صحف ألمانية: سياسة السيسي الحديدية ضد الإرهاب فاشلة
٢٧ نوفمبر ٢٠١٧صحيفة "دي فيلت" المحافظة كتبت تقول:
"تسلسل الهجمات الإرهابية في مصر يسير دوماً وفق نفس السيناريو: اعتداء إسلاموي، بكاء ونحيب، ومن ثم حملة ثأر عسكرية. وما يتغير هي فقط أعداد الضحايا، لكن الديناميكية تبقى كما هي. ولذا فإنه حان الوقت أن يفكر الممسك بزمام السلطة في مصر، عبد الفتاح السيسي، باستراتيجية جديدة لا تخدم في نتيجتها مآرب الإرهابيين. سياسة السيسي في الضرب بيد من حديد حققت إلى حد الآن ما يلي: مقاتلاته هاجمت مواقع تنظيم داعش في سيناء ودمرت أيضا الشيء القليل من البنى التحتية التي تميز شبه الجزيرة عن الصحراء الجرداء. هذا ناهيك عن الضحايا بين السكان المدنيين الذين لا يبالي بهم الجهاز العسكري التابع للسيسي. وعلى هذا النحو يتم إلقاء والدفع بالشعب المقهور إلى أحضان الإسلامويين. بهذه الطريقة يكون بإمكان الإسلامويين التركيز على القتل عوضاً عن التجنيد. وعلى هذا الأساس يجب أن تركز استراتيجية ناجحة لمكافحة الإرهاب في مصر على سحب الدعم المحلي لداعش إذا أرادت اختراق تلك الديناميكية. (....) ما يوفر ترية خصبة للإرهاب في سيناء ليس إيديولوجية كارهة للبشر، بل البطالة والأمية والفشل في تقديم خدمات الرعاية الصحية".
صحيفة "لاندس تسايتونغ" المحلية في مدينة لونيبورغ اعتبرت أنه يجب التصدي لأسباب الإرهاب:
"المذبحة المروعة بحق مؤمنين في مصر تؤكد مرة أخرى أن الإعلان عن النصر على تنظيم الدولة 'الإسلامية' كان متسرعاً. مع القضاء على تنظيم داعش يبحث التعطش إلى القتل عن ضحايا جدد ـ في أوروبا، ولكن أيضاً في دول بها حكم سيء مثل مصر. ورغم أن البلد الواقع في شمال إفريقيا مايزال بعد سقوط مبارك يمثل ثقلاً كبيراً في العالم العربي، لكنه يظهر في سيناء مثل دولة مترنحة. فمنذ سنوات تشن القاهرة هناك حملة ضد إسلامويين بدون أن يستخلص السيسي العبر من أخطاء الغرب في أفغانستان وسوريا وليبيا والعراق. يمكن قتل إسلامويين بالطائرات والدبابات وتدمير بناهم التحتية، لكن ذلك لن يؤدي إلى القضاء على إيديولوجيتهم وأسباب الإرهاب".
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" لاحظت في تعليقها:
"في بلاد النيل سيزداد الخوف من حدوث اعتداءات إضافية. ففي الشهور الماضية قُتل الكثيرون في اعتداءات مشابهة. وقوع قتلى يحتم على نظام الرئيس السيسي تقديم تعليلاً لما حدث ويحدث؛ فالحكام وعدوا منذ الانقلاب العسكري في 2013 بتحقيق المزيد من الأمان في البلاد وبناء على ذلك حكموا بقمع كبير. لكن حملة الاعتقالات ضد نشطاء وأعضاء الأحزاب المعارضة، العلمانية واليسارية، إضافة إلى التعديلات على القوانين كالتي أصابت المنظمات غير حكومية، حققت فقط استقرار الدكتاتورية، لكنها لم تحقق أمناً أكبر للناس. وعليه لا يجب على ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى توسيع وتوطيد التعاون الأمني مع مصر، بل التركيز أكثر على الإصلاحات السياسية والضغط على القاهرة للالتزام بمعايير دولة القانون".
أما صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" فقد ذكّرت ببدايات "الربيع العربي" في مصر، وكتبت تقول:
"عندما تحركت دبابات الجيش في الـ 28 من يناير 2011 عبر طرقات القاهرة هلل الناس. "جمعة الغضب" الشهيرة كانت يوماً للأمل. وحسب ما بدا آنذاك، وقفت القوات المسلحة إلى جانب الشعب الذي ثار ضد حسني مبارك. لكن تفاؤل ذلك اليوم قد ولى. فالجمعة الماضية التي سجلت موت مئات المصلين ما هي إلا يوم واحد من الأيام التي تسلب المصريين أملهم. فالجيش يحكم مثل ما كان عليه أيام حسني مبارك ـ فقط بقساوة أكبر وأعنف وأكثر فشلاً. الآلاف اختفوا في السجون، وفاقة الناس البسطاء تزايدت بشكل كبير. هذا في الوقت الذي يدير فيه الرئيس السيسي مشاريع ضخمة.... والجهاديون تحت راية داعش يمكن لهم زعزعة الاستقرار الهش لمصر لوقت منظور بواسطة هذا النوع من الهجمات. ويساعدهم في ذلك عجز نظام لا يعرف على ما يبدو إلا وسيلة واحدة: العنف والقمع. القاهرة تدفع شباباً يشعرون بالاغتراب إلى أيدي الجهاديين، وتجعل من كل سكان سيناء أعداء لها، أولئك الذين تحتاج قوات الأمن دعمهم في هذه الحرب. وهذه كلها شروط مُثلى ليجد نظام داعش المتهالك أرض معركته الجديدة".
ر.ز/ م.أ.م