صحف عالمية.. تركيا تحركت بعد الضغوط الدولية
٢٤ يوليو ٢٠١٥دخول تركيا في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" من خلال القتال المباشر معها على الحدود السورية التركية، ومنح الضوء الأخضر للطائرات الحربية الأمريكية باستخدام قاعدتين جويتين تركيتين لقصف التنظيم الإرهابي في سوريا، اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية "نهاية التردد التركي بلعب دور أكبر لوقف توسع "الدولة الإسلامية" في الشرق الأوسط". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن "تنفيذ ضربات على مواقع التنظيم الإرهابي انطلاقا من تركيا سيكون أكثر نجاعة بسبب قربها من مواقع التنظيم، وهو ما سيتيح توجيه ضربات قوية ومتكررة للإرهابيين وارسال بعثات مراقبة إلى عين المكان".
تدخل تركيا جاء بعد ضغوط دولية
غير أن تحرك حكومة أنقرة لم يأت ـ حسب صحيفة "تلغراف" الهولندية ـ إلا بعد الضغوط الدولية الممارسة عليها. ومباشرة بعد تلك الضغوط "بدأت أنقرة في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية"، كما تم تشديد المراقبة على الحدود مع سوريا". وكانت النتيجة "إلقاء القبض على 500 شخص من المشتبه بهم بالانتماء إلى التنظيم الإرهابي في الأسابيع الأخيرة".
وبما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يعد يجد أي حرج في القيام بهجمات دامية داخل تركيا، فإن صحيفة "تلغراف" تعتبر ذلك سببا يفرض على أنقرة "تكثيف جهودها ضد هذا التنظيم الإرهابي". وتضيف أن حكومة أنقرة يمكن أن تذهب أبعد من ذلك في حربها ضد التنظيم الإرهابي، من خلال "الموافقة لحلفائها في حلف شمال الأطلسي باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية العسكرية لتنفيذ غارات على التنظيم الإرهابي".
حزب العدالة والتنمية في قفص الاتهام
حمّل العديد من الأتراك حكومة بلادهم نصيبا من المسؤولية في الهجوم الانتحاري الذي وقع في مدينة سروج. في هذا الصدد كتبت صحيفة "حريت" التركية الليبيرالية: "بعد الهجوم الانتحاري في مدينة سروج احتج المئات في تركيا ضد حكومة حزب العدالة والتنمية وحملوها جزءاً من المسؤولية في دعم حكومة بلادهم لميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي".
فالهدف الذي كانت أنقرة تتوخاه من وراء تلك الإستراتيجية هو "التعجيل بسقوط نظام الأسد" حسب "حريت"، التي أضافت أن تلك الأخطاء الاستراتيجية لحكومة تركيا ليست بالجديدة. ويشرح كاتب المقال موقفه قائلا: "في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي دعمت الولايات المتحدة وباكستان والمملكة العربية السعودية مجاهدي حركة طالبان لتقويض الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. وقد نجحوا إلى حد ما، لكن طالبان والقاعدة وأحداث سبتمبر/ أيلول 2001، كلها نتائج تلك الحقبة".
وتطالب صحيفة "حريت" حزب العدالة والتنمية الحاكم بالتوقف عن مواصلة نشر إيديولوجيتهم الإسلامية. "بالنسبة لحزب العدالة والتنمية وحلفائه، فقد حان الوقت ليس فقط للتعامل بحزم مع التهديدات الحقيقية والمباشرة للبلاد، ولكن أيضا لوقف أنشطتهم السياسية، التي يحاولون من خلالها نشر نظرتهم الإيديولوجية الإسلامية ذات التوجه العالمي".
نهاية التصالح التركي الكردي؟
رغم أن تركيا بدأت في إرسال طائرات حربية إلى المنطقة الحدودية السورية لقصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن ذلك لن يساهم بالضرورة في تسوية الخلافات التركية الكردية. في هذا الصدد كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية: "عملية السلام بين حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وبين الأكراد لم تكن تحظى بثقة متبادلة، بل كانت عملية سلام هش منذ البداية. فعلى الرغم من وقف إطلاق النار الساري منذ عام 2014، كانت هناك مناوشات بين المجموعات الانفصالية التابعة لحزب العمال الكردستاني وبين قوات الأمن التركية، ما أدى إلى وقف محادثات السلام بين الطرفين. لكن لا تزال هناك رغبة بعدم وقفها بصفة نهائية". وتتساءل الصحيفة عما إذا كانت هذه الرغبة "لا تزال قائمة بعد الهجوم الذي حدث في سروج ؟".
وترى الصحيفة الألمانية أن "الحكومة التركية ليس لديها إرادة لتفعيل تلك الرغبة". أما السبب ـ حسب الصحيفة ـ فهو: "غياب أي شكل من أشكال التضامن مع الأكراد، إذ لم تنكّس الأعلام ترحما لأرواح الضحايا الذين كان معظمهم من النشطاء الموالين للأكراد".