هكذا فازت شابة من أصل عراقي بعضوية البرلمان الألماني
١ أكتوبر ٢٠٢١ولدت في موسكو، وترعرعت في ألمانيا، درست العلوم السياسية في برلين، تتكلم الألمانية، والعربية والآشورية، وهي من أسرة لها في العراق باع طويل في السياسة. عملت كمفوضة حكومة ولاية مكلونبورغ – فوربوميرن لشؤون الاندماج. لكن برنامجها الانتخابي لم يكن مقتصرا على قضايا الهجرة، فاكتسحت النتائج في دائرتها الانتخابية. DW عربية حاورتها بعد فوزها، لنتعرف عمن تكون النائبة الجديدة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ريم العبلي – رادوفان.
DW عربية: عانى الحزب الاشتراكي من عثرات كثيرة خلال الفترة الماضية، غير أن استطلاعات الرأي تشير إلى ازدياد شعبيته وفوزه، ما السر؟
ريم العبلي – رادوفان: يكمن السر هذه المرة في وجود برنامج مستقبلي جيد جدا، برنامج انتخابي كان قد نشر منذ فترة طويلة أيضا. وقد أعلن عنه مرشحنا لمنصب المستشاريةأ مبكرا. وهو مرشح مناسب لهذا المنصب. كما يجدر القول إن الحزب المسيحي الديمقراطي كان وضعه ضعيف. لكن هذا لم يكن السبب الوحيد، بل السبب يعود إلى برنامجنا الانتخابي الجيد، وإلى المرشحين الجيدين من الحزب.
أعلم أنك مهتمة بقضايا اللجوء والمهاجرين والاندماج، هل كان هذا السبب في نجاحك بالحصول على مقعد بعد حصولك بالانتخاب المباشر على أكثر من 44 ألف صوت؟
أنا نفسي مندهشة جدا أيضا بحصولي على مثل هذا العدد من الناخبين، ففي ولاية مكلونبورغ - فوربوميرن، ليس أمرا عاديا أن تحصل مرشحة من أصول مهاجرة على مقعد في البرلمان عن طريق الانتخاب المباشر. في عملي كمفوضة لشؤون الاندماج كان تركيزي بكل تأكيد على مثل هذه الموضوعات. لكن لا يوجد الكثير من الألمان من أصول مهاجرة في دائرتي الانتخابية. اعتقد أن السر في نجاحي كان بسبب تواصلي المستمر مع الناخبين واهتمامي بقضايا تهمهم بحيث لا يقتصر الأمر على قضايا الاندماج.
أي موضوعات أخرى تحظى بالأهتمام إضافة إلى قضايا الاندماج؟
موضوعات في مقدمتها البنية التحتية، والرقمنة والنقل الداخلي، نحن بحاجة إلى استثمارات أكثر في هذه القطاعات. لأننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي نتمناه. بغض النظر عن الأصول التي يعود إليها المواطن، فإن مثل هذه القضايا تشغل الجميع.
هل هذا يعني أن هناك قبولا جيدا للسياسيين من أصول مهاجرة؟
كان هناك البعض ممن نظر للموضوع بشكل مختلف. اعتقد أن الناخبين لم يصوتوا لي بسبب أصولي المهاجرة، كان واضحا بالنسبة لي، أن أصولي المهاجرة لن تلعب دورا عندما يتعرف علي الناس. الجدير بالذكر أنا أول سيدة من أصول مهاجرة ترشح للانتخابات البرلمانية في دائرتي الانتخابية.
كيف تمكنت من إقناع الناس هناك؟
تطوعت في فريق الإطفاء، التقيت مع كبار السن في المقاهي، التقيت بالناس في النوادي الاجتماعية، كنت دائمة التجول واللقاء الناس. لاحظت كيف أن هناك الكثير المشرك بيننا، ويمكن من خلال عملنا السياسي والحكومي تحسين الكثير من القضايا. إنها أمور لا تلعب فيها الأصول المهاجرة دورا.
إذن المجتمع أصبح أكثر انفتاحا هناك؟
أتمنى ذلك ، بعض كبار السن جاؤوا إلي وقالوا إنه من الجميل أنك ترشحين نفسك، لأننا نريد وجوها شابة، ولا نريد ان يدخل البرلمان نفس الأشخاص دائما.
تدخلين البرلمان الآن، ماذا ستأخذين معك إلى هناك كنائبة؟
جذوري العراقية تؤثر في بكل تأكيد، هذه الجذور تجعلني أفهم ما يمكن أن تفعله السياسة وكيف تؤثر على حياة الناس. والداي من العراق، من بلد عانى من الحروب. مفهوم بالنسبة لي أن العمل السياسي له أفضليته، لكن عليه مسؤولية كبيرة. مسؤولية يجب أن ينجزها الشخص بتحمل مسؤولية كاملة.
يسألك البعض: من أين أنت، كيف تكون إجابتك؟
يطرح علي السؤال بكثرة، إجابتي دائما أنا من شفيرين، وأعلم أنهم سيسألون عن جذوري وحينها أجيب نعم، جذوري عراقية. ليست عندي مشكلة مع هذا السؤال، لكن أحيانا يبدو الأمر متعبا، الإجابة دائما على نفس السؤال، خصوصا وأن وضعي معقد قليلا، لأنني ولدت في روسيا.
أجرى الحوار: عباس الخشالي