شولتس تعقيبا على حرب أوكرانيا: بوتين أخطأ تماماً في التقدير
٤ مايو ٢٠٢٢أكد المستشار الألماني أولاف شولتس مجدداً موقفه الرافض لأن يقوم بنفسه بزيارة إلى كييف، وذلك بعد زيارة زعيم المعارضة فريدريتش ميرتس لأوكرانيا، مدافعاً عن سياسة حكومته في توريد الأسلحة لكييف.
وقال شولتس اليوم الأربعاء (الرابع من أيار/مايو 2022) عقب الاجتماع المغلق لحكومته في قصر "ميسبرغ" بالقرب من برلين: "رفض زيارة الرئيس الألماني الاتحادي مشكلة لا تزال قائمة"، مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يمنع ميرتس من القيام بالزيارة، مضيفاً أنه تحدث مع ميرتس عن هذا الأمر، وسيتحدث معه لاحقاً عقب عودته.
وتوجه رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، ميرتس، أمس الثلاثاء إلى كييف، والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعمدة العاصمة فيتالي كليتشكو، من بين آخرين. وأعلن ميرتس أنه سيبلغ شولتس أولاً بتفاصيل الزيارة. وأوضح ميرتس أنه من حيث المبدأ لا يمكنه إلا أن يوصي المستشار بإجراء محادثات في الموقع. وكان شولتس قد رفض في السابق زيارة كييف، وذلك على خلفية رفض كييف زيارة من الرئيس الاتحادي فرانك-فالتر شتاينماير قبل وقت قصير من القيام بها في نيسان/أبريل الماضي.
وذكر شولتس أن تداعيات الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا كانت محور الاجتماع المغلق للحكومة الألمانية اليوم الأربعاء، متعهداً بتقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا. وقال المستشار الألماني بعد الاجتماع إنه تمت مناقشة القضايا الناتجة عن سياسة التحول ضد روسيا بعناية، مضيفاً أنه من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخطأ تماماً في تقدير حربه العدوانية الوحشية ضد أوكرانيا.
وتابع شولتس أن الحرب أدت على سبيل المثال إلى تعاون أكبر داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث قدم الشركاء الديمقراطيون أسلحة ودعماً مالياً كبيراً لأوكرانيا، وقال: "أيضاً ألمانيا لا تزال تشارك في هذا وستواصل القيام بذلك باتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة في وقتها".
الدفاع عن سياسة توريد أسلحة لأوكرانيا
ودافع شولتس عن سياسة حكومته في توريد أسلحة لأوكرانيا. وقال إن هناك خطاً دقيقاً للغاية يتم اتباعه دون تغيير، مضيفاً أن الائتلاف الحاكم الألماني متفق تماماً على ما يجب القيام به في هذا الأمر، ومشيراً إلى أنه تم تسليم أسلحة من مخزونات الجيش الألماني، وسيُجري النظر فيما إذا كان من الممكن توريد المزيد. وأوضح المستشار الألماني أن عمليات التسليم تُجرى بناء على قائمة تمت مناقشتها مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن ألمانيا تتصرف بذلك "بشكل مطابق تماماً" للولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو فرنسا.
وبرر شولتس تغيير سياسة الحكومة في توريد الأسلحة إلى "الوضع القتالي المتغير" في أوكرانيا، موضحاً في إشارة إلى محاولة زحف قوات روسية إلى شرق أوكرانيا أن الدفاع الجوي له دور متزايد في ظل هذا الوضع. يُذكر أن الحكومة الألمانية وافقت الأسبوع الماضي على تصدير أسلحة ثقيلة مباشرة من ألمانيا لأول مرة لما ما يصل إلى 50 دبابة "غيبارد" مضادة للطائرات.
وذكر شولتس أن ألمانيا تعمل مع حلفائها بقوة على تمكين أوكرانيا من استخدام المدفعية، مشيراً على سبيل المثال إلى أن ألمانيا أعلنت استعدادها لدعم الولايات المتحدة في تدريب قوات أوكرانية على أسلحتها. وتابع المستشار أن هذا أمر لا غنى عنه حتى يتمكن الجنود الأوكرانيين من استخدام الأسلحة، مضيفاً أن ألمانيا وافقت أيضاً على مساهمة مشتركة في التدريب أيضاً مع هولندا. ومن ناحية أخرى، تعهد شولتس بمساعدة مئات الآلاف من الأوكرانيين الذين فروا إلى ألمانيا من الحرب، متعهداً بإتاحة فرص مستقبلية لأولئك الذين يريدون البقاء في ألمانيا.
أما بالنسبة لسعي الاتحاد الأوروبي لحظر واردات النفط الروسي بحلول نهاية العام، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بعد الاجتماع الحكومي اليوم إن حظراً أوروبياً تدريجياً لواردات النفط الروسي يمكن أن يؤدي إلى "اضطرابات" في الإمدادات وارتفاع الأسعار، لكنه أيد المشروع بوصفه خطوة ضرورية لمعاقبة موسكو. وقال هابيك أمام صحافيين عقب الاجتماع: "قلت عدة مرات أن لا يمكننا أن نضمن في هذا الوضع عدم حصول اضطرابات، وخصوصاً اضطرابات إقليمية"، مضيفاً أن برلين تدعم خطوة الكتلة في إطار الرد على غزو أوكرانيا.
م.ع.ح/إ.ف (د ب أ ، أ ف ب)