صحف ألمانية: هدم بيوت أسر الانتحاريين يزيد من الكراهية
١٩ نوفمبر ٢٠١٤تصدر الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة بعد الهجوم على كنيس يهودي في القدس، اهتمام الصحف الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء (19 نوفمبر/ تشرين الثاني) والتي أعربت عن مخاوفها من اندلاع أزمة جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين.
ففي سياق متصل علقت صحيفة "دي فيلت" على تصاعد التوتر في الشرق الأوسط وتساءلت عما إذا كان الاتحاد الأوروبي قادرا على التهدئة، والجواب كان واضحا، حيث كتبت معلقة:
"منذ سنوات ووزراء خارجية الدول الأوروبية يأملون في أن يغطوا على ضعف دورهم في الشرق الأوسط من خلال إجراء زيارات مستمرة إلى المنطقة. وفي الواقع، فهم يعلمون كل العلم بأنه ليس بإمكانهم أن يغيروا شيئا على الإطلاق هناك (...) وعلى المدى القريب لن يكن هناك أي سلام. والمسؤولية هنا لا تقع على الجانب الإسرائيلي فقط ولا على الفلسطينيين لوحدهم، وإنما على الجانبين. ذلك أن الإسرائيليين والفلسطينيين ليسوا مهتمين في الوقت الحاضر بالسلام".
من جهتها، علقت صحيفة فرانكفورته ألغيماينه قائلة:
"يبدو أن إمكانيات التأثير من الخارج للدفع نحو تغيير الأوضاع في الوقت الراهن قليلة. ومحاولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتخفيف حدة المواقف المتصلبة منيت جميعها بالفشل (...) على كل حال، يبدو أن أطراف الصراع تفضل انتظار من سيخلف أوباما.
وفي أوروبا يدور النقاش في عدد متزايد من الدول حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على الرغم من أنه في غاية الغموض ما إذا كان ذلك سيعود بالنفع على الفلسطينيين. ذلك أنه لا يمكن إجبار الإسرائيليين على حل الدولتين، كما أنه وبالاعتراف بالدولة الفلسطينية سيفقد المرء ورقة ضغط على الفلسطينيين".
أما صحيفة "تاغيز شبيغل" فانتقدت حركة حماس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إذ كتبت تقول:
"ماذا تفعل حركة حماس؟ إنها تصف الانتحاريين بالأبطال – ياله من مدح مثير للاشمئزاز لقتلة! إنه يستحقون شيئا واحدا: ألا وهو الاحتقار (...) بيد أن الغضب والسخط واليأس لا يجب ولا يجدر استخدامهم كحجج لأعمال قتل وحشية (...) إسرائيل سترد بيد حديدية على الهجوم في القدس. هذا ما أعلنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. أما وزير الأمن الداخلي (الإسرائيلي) فيريد تخفيف القيود على حمل السلاح "للدفاع عن النفس". وكأن بذلك الإجراء سيصبح العالم اليهودي أكثر أمنا. ولكن: في كل مكان يطغى فيه العنف، فإن زيادة التسلح لا يمكن أن تؤدي إلا إلى العكس من التهدئة."
وحول الوضع في القدس كتبت صحيفة " شتوتغارتير تسايتونغ" معلقة:
"الهجوم على الكنيس اليهودي في القدس يظهر بأن المنظمات المتطرفة تلعب بالنار (...) بيد أن هناك في القدس الكثير من بؤر توتر محتملة نيرانها مشتعلة تحت الرماد. ومن بين هذه البؤر قضية بناء المستوطنات في القدس الشرقية بالإضافة إلى الفوارق الاجتماعية الكبيرة بين أحياء القدس اليهودية والأحياء العربية في المدينة. وطالما أن نتيناهو في الحكم، فلا يمكن انتظار أي انفراج للأزمة."
فيما حذرت صحيفة " دير شبيغل" في نسختها الالكترونية من تصاعد التوتر في القدس قائلة:
"إسرائيل تريد معاقبة عائلات الانتحاريين من خلال هدم منازلهم. لكن عمليات الهدم لا يمكنها إلا أن تزيد من حدة الكراهية".