صحف ألمانية..الأسد يضع مصيره بين يدي بوتين
٢٢ أكتوبر ٢٠١٥تناولت الصحف الألمانية الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، وهي أول زيارة يقوم بها إلى الخارج منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.
وترى صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الذائعة الصيت في تعليق لها أن هذه الزيارة أظهرت عدة أمور، منها على سبيل المثال: "أن بوتين لن يدع الطاغية الأسد يسقط ببساطة كما يأمل في ذلك الكثيرون في الغرب؛ أو ربما أن الأسد يخاف من حدوث انقلاب عليه داخل القصر الرئاسي، لأن زيارته كانت سرية، كما وضع كل شيء في طي الكتمان. وربما الاحتمال الأخير هو أنه لم يعد هناك شك في أن الأسد وضع مصيره بين يدي موسكو". وتضيف الصحيفة أن الاجتماع بين الرئيس السوري ونظيره الروسي "أظهر بشكل خاص أن بوتين والأسد يراهنان في الوقت الحالي على الحل العسكري، وهو الحل الذي يدفع إلى تدفق المزيد من اللاجئين على ألمانيا".
"الرغبة في فك العزلة وراء تدخل موسكو في سوريا"
ومن جانبها اعتبرت صحيفة "برلينر تسايتونغ"، البرلينية التدخل الروسي في سوريا بمثابة محاولة من موسكو لفك العزلة المضروبة عليها. وكتبت الصحيفة في تعليق لها تقول: "لا يوجد لدى روسيا نفوذ كبير في أي مكان آخر خارج حدود الاتحاد السوفيتي أكثر مما هو عليه الحال في سوريا، حليفتها القديمة أيام الحرب الباردة".
وتضيف الصحيفة أنه "في نظر الكرملين سوريا هي النقطة الوحيدة في العالم، التي يمكن فيها لروسيا فك العزلة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة. واشنطن كانت مقتنعة بعدم إشراك روسيا في الملفين السوري والإيراني، لأنها كانت تعتقد أن دور الأخيرة (روسيا) غير بناء وبدون معنى. فحسب كلمات أوباما روسيا هي القوة الإقليمية، التي ينبغي عليها ألّا تتدخل أو تزعج. بيد أن روسيا اختارت لنفسها دور المُزعج".
"التدخل الروسي وسيلة للتغطية على المشاكل الداخلية"
وترى صحيفة"زود دويتشه تسايتونغ" أن تدخل موسكو في سوريا هو محاولة من بوتين للرد على الإهانات التي تلقتها بلاده في السنوات الأخيرة من واشنطن. وتضيف الصحيفة قائلة: "موسكو دخلت الآن في صراع مباشر مع واشنطن. فالكرملين كان يبحث عن ذلك منذ فترة طويلة بعد كل الإهانات التي استهدفته في السنوات الماضية. بوتين يجد نفسه الآن في أوج قوته. والروس يتحملون تكاليف الهجمات العسكرية في سوريا، رغم أنه يفترض أن يكون ارتفاع أسعار الحليب والبطاطس أقرب إلى انشغالاتهم من المأزق التي يوجد فيه الرئيس السوري".
وتتوقع الصحيفة، التي تصدر من مدينة ميونيخ "أن يتراجع حماس الروس للعملية التي تقودها حكومته في سوريا؛ هذا الحماس الذي يوحد البلاد حاليا ولا يزال كبيرا. وتشرح الصحيفة ذلك بالقول: "المهمة الروسية في الخارج تغطي في الوقت الحالي على الكثير من المتاعب في الداخل. وعندما يطفئ الناس جهاز التلفاز سيصطدمون بسرعة بضيق الحياة اليومية بسبب خفض ميزانية التعليم والصحة والبنية التحتية".