .. سلاح مقاومة أم مغامرة غير محسوبة؟
١٤ يوليو ٢٠١٤بعد الحربين الداميتين عامي 2008 و2012 اندلعت المواجهة مرة أخرى بين العدوين اللدودين ذهب ضحيتها أكثر من 170 قتيلا فلسطينيا إضافة إلى ما لا يقل عن 1100 جريح حسب حصيلة قابلة للارتفاع. ولكن متى اندلعت شرارة انفجار العنف الحالي؟
هل جرى ذلك باختطاف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في الضفة الغربية والذي نسبت إسرائيل مسؤوليته لحماس دون أن تقدم لحد الآن دليلا على ذلك، أم أن انفجار بركان العنف يعود لاختطاف وقتل فتى فلسطيني من قبل متطرفين يهود؟
تتعدد الإجابات على هذا السؤال حسب موقف كل طرف. بدأت حماس بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، فاضطرت الأخيرة للدفاع عن نفسها حسب شاوول شاي الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأمنية.
"شكل جديد للمقاومة"
رانية ماضي من منظمة "بديل" الفلسطينية التي تعني بحقوق الإنسان تنظر إلى الأمر بشكل مغاير، وتعتبر صواريخ حماس رد فعل على الحملة الإسرائيلية التي صاحبت اختطاف وقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة، وهي ترى أن الرد الإسرائيلي لم يكن مناسبا، ذلك أن الجيش الإسرائيلي اعتقل المئات من الأبرياء، كما دمر منازل اثنين من أعضاء حماس دون تقديم دليل على تورطهما في ما جرى، وما زاد الطين بلة هو أن السلطة الفلسطينية لم تقم بأي شيء لمنع الأمر.
كل هذا أجج غضب الناس ودفعهم لتأييد إطلاق الصواريخ من غزة، وهذا ما يمكن قراءته لدى الفلسطينيين في الشبكات الاجتماعية حسب رانيا القاضي. "غالبيتهم يساريون، وهم لا يساندون حماس ولكنهم يؤيدون المقاومة".
ظروف عيش قاسية
وجهة النظر الإسرائيلية ، ترى أن حماس هي المسؤولة عن التصعيد، وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حماس تتحمل وحدها وبالكامل مسؤولية سقوط الضحايا المدنيين في قطاع غزة، مؤكدا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ التي تطلقها الحركة، مشدد اعلى ان حماس هي المسؤولة الوحيدة عن سقوط جميع الضحايا المدنيين في غزة لانها تضع صواريخها وقواعد التحكم بهذه الصواريخ "داخل منازل ومستشفيات وقرب مساجد".
لكن سكان غزة لهم رأي ينبع من عذاب المدينة المختنقة بين قيادة حماس وبين رد الفعل الإسرائيلي . أسامة عنتر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، أكد من جديد أن ظروف العيش في القطاع قاسية جدا وأن الناس يعاملون كالحيوانات حسب وصفه . "لا أحد يمكنه القبول العيش تحت ظروف مماثلة". فيما ترى رانية قاضي أن المقاومة في هذه الحالة مشروعة، لأن غزة من وجهة نظر القانون الدولي لا تزال تخضع للسيطرة الإسرائيلية. "ليس للسكان منفذ للبحر أو في الجو. ويتعذر عليهم مغادرة غزة (...) الحدود تخضع للسيطرة الإسرائيلية، وبالتالي فإن غزة تعتبر أرضا محتلة".
"العين بالعين"
ويعارض كل من ماضي وعنتر الرأي القائل بأن حماس تطلق الصواريخ على غزة من أجل تحقيق مكاسب سياسية، فالكفاح ضد إسرائيل ( حسب رأيهما) لا يقتصر على حماس وإنما يشمل الكثير من التنظيمات الأخرى بمن فيها التنظيمات العلمانية. "الكل يرى في الصواريخ أداة للمقاومة" يقول أسامة عنتر مضيفا "طالما نعيش تحت القصف، فعلى الآخرين أن يعيشوا ذلك أيضا، كل الفلسطينيين متفقون على ذلك".
ويتفق كل من ماضي وعنتر على أنه من الأجدر وضع حد لهذه الحرب في أقرب وقت والبحث عن حل سياسي، إلا أن هذا الخيار مستبعد في الوقت الراهن، والسبب حسب عنتر هو كون السلطة الفلسطينية تفتقد لسياسة حازمة اتجاه إسرائيل. ويتمنى مبادرات جديدة على المستوى الدولي، وبالخصوص العمل على حصول الفلسطينيين على عضوية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لأنّ من شأن ذلك وضع إسرائيل تحت الضغط حسب أسامة عنتر.