"انقلاب" ضد ميركل بسبب اللاجئين
١٠ نوفمبر ٢٠١٥جريدة "فرايه بريسه" الصاردة في مدينة كيمنتس كتبت:
"ارتفاع عدد المهاجرين يثير قلق المواطنين الألمان، وبالتالي فإنه من الطبيعي إيجاد حلول لوقف تدفق المزيد من الوافدين. لكن الأمر لا يجب أن يتحول إلى تصفية حسابات سياسية داخلية على حساب اللاجئين".
أما جريدة "راينشه بوست" في مدينة دوسلدورف، فهي ترى أنه لا مفر من ضرورة الحد من سياسة جمع شمل الأسرة، وكتبت:
"طاقة استيعاب السلطات المحلية وصلت إلى أقصى حدودها عمليا، ولا يمكن أن تتحمل المزيد في الوقت الحالي، عبر منح اللاجئين حق جمع شمل ذويهم. ولكن كلما طال فترة بقاء اللاجئين هنا، وكلما زاد معدل الاعتراف بهم، كلما زادت الحاجة إلى ضرورة الحسم في هذا الموضوع".
لعبة سياسية قذرة ضد اللاجئين السوريين
جريدة "برلينر تسايتونغ" كان لها رأي مخالف تماما:
"اللاجئون السوريون تحديدا هم لاجئون فروا من ويلات الحرب. والآن لديهم الأمل في الاستقرار و بناء حياة جديدة في ألمانيا. أن يسرق بعض السياسيين الألمان هذا الأمل منهم، فهو قرار ليس ذكيا وليس صائبا وغير إنساني أيضا.
ردع أناس بحاجة ماسة للمساعدة بحجة أن الحكومة عاجزة عن استيعاب المزيد هو أمر سخيف، خاصة عندما تأتي هذه التصريحات من سياسيين طالما استندوا في آرائهم على أسس القيم المسيحية".
أما مجلة "شبيغل"، فترى أن القرار السياسي متناقض مع مطالب الشعب الألماني، معلقة:
"إنها لعبة سياسية قذرة حيكت على حساب آلاف العائلات التي تفرقت بعد لجوء الأبناء والآباء إلى ألمانيا. إن ما يثير فزع الألمان هو وصول الآلاف من الرجال هنا لوحدهم، وفي المقابل يسعى وزيرا المالية شوبيله والداخلية دي ميزيير إلى منعهم من لم شمل عائلاتهم. وما يثير قلق الألمان أيضا هو مشكلة إدماجهم جميعا في المجتمع، وفي المقابل يسعى كل من شويبله ودي ميزيير إلى قطع الطريق أمام إدماجهم.
إذا لم نمنح هذه العائلات حق لم الشمل بطرق شرعية، فسيبحثون بالتأكيد عن طرق غير شرعية خطيرة ومميتة. وسنرى المزيد من جثث الأطفال الملقاة على ضفة المتوسط الجنوبية. وبالتالي فإن تطبيق هذا القرار سيكون عديم الحكمة والإنسانية".
مجلة شبيغل تحلل دوافع وزيري الداخلية دي ميزير والمالية شويبله، اللذين يعتبران ناقدين لسياسة المستشارة ميركل فيما يخص سياسة اللجوء:
"كلاهما (أي دي ميزير وشويبله) لهما هدف واحد: الحد من تزايد عدد الأجانب في ألمانيا، لأن شعبية اليمين المتطرف، المعادي بدوره للأجانب، في تزايد مستمر. قيم الجمهورية الألمانية القائمة على الحرية والمساواة والأخوة أصبحت مهددة، ليس بسبب الأجانب، بل بسبب الألمان أنفسهم.
يعتقد كل من دي ميزير وشويبله أنهما يعبران عن غالبية الرأي العام الألماني، لذلك بادرا باتخاذ موقف المعارضة داخل الحكومة الألمانية. هذا السلوك يمكن أن نلخصه في كلمة واحدة: إنه انقلاب".