حوار مع صالح مسلم الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي
٢٨ أبريل ٢٠١٨السيد مسلم تم اعتقالكم في شباط/ فبراير الماضي في تشيكيا بعدما أصدرت تركيا عبر شرطة إنتربول أمر اعتقالك، إلا أن السلطات التشيكية أطلقت سراحك بعد يومين. لماذا؟
قبل اعتقالي بيوم نشرت وسائل إعلام تركية صوري في براغ. والشرطة التشيكية كانت تعلم بذلك، وكانت متواجدة معي في نفس الفندق لحمايتي. وفي يوم اعتقالي قرع بابي في الساعة الحادية عشرة. وكان هناك خمسة أو ستة رجال شرطة ومترجم. وأخبروني بالإنجليزية بأنهم أتوا لاعتقالي. وسألتهم ما الذي يحصل؟ لكنهم ردوا بأن لديهم فقط أوامر اعتقالي. وقالوا أيضا بأن هذا الأمر صدر برغبة من تركيا.
كيف كان رد فعلك؟
قلت حسنا وجمعت أمتعتي. وفي الأثناء اتصلت هاتفيا بأصدقائي وأخبرتهم. ولم يكن لدي الوقت فقط لقول:" برغبة من تركيا تأخذني الآن الشرطة". ثم أخذوا مني الهاتف.
هل تم استنطاقكم في مركز الشرطة؟
لا لم أخضع للاستجواب. هم فقط اعتقلوني وسجلوني وأخضعوني لفحص طبي. ثم فحصوا الأشياء التي كانت بحوزتي أو في حقيبتي. كل هذا حصل إلى اليوم التالي. كنت لوحدي في الزنزانة. ولم يحصل هناك استنطاق. ثم قالوا لي بأنهم سيقتادونني إلى المحكمة. إذن ذهبنا إلى هناك حيث أجبت على أسئلة وكان بإمكاني الانصراف. ولا أعرف ما الذي حصل في هذه اللحظة في الخارج. ولكن بدا وكأن اتصالي الهاتفي بأصدقائي جاء بمفعول.
تركيا تدعو أوروبا إلى تسليمك إياها. هل من الممكن أن يحصل أن يستجيب بلد أوروبي لدعوة تركيا؟
القواعد القانونية لا تسمح في الحقيقة بهذا الأمر. لكن بالطبع يمكن أن يحصل هذا الشيء بدون إطار قانوني. كما سبق وأن حصل في كوسوفو أو مكان آخر. ولذلك يجب التحلي بالحذر.
هل طلبتم حماية الشرطة الأوروبية؟
عندما أصل إلى أي بلد، أخبر الشرطة المسؤولة هناك وهم يحمونني. في الدنمارك وسويسرا أو هنا في فرنسا حيث تعلم الشرطة بوجودي.
تم الإعلان عن نهاية العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في عفرين السورية. والمنطقة هي الآن تحت السيطرة التركية. كيف ترون مستقبل المنطقة؟
بصورة قاتمة. لا أحد بإمكانه التنبؤ كيف ستتصرف تركيا في المستقبل. أنا متأكد من أن ضغوطا دولية ستُمارس على تركيا. 137 ألف شخص ينتظرون على الحدود مع عفرين. هم يريدون العودة إلى وطنهم، وسيفعلون ذلك. وهم لا يقبلون بما حصل في عفرين. نحن نريد أن يعود هؤلاء الناس إلى وطنهم. وإذا ما عادوا، يجب بالطبع حمايتهم من قبل الأمم المتحدة. وحاليا يتم إدخال أشخاص آخرين إلى عفرين لا ينحدرون من المدينة. وهذه سياسة جد خطيرة. ويجب أن ينتهي ذلك ويجب على تركيا أن تنسحب. وإلا فإن المكان سيتطور إلى نقطة ساخنة جديدة.
هل تعتقد أنه من الممكن أن تنسحب القوات التركية قبل أن ينتهي نزاع سوريا؟
منذ خمس أو ست سنوات تُعقد مؤتمرات في جنيف أو لقاءات في أستانا بكزاخستان. وهذه محاولات لإيجاد حلول، ولكن تركيا بالأخص تعرقل، هي لا تريد حلا سياسيا. فهي تقول:" إذا لم نحتفظ بالورقة في اليد، لن توجد حلول سياسية". وبالطبع العالم لا يريد الخضوع لذلك. وفي الطريق نحو حل يمكن أن تكون عفرين الخطوة الأولى. فالشعب السوري وجب عليه إيجاد حله الذاتي وتنفيذه.
تركيا تعبر عن القلق من أن سيادتها الترابية تتعرض للخطر من قبل الأحزاب الكردية. هل يمكنكم تفهم هذا القلق؟
لا وجود فعلا لمخاطر. نحن أعلنا عن ذلك منذ البداية. وحتى القوى التي نتعاون معها منحت الضمانات من أجل ذلك. والأمريكيون قالوا هذا، ونحن أيضا نعطي هذه الضمانة.
أولا أريد القول بأننا موجودون هنا لنشرح لهم بوجه صحيح الوضع. وبالطبع لدينا مقترحات. مثلا لماذا لا يوجد مبعوث من أوروبا يراقب كل شيء في عين المكان ويدونها؟ لماذا لا يزور أحد المنطقة؟ لماذا لا يتم تشكيل لجنة تقصي الحقيقة وتدوينها؟ هذه مقترحاتنا.
أجرى المقابلة كايحان كراتشا