سيارات دايملر الألمانية: مراكز للاتصالات والإنترنت
٢٧ أكتوبر ٢٠١١ذكرت شركة صناعة السيارات دايملر المنتجة لسيارات مرسيديس أن سياراتها المستقبلية ستكون أشبه بمركز اتصالات للسائقين. وستلعب تقنية ما يدعى بالحوسبة السحابية دوراً حاسماً في ذلك.وطوّرَت الشركة الألمانية نموذجاً لسيارة تتمتع بتكنولوجيا الحوسبة السحابية التي تجعل التواصل المعلوماتي ذا كفاءة عالية، وعرضت النموذج في مقرها بمدينة شتوتغارت الألمانية. وقد تم إدماج التقنية أولاً في نوع من سياراتها المستخدمة لأغراض البحث العلمي والمسماة دايملر F125، في إشارة إلى تاريخ الشركة القديم في صناعة السيارات والممتد منذ حوالي مئة وخمسة وعشرين عاماً.
تصفح شبكة المعلومات أثناء قيادة السيارة
وتقوم تقنية الحوسبة السحابية بتوظيف البرامج الحاسوبية والبيانات والمعلومات الموجودة في خوادم الإنترنت وفي مراكز الإنترنت الحاسوبية بشكل فوري وتجعلها تحت تصرف سائق السيارة، بحيث يستطيع تصفح شبكة المعلومات الدولية أثناء قيادته لسيارته في الشوارع، وذلك من خلال هاتفه الجوال. وبذلك تصبح المعلومات متوفرة للسائق بشكل سريع حتى أثناء حركة المرور والقيادة السريعة، بما في ذلك معلومات أماكن تواجد السائقين الآخرين المستخدمين للشبكة ومواقعهم الجغرافية.
ويتم من خلالها أيضاً توجيه السائق إلى مجموعة من الخدمات القريبة منه والمرتبطة به كأماكن التسوق ومحطات البنزين أو أقرب مطعم أو مركز للشرطة أو أقرب ورشة صيانة أو غسيل للسيارات. كما يمكن للسائق الولوج إلى المواقع الإلكترونية بسرعة وباستخدام لغة السائق المحلية. ويتم تخزين هذه المعلومات في متصفح الشبكة الخاص بالسائق وتحديثها عند الضرورة. وكل ما يشاهده السائق على متصفحه يصله غالباً من مجموعة من خوادم شبكة الإنترنت المرتبطة لا سلكياً أو عبر الأقمار الصناعية بالسيارة.
تحويل السيارة إلى مركز عمل متنقل يلبي كل الحاجات
ولا تعد دايملر الشركة الوحيدة التي تعتزم تطوير سياراتها، فهناك أيضاً شركات مرموقة أخرى لصناعة السيارات تعمل أيضاً على إيجاد حلول تلبي الاتجاه الجديد الذي يتزايد عليه الطلب أكثر من أي وقت مضى، بحيث تصبح السيارات متمتعة بتقنيات معلوماتية عالية وأكثر تطوراً بما في ذلك أجهزة الملاحة، والتعرف على المواقع الجغرافية، وتناقل المعلومات بين السائقين، والتعرف على البيئة المحيطة بهم، والحصول على أخبار كل العالم في الوقت الحقيقي، والوصول السريع إلى الإنترنت عبر الهواتف المحمولة أثناء القيادة، وتحويل السيارة إلى مكتب عمل متنقل، بحيث يمكن للسائق أيضاً عقد مؤتمر مع آخرين وهو في سيارته.
لمسة شاشة الهاتف النقال تنظم يوم السائق
غير أن منتقدي إدخال هذه التقنيات المعلوماتية التواصلية إلى السيارات يرون أن الإفراط في إدماجها وتركيب إلكترونياتها في السيارات قد يُلهي السائق أثناء القيادة. ومن ناحية أخرى قد يشكل ذلك إشكالية فيما يتعلق بحماية البيانات الشخصية كتزويد السائقين الآخرين أو غيرهم بالموقع الجغرافي للسيارة مثلاً. لكن شركة دايملر ترى في سيارة الغد المعلوماتية تسهيلاً لسواقة السيارات، وعوناً للسائق في التخطيط المسبق ليومه أثناء الحركة المرورية، ابتداءً من طعام الفطور في أحد المطاعم القريبة من السيارة، ومروراً بسماع الأغنية المفضلة أثناء القيادة، أو تكييف السيارة بدرجة الحرارة المناسبة صيفاً وشتاء، وصولاً إلى التخطيط لمسار الطريق بواسطة جهاز الملاحة المدمج في المنظومة المعلوماتية للسيارة، وكل ذلك بالتحكم بنقرة زر أو بلمسة شاشة الهاتف النقَّال الخاص بالسائق.
علي المخلافي (د ب أ)
مراجعة: منى صالح