صحف ألمانية: النقاب رمز للاضطهاد أم حرية شخصية؟
١٨ أغسطس ٢٠١٦حول هذا الموضوع كتبت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ تعليقا قبل أيام جاهرت فيه بوضوح بوقوفها مع منع النقاب أو البرقع وتقول:
"قد يكون غطاء الرأس من جوهر العقيدة الإسلامية، ولكن حجب الجسم بشكل كامل هو عبارة عن بيان سياسي. فالنقاب المستعمل في بلدان الخليج والذي يُظهر العينين فقط هو رمز يدافع عنه المتشددون الذين يحكمون هناك حيث يترعرع التطرف. وهم يعلنون صراحة عداءهم للقيم الغربية، كما يناهضون الغالبية العظمى للمسلمين في العالم. وأصبح النقاب بالتالي معيارا للتعصب والتطرف السياسي، ذلك أن امرأة تحمل النقاب لا يمكن أن تتمتع بالمساواة مع الرجل، حتى لو قامت بذلك بشكل طوعي. من يقبل بالنقاب يتجاهل مقاومة المسلمين المستنيرين ضد السم الذي يمثله الإسلام السياسي ويستهزئ بالتالي بكفاح الغرب من أجل المساواة".
صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" كتبت تعليقا آخر حول الموضوع مُستحضرة التجربة الفرنسية بالقول:
"وفق بيانات السلطات الفرنسية، ارتفع عدد السلفيين في البلاد منذ عام 2010. ولا عجب في ذلك، فليس هناك أي إمام متطرف يقبل بتنفيذ قواعد اللباس التي تحددها الدولة لمؤمنيها. من المرجح أن يكون العكس هو الصحيح: منع البرقع (النقاب) يعطي السلاح لكل المتشددين، ليعيدوا تأويل قانون بأهداف ليبرالية، وتفسيره كقانون غير ليبرالي يتآمر على المسلمين".
بيد أن أسبوعية "دي تسايت" الصادرة في هامبورغ علقت على الموضوع من زاوية مختلفة وكتبت تقول:
"إن منع البرقع (...) وبغض النظر عن الصعوبات الحالية والقدرة على تطبيقه سيكون إشارة سياسية وثقافية هامة، بما في ذلك اتجاه النساء المحجبات القادرات على المشاركة في مجتمعنا، حينما يحققن شرط أساسيا وهو أن يصبحن مرئيات".
أما صحيفة "ماين ـ بوست" من فورتسبورغ فعارضت في تعليقها منع النقاب والبرقع وكتبت معلقة:
من الصعب تصور أن المساواة بين الجنسين ستتحقق هكذا بعد منع البرقع (النقاب)، وأن ذلك سيعمل على تحسين الاندماج. من المرجح أن يحدث العكس: فقد يندثر البرقع من الأماكن العامة، ولكن ستختفي معه اللواتي يرتدينه. وإذا اقتضى الأمر سيكون مصيرهن البقاء في البيت والانعزال عن العالم والبقاء بالتالي ضحية للاضطهاد. كلا، فمهما تم تفهم الأصوات الداعية لحظر البرقع من الأماكن العامة، فإن مجتمعا منفتحا يتميز بتسامحه مع الآخرين الذين يفكرون بطريقة مختلفة".