شتاينماير يدعو ذوي الأصل العربي للنأي بأنفسهم بوضوح عن حماس
٨ نوفمبر ٢٠٢٣دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الأشخاص في ألمانيا من أصل عربي إلى النأي بالنفس بشكل جلي عن معاداة السامية وحركة حماس الإسلاموية المتطرفة.
وقال شتاينماير اليوم الأربعاء (الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2023) في كلمة ألقاها في مقر الرئيس الاتحادي في برلين، قصر بلفيو، أمام طاولة مستديرة ضمت يهوداً ومسلمين إن "الإرهاب والتحريض والدعوة إلى تدمير الدولة ليس لها مكان في ألمانيا، وأنتظر أن نقف معاً ضدها".
ووجه الرئيس الألماني نداء مباشراً إلى هؤلاء: "أطلب منكم، أيها المتحدرون من جذور فلسطينية وعربية في ألمانيا: لا تسمحوا لأنفسكم بأن يتم استغلالكم من قبل شركاء حماس! تكلموا عن أنفسكم! ارفضوا الإرهاب بوضوح!".
وأضاف شتاينماير: "على كل من يعيش ويريد أن يعيش في هذا البلد أن يحترم قواعد التعايش السلمي وأن يعرف تاريخنا. إن حماية الحياة اليهودية في ألمانيا هي مهمة دولة وواجب على مواطنيها".
وأدلى الرئيس الاتحادي بهذه التصريحات في اجتماع مائدة مستديرة في مقر إقامته الرسمي، قصر بلفيو، مع ممثلين عن اليهود والمسلمين في ألمانيا. وكان من بين المشاركين حاخام يهودي وإمام مسلم وناجية من المحرقة، بلغت قبل وقت قصير عامها الثاني بعد المائة.
ودعا شتاينماير الفلسطينيين والعرب في ألمانيا إلى صياغة وجهات نظرهم السياسية في إطار القانون. وقال: "يجب أن يكون لكم جميعاً مساحة لإظهار ألمكم وغضبكم تجاه الضحايا المدنيين في غزة ومشاركتها مع الآخرين"، مؤكداً على ضرورة عدم وجود "عنصرية معادية للمسلمين ولا اتهام عام ضد المسلمين".
وشدد الرئيس الألماني على أنّ الاحتجاجات السلمية والتضامن والتعاطف أمور مشروعة و"تعبير عن الحرية التي يحميها الدستور"، بيد أنه استدرك بالقول: "لكن الحرية لها حدودها حين تتحول إلى عنف وكراهية: التحريض المعادي للسامية، والاعتداءات على المعابد اليهودية، وحرق الأعلام الإسرائيلية. تلك الممارسات ليست من الحرية ويجب أن يحاكم مرتكبوها ويعاقبون بشكل حازم".
وتوجه شتاينماير بكلامه إلى اليهود في ألمانيا بشكل مباشر: "لقد هزكم العنف ضد اليهود في إسرائيل حتى النخاع. لا أستطيع أن أزيل رعبكم من المظاهرات العدوانية المناهضة لليهود في ألمانيا، لكنني أريد أن أؤكد لكم أن هذا البلد لن يهدأ طالما أنكم تخافون على سلامتكم وسلامة أطفالكم".
ميركل تتكلم
وفي نفس الاتجاه، ذهبت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل؛ إذ دعت إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد معاداة السامية في ألمانيا. وحذرت ميركل في بيان صادر عن مكتبها اليوم الأربعاء بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لمذبحة "9 نوفمبر"، وهي المذبحة الوحشية التي نفذها النازيون عام 1938، قائلة: "يجب على الأغلبية الديمقراطية في دولتنا أن تظل يقظة".
وقالت ميركل: "إن واجبنا الحكومي والمدني هو مكافحة جميع أشكال العداء تجاه اليهود- من تيار اليمين، ومن اليسار، وكذلك العداء الواقع بدافع من الإسلاميين..ويجب أن يكون اليهود قادرين على الشعور بالأمان في ألمانيا".
وأوضحت المستشارة السابقة أنه بعد 85 عاماً، أصبحت الصورة مشوشة في ألمانيا. وقالت ميركل: "الحياة تزدهر مرة أخرى في ألمانيا، وفي الوقت نفسه نواجه معاداة سامية مثيرة للقلق تهدد حياة اليهود في بلادنا وأماكن أخرى في العالم كان يعتقد أنها آمنة".
ووصفت ميركل التصريحات المعادية للسامية خلال المظاهرات في ألمانيا في أعقاب الهجوم على إسرائيل من قبل حركة حماس بأنها مثيرة للاشمئزاز بشكل خاص ودعت إلى معاقبة جرائم الكراهية. وحذرت أولئك الذين قد يستغلون "الرغبة المشروعة في إقامة دولة فلسطينية" والانتقادات المشروعة للسياسات في ألمانيا أو إسرائيل "كغطاء لتبرير كراهيتهم لدولة إسرائيل واليهود".
وأثارت المظاهرات المناصرة للفلسطينيين في المدن الألمانية جدلاً شعبياً واسع النطاق منذ الهجمات التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي على إسرائيل.
وأشارت السلطات الألمانية إلى وقوع حوادث معاداة السامية وتعبير للدعم لحماس أدى للحد من بعض التجمعات أو حظرها. وقد حث بعض السياسيين على شن حملات قمع أكبر. فعلى سبيل المثال، دعت النائبة في البرلمان الألماني عن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي سيراب غولر إلى فرض قيود جديدة على حق التجمع للمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك بإجراء تعديل محتمل لدستور البلاد.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
خ.س/أ.ح/ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ)