صخور روغِن الطباشيرية: منطقة سياحية تجمع بين التاريخ والحداثة
١٦ يوليو ٢٠٠٦في أقصى الشمال الشرقي الألماني وبالتحديد في جزيرة "روغِن" تمتد صخور طباشيرية يبلغ طولها أكثر من 15 كم وتعتبر من أكثر المناطق الألمانية اجتذابا للسياح وجزءا من المحمية الطبيعية "يازموند". ولا تقتصر أهمية المحمية الطبيعية التي تأسست في عام 1990 على وجود الصخور الطباشيرية، بل أيضا على وجود المروج والمستنقعات والغابات. وتعتبر كتلة الصخور الطباشيرية المسماة بـ "كرسي الملك" ويبلغ امتدادها 118 مترا أضخم هذه الصخور وأكثرها اجتذابا للزوار من ألمانيا وخارجها. وسابقا، كان السياح يتوافدون على هذه المنطقة مستقلين الحافلات للتمتع بمناظر هذه الصخور الجميلة. وقبل سنتين، تم افتتاح مركز معلومات للسياح مجهز بأحدث التقنيات من أجل مساعدة الزوار على الحصول على المعلومات اللازمة عن هذه المنطقة الخلابة.
مركز معلومات حديث
وأكبر دليل على فرادة هذه المنطقة وجمالها هي اللوحة التي رسمها الفنان الألماني الشهير كايزر دافيد فريدريش وتحمل الاسم ذاته "الصخور الطباشيرية". وفي المنطقة التي زارها الرسام الألماني فريدريش في القرن التاسع عشر، تم تأسيس أحد أحدث مراكز المعلومات في ألمانيا من أجل إطلاع المهتمين على تاريخ هذه المنطقة وعلى الصخور الطباشيرية التي تعتبر من أكثر المعالم السياحية جمالا. ومن خلال المعلومات التي يقدمها المركز، يمكن إلقاء نظرة أولية عن تاريخ جزيرة "روغِن" وعلى عوالم الحيوانات والنباتات فيها. وفي معرض صور، يتعرف الزوار على تاريخ الصخور الطباشيرية وعلى الحيوانات البحرية في الجزيرة وعلى طرق حماية الغابات المنتشرة فيها. وقالت سوزاته شيمكه، المتحدثة الصحفية في مركز المعلومات لدويتشه فيله إن المعرض الذي تبلغ مساحته 2000 متر مربع يتميز بالتنوع. وشرحت شيمكه لنا طريقة التعرف على الجزيرة من خلال المعرض بالقول إن كل زائر يمكنه في برنامج عرض متخصص اختيار الرحلة التي يريد القيام بها. فعلي سبيل المثال ـ تضيف المتحدثة الصحفية ـ يستطيع زائر اختيار رحلة رومانسية، في حين يستطيع آخر اختيار رحلة مغامرة أو رحلة عائلية.
لوحة فريدريش "الصخور الطباشيرية"
ومن خلال إضافة ملامح طبيعية على المعرض، يمكن للزائر الاقتراب أكثر من هذه المنطقة ومناظرها الخلابة. وعن لوحة الفنان فريدريش قالت المرشدة السياحية سوزانه فالدمان لدويشته فيله إن لوحة الفنان فريدريش "الصخور الطباشيرية" لم ترسم كما يعتقد الجميع في منطقة "كرسي الملك" أشهر الصخور، بل في المنطقة التي تقع غربها. وتضيف فالدمان أن شكل الصخور الموجودة في لوحة فريدريش يختلف عن شكلها في الوقت الحاضر، عازيةً ذلك إلى التغييرات التي شهدتها تركيبتها.
من أين جاء اسم " كرسي الملك"؟
ويبلغ ارتفاع أشهر الصخور الطباشيرية "كرسي الملك" 118 مترا ولا أحد يعرف من أين جاء هذا الاسم. ففي حين يقول البعض إن ضريح أحد الملوك مدفون في الجزء السفلي للصخور، يقول البعض الآخر إن ملك سويدي راقب من هذه الصخور معركة وقعت في عام 1715 بين جيوش بلاده والجيوش الدنمركية. وأول بناء شيد فوق هذه الصخور كان بيتا أمر ببنائه الملك البروسي فريدريش فيلهيلم الرابع، وذلك في عام 1893. وفي عام 1945، أي أثناء الحرب العالمية الثانية، تم استخدام هذا البناء كمستشفى عسكري وبعد الحرب استخدمته حكومة ألمانيا الديمقراطية (الشرقية سابقا) لأغراض عسكرية. ووصفت لنا فالدمان الحالة التي كان فيها هذا البناء قبل تحويله إلى منطقة سياحية بالقول إن أرضيته كانت مسدودة بطبقات إسمنتية وإن صارية مراقبة كانت مبنية على شرفة البناء. وقالت أيضا إن الملاجئ ما زالت موجودة. وختمت المرشدة بالقول إن حكومة ألمانيا الديمقراطية قررت في عام 1990 تحويل هذه المنطقة إلى محمية طبيعية من أجل اجتذاب السياح إلى هذه المنطقة وإن عدد الزوار ازداد منذ هذا العام بشكل ملحوظ.