صحف: لا يمكن إجراء انتخابات في سوريا ونيران الحرب مستعرة
٦ مايو ٢٠١٤أعلنت المحكمة الدستورية العليا في سوريا الأحد (الرابع من مايو/ أيار 2014) قبول طلبات ثلاثة مرشحين إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل، من بينها، وكما كان متوقعا، طلب ترشيح الرئيس السوري بشار الأسد. وكان باب الترشح إلى الانتخابات الرئاسية قد أقفل على 24 طلبا، كان أبرزها للرئيس بشار الأسد الذي يتوقع أن يبقى في منصبه في انتخابات وصفها الغرب والمعارضة السورية بـ "المهزلة".
وعادت الصحف الأوروبية للاهتمام بهذه الانتخابات وبالتطورات في سوريا بشكل عام، بعدما اتضح رسميا أن الأسد سيخوضها في مواجهة مرشحين اثنين آخرين. ورأت بعض التعليقات أن نتيجة هذه الانتخابات محسومة سلفا، فيما خلصت أخرى إلى استحالة أخذ نتائجها محمل الجد في ظل الوضع السوري الحالي.
وفي تعليق بعنوان "بروباغندا ناجحة"، رأت صحيفة "دي تاغستسايتونغ" الألمانية أن الفائز في هذه الانتخابات لن يكون إلا الأسد، منتقدة ما وصفته تجاهل الإعلام حقيقة استحالة إجراء انتخابات في ظل استمرار الحرب، وكتبت تقول: "صحيح أن الفائز في الانتخابات معروف مسبقا. لكن سيتم تبرير فوزه بشكل غير مباشر بوجود منافسين له. سيفوز الأسد بالانتخابات لأن هذه الانتخابات لا يمكن اعتبارها انتخابات، والمرشحون ضده لا يمكن اعتبارهم خصوما".
وتابعت الصحيفة: "مائة وخمسون ألف شخص قتلوا، وتسعة ملايين شردوا. كلهم لن يصوتوا في انتخابات الثالث من يونيو/ حزيران. وكثيرون غيرهم لن يشاركوا أيضا فيها لأن قنابل الأسد تسقط كل يوم. ولأن الوضع خطير جدا، لم يعد للصحفيين الأجانب وجود في سوريا شأنهم في ذلك شأن المراقبين. فما العمل إذن؟ سيتم إعلان النتيجة المحددة سلفا من قبل وزارة البروباغاندا في دمشق". واختتمت الصحيفة موجهة كلامها إلى وسائل الإعلام متسائلة: "لا يمكن إجراء انتخابات والحرب جارية. الحرب والانتخابات شيئان متناقضان لا يمكن الجمع بينهما، فلماذا تتجاهل وكالات الأنباء هذه الحقيقة البديهية؟".
واختارت صحيفة بوليتيكن الدنماركية هي الأخرى التعليق على الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، وكتبت في تعليقها:
"انتخابات! هذه كلمة تحمل في طياتها معاني النزاهة والمصالحة والحداثة. بيد أن الأسد، الدكتاتور الذي يحكم منذ سنوات طويلة والملطخة يداه بالدماء، أقصى منتقديه الحقيقيين ومنافسيه المحتملين للتقدم ضده من خلال وضع شروط تحول دون ترشحهم، من جهة. ومن جهة أخرى، فإن سوريا في وضع متفكك (...). يستحيل إجراء انتخابات ديمقراطية في حين أن نيران الحرب لا تزال مستعرة".
وذهبت صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية في الاتجاه نفسه، حيث كتبت تقول:
"في ظل الحرب الأهلية ووجود ملايين اللاجئين في الداخل والخارج، فإن الانتخابات ولو كانت من الناحية الشكلية شبه عادية، فإنها تبقى غير ممكنة ونتيجتها غير مهمة". لتخلص الصحيفة إلى القول: "لا النجاحات العسكرية ولا النجاحات الانتخابية بإمكانها وقف هذه الحرب الأهلية".
وعن انسحاب مقاتلي المعارضة من مدينة حمص القديمة علقت الصحيفة الألمانية قائلة: "عسكريا، استرجع النظام (السوري) سيطرته الميدانية، ويبدو أنها مسألة وقت حتى يتم طرد المتمردين من جميع المواقع الإستراتيجية. الديكتاتور متأكد من نفسه لدرجة أنه قام بتحديد موعد الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو/ حزيران القادم".
أما صحيفة "كوريرا دي لا سيرا" اليمينية الليبرالية الإيطالية التي تصدر من ميلان، فترى أن أوروبا والغرب بشكل عام تخلى عن الحركات الديمقراطية القليلة في الدول المتاخمة للقارة العجوز. وخصت الصحيفة بالذكر تخلي الغرب عن تسليح المعارضة السورية المعتدلة. وكتبت تقول:
"المعارضة الديمقراطية غير الإرهابية في سوريا مثلا ليس لديها سلاح ولا صوت ولا دعم في قلب مراكز الحكم الأوروبية والغربية. أوروبا تظهر عدم جدواها وعدم أهميتها تجاه المناطق المتاخمة لها، كما هو حال موقفها بالمناسبة من أوكرانيا".